الاثنين، 9 أبريل 2012






ملكنــا هذه الدنيـــــا قرونــــا




مَلَكْنا هذهِ الدُّنيا قُرونا *** وأخضَعَهَا جُدودٌ خالدُونَا

وَسطَّرْنا صحائِفَ مِن ضِياءٍ *** فَما نَسِىَ الزمانُ ولا نَسيِنَا

حَملْناها سُيوفاً لامِعاتٍ *** غَداةَ الرَّوعِ تَأبَى أن تليِنا

إذا خَرَجَتْ منَ الأعماق يَوماً *** رأيتَ الهَولَ والفَتحَ المُبينَا

وكُنا حينَ يأخُذُنا وَليٌّ *** بطُغيانٍ نَدوسُ لهُ الجَبينَا

تَفيضُ قلُوبُنا بالهَدْي بأساً *** وَما نُغضِي عَن الظُّلمِ الجُفونَا

وَما فتئَ الزمانُ يَدورُ حتَّى *** مَضَى بالمَجدِ قَومٌ آخرونَا



وأصبَحَ لا يُرى في الرَكبِ قَوْمِي *** وَقَد عَاشُوا أئمَّتَهُ سِنينَا

وآلمني وَآلمَ كُلَّ حُرٍّ *** سُؤالُ الدَهر : أينَ المُسلمونا ؟

تُرى هَل يَرْجِعُ الماضي؟ فإني *** أذوب لذلك الماضي حنينا

بنينا حُقبَة في الأرضِ مُلكاً *** يُدعّمُهُ شبابٌ طامحُونا

شباب ذللوا سبل المعالي *** وما عرفوا سوى الإسلام دينا

تَعَهَّدهُمْ فأنبتهم نباتاً *** كريماً طابَ في الدنيا غُصُونا

هُمُ وَرَدوا الحياضَ مُباركات *** فسآلت عندَهُم ماءً مَعينا



إذا شَهِدوا الوغى كانوا حُماةً *** يَدُكّونَ المعاقِلَ والحُصُونَا

وإن جَنَّ المساءُ فلا تَراهُم *** من الإشفاقِ إلاّ ساجدينا

شبابٌ لم تُحَطمُهُ اللّيالي *** ولَمْ يُسْلِم إلى الخَصمِ العَرينا

وَلَمْ تَشْهدُهُمُ الأقْدَاحُ يَوماً *** وقد مَلَؤُوا نَوادَيهُمْ مُجُونَا

وَمَا عَرَفُوا الأغانيَ مَائعاتٍ *** وَلكنَّ العُلى صيغَتْ لُحُونا

وَقَدْ دَانُوا بأعظَمِهِمْ نِضَالاً *** وَعِلْماً، لا بأجرَئِهِمْ عُيُونا

فَيَتّحدُونَ أخلاقاً عِذَاباً *** وَيَأتَلفُونَ مُجَتمَعَاً رَزِينا


وَلَمْ يَتَشَدَّقوا بقُشُورِ عِلْمٍ *** وَلَمْ يَتَقَلَّبُوا في المُلْحِدِينا

وَلَم يَتَبَجَّحُوا في كُل أمْر *** خَطير، كَي يُقَالَ مُثَقَّفُونَا

كَذلكَ أخْرَجَ الإسلامُ قَوْمي *** شباباً مُخْلصا حُرَّا أمينا

وَعَلَّمَهُ الكَرامَة كَيْف تُبنى *** فَيَأبَى أنْ يُقَيَّدَ أو يَهُونا

دَعُوني مِنْ آمَانٍ كاذبات *** فَلَمْ أجِدِ المُنَى إلاّ ظُنُوناً

وَهَاتُوا لي مِنَ الإيمَانِ نوراً *** وَقَوُّوا بَيْنَ جَنبيَّ اليَقينا

أمُدُّ يَدي فأنْتَزع الرَّوَاسِي *** وَأبْنِي المَجْدَ مُؤتْلفاً مَكِينَا






  

ليست هناك تعليقات: