رغيف بالف دينار
دع الحرص على الدنيا *** وفى
العيش فلا تطمع
ولا تجمع من الحرام *** فلا تدرى لمن تجمع
فـان الرزق مـقسـوم *** وسـؤ
الـظـن لا ينـفـع
فـقـيرا كل من يـطـمـع *** عـنـى
كل مـن يـقـنـع
فى أيام المستنصر ألفاطنى
وقع بمصر
غلاء فحش
أمره وشنع ذكره وكان
مدته سبع
سنين
وكان من أسبابه ضعف الاسلطنه
واختلال
أحوال المملكه وأستيلاء
الامراء على الدوله
واتصال الفتن بين العربان
وقد أستولى الجوع على العامه
حتى بيع
أردب القمح بثمانين
ديناراوأكلت الكلاب القطط
وبيع الكلب بخمسة دنانير ليؤكل
وتزايد
الحال حتى أكل الناس
بعضهم بعضا وكانت طوائف
تجلس بأعلى بيوتهم ومعهم
كلاليب فاذا
مر بهم أحد القوم
وأختطفوه
وشرحوا لحمه وأكلوه
وجأء الوزير
يوما على بغلته
الى
الخليفهفاكل العامه البغله
وقام الوزير بشنق طائفة منهم
فاجتمع عليهم الناس وأكلوهم
ومن غريب ما وقع ان أمراه
من ارباب العز أخذت عقدا
لها قيمته
الف دينار وعرضته
للبيع وأن
يعطوها بثمنه دقيقا
وأعتذر اليها جميع التجار الى
ان رحمها
أحد التجار وباعها
بثمن العقد
كيس من الدقيق
ولما أخذته أستأجرت من يحمل
ويحميها فى الطريق بنصف كيس
الدقيق فتكأثر عليها العوام فى
الطريق
ونهبوه منها فما كان
منها الا أن
أخذت بعض من الدقيق ملء
يدها ولم تفوز بغير هذه الحفنه
من الدقيق ثم أنها عجنته وأنضجته
فلما صار
رغيف أخذته
وذهبت الى قصر الخليفه ووقفت
باعلى مكان
ورفعت الرغيف
الى اعلى بحيث يراها
الناس ونادت بأعل صوتها
يأهل القاهره أدعوا لمولانا
المستنصر الذى أسعد ألله
الناس
بايامه حتى صار
الرغيف بالف دين
مأشبه اليوم بالبارحه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق