قصة أبناء نزار بن معد
وابناء نزار كما هو معروف
أربعة،فمنهم مضر
على عمود النسب النبوي،
وثلاثة خارجون عنه وهم ،
إياد وربيعة
وأنمار،
وقد حدثت لهم هذه القصة مع
ملك نجران الأفعى الجرهمي
وتفصيل القصة كالتالي:
لما حضرت نزار الوفاة دعا اياداً
وعنده جارية شمطاء،
وقال:
هذه الجارية الشمطاء وما أشببها لك
ودعا أنماراً وهو في مجلس له وقال:هذه البدرة،
والمجلس
وما اشبههما لك،
ودعا ربيعة وأعطاه حبالاً سوداً من شعر،
وقال:
هذه وما اشبهها لك،
وأعطى مضر قبة حمراء،
وقال:
هذه وما اشبهها لك،
ثم قال: وإن أشكل عليكم شئ ،
فأتوا
الأفعى بن الأفعى الجرهمي-
وكان ملك نجران
فلما مات نزار ركبوا رواحلهم قاصدين الأفعى
تنفيذا لوصية
والدهم،
فلما كانوا من نجران على مسافة يوم،
اذا هم بأثر بعير،
فقال إياد:
انه
أعور!
فقال أنمار وإنه لأبتر! فقال ربيعة:
وإنه لأزْور!
وقال مضر:
وإنه
لشارد
لايستقر!
فلم يلبثوا حتى جاءهم راكب، فلما وصلهم قال:
هل رأيتم
بعير ضال؟
فوصفوه له كما تقدم
فقال الراكب:
إن هذه لصفته عينا،
فأين بعيري؟
قالوا مارأينا!
فقال:
أنتم أصحاب بعيري،
وما أخطئتم من نعته شيئا!
فلما أناخوا بباب الأفعى وأستأذنوه،
واذن لهم،
صاح الرجل
بالباب، فدعا به الأفعى،
وقال له ما تقول؟
قال:
أيها الملك،
ذهب هؤلاء ببعيري!
فسألهم الفعى عن شأنه،
فأخبروه،فقال لإياد
:مايدريك انه أعور؟
قال:
رأيته قد لحس
الكلأ من شق والشق الآخر وافر!
وقال أنمار:
رأيته يرمي بعره مجتمعا ولو كان أهلب لمصع
به!
فعلمت انه أبتر!
وقال ربيعة:
أثرُ احدى يديه ثابت،
أما الآخر فاسد، فعلمت
أنه أزور!
وقال مضر
:رأيته يرعى الشقة من الأرض ثم يتعداها فيمر
بالكلأ الغض فلا ينهش منه شيئا،
فعلمت انه شرود!
فقال الأفعى:
صدقتم!
وليسوا بأصحابك فالتمس بعيرك
ثم سألهم الأفعى عن نسبهم فأخبروه،
فرحب بهم وحيّاهم،
ثم
قصوا عليه قصة أبيهم،
فقال لهم:
كيف تحتاجون إليّ وأنتم على ما أرى؟
قالوا:
أمرنا
بذلك أبونا،
فأمر خادم دار ضيافته أن يحسن ضيافتهم،
ويكثر مثواهم، وأمر وصيفا له
ان يلتزمهم
ويحفظ كلامهم،
فأتاهم القهرمان بشهد فأكلوه،
فقالوا:
ما رأينا شهدا
أطيب ولا أعذب منه،
فقال إياد:
صدقتم لولا ان نحله في هامة جبّار!
ثم جاءهم بشاة
مشوية،
فأكلوها واستطابوها ،
فقال أنمار:
صدقتم لولا انها غذيت بلبن كلبه!
ثم جاءهم
بالشراب فاستحسنوه،
قفال ربيعة:
لولا ان كرمته نبتت على قبر!
ثم قالوا:
ما رأينا
منزلا أكرم قِرى ولا أخصب رَحْلاً من هذا الملك،
فقال مضر:
صدقتم لولا انه لغير
أبيه!!!!!!!!!!
فذهب الغلام الى الأفعى فأخبره
بكل ما سمع مما دار
بينهم، فدخل
الأفعى على أمه فقال:
أقسمت عليك الا أن تخبرينني من أبي؟؟؟
قالت:
أنت الأفعى ابن الملك الأكبر،
قال حقا لتصدقينني!
فلما ألح عليها قالت أي بني:
إن الأفعى كان شيخا قد أُ ثقل،
فخشيت ان يخرج هذا
الأمر عن أهل هذا البيت،
وكان عندنا شاب من أبناء الملوك اشتملت
عليك منه، ثم بعث
الى القهرمان فقال:
أخبرني عن الشهد الذي قدمته
الى هؤلاء النفر ما خطبه؟
قال:
طلبت من صاحب المزرعة
أن يأتيني بأطيب عسل عنده فدار
جميع المناحل فلم يجد أطيب
من
هذا العسل الا أن النحل وضعه
في جمجمة في كهف،
فوجدته لم يُر مثله قط فقدمته لهم!
فقال:
وما هذه الشاه؟
إني بعثت الى الراعي بأن يأتيني
باسمن شاة
عنده،فبعث بها وسألته عنها
فقال:
انها أول ما ولدت من غنمي فماتت أمها،
وأنِست بجراء الكلبة ترضع معهم،
فلم أجد في غنمي مثلها فبعثت بها!!
ثم بعث الى صاحب الشراب وسأله عن شأن الخمر فقال:
هي
كرمة غرستها على قبر أبيك،
فليس في بلاد العرب مثل شرابها
فعجب الأفعى من القوم وقال:
ماهم الا شياطين!
ثم أحضرهم
وسألهم عن وصية أبيهم، فقال إياد:
جعل لي خادمة شمطاء وما اشبهها،
فقال الأفعى:
انه
ترك غنما برشاء فهي لك ورعاؤها من الخدم!
وقال أنمار:
جعل إليّ بدرة ومجلسه وما
أشبهها،فقال:
لك مارتك من الرقة،
والأرض!
وقال ربيعة:
جعل لي حبالا سودا وما
اشبهها،ترك
أبوك خيلا دهما وسلاحا فهي لك وما معها من موالي!
فقيل ربيعة الفرس،
وقال مضر:
جعل لي قبة حمراء وما اشبهها،
قال ان أباك ترك ابلا حمراء فهي لك،
فقيل
مضر الحمراء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق