الجمعة، 30 نوفمبر 2012

كلن على همه سرى وأنا على همي سريت



كلن على همه سرى وأنا على همي سريت











هذا كان فيه رجّال قديم وكان عنده إمرته وبنت له بسن الزواج وكان منول من طبع القدامى إذا البنت جت بسن الزواج يزوجونها على طول ماهب مثل هالحين يالله المستعان البنت تعجز وتلقاها ماتزوجت وهالرجال بنته كبيرة ولازوجها

المهم خلونا بسالفتنا لانروح بعيد الله يسلمكم كان عند هالرجال ناقة يترزق الله عليها ويوم حل الربيع طلع هالرجال هو وإمرته وبنته يتعزبون بالناقة بالبر عشان تربع وتآكل من أنعام الله

ويوم هم في البر جاهم رجال وأشرلهم بيده يلقي السلام عليهم فقال الرجل لأمرته الرجال( يسوم الناقة يبي يشريها وش رايك نبيعها له) قالت المره (إن كان العشب زين خلونا ننزل هنا )

وقالوا للبنت وش رايك قالت (والله مدري مير اللي تشوفونه إن كان هو صالح زوجوه تقصد نفسها )

شوفوا كيف الرجال همه يبيع الناقة ويوم سلم الرجل عليهم قال هذا يسوم الناقة والمرة قالت اللي يهمها والبنت بعد هامها الزواج وقالت إن كان هو صالح زوجوه .
وصار هذا المثل ( كلن على همه سرى وأنا على همي سريت)

الخميس، 29 نوفمبر 2012









 
ياذيب ياللي تالي الليل جريت ثلاث عويات قويات وصلاب






كان رجل من أحدى القبايل متزوج بإمرأة

 من قبيلة مجاورة تحبها وتحبه

ومرت على زواجهم فترة وحصل بين القبيلتين

 نزاع كان الزوج أحد أطراف هذا النزاع وبالمقابل أخوانها

كانوا طرف في النزاع ..مما حدا بأخوانها

 أن يأخذوها ليلا نكالا بزوجها

ولم تكن الزوجة راضية بفراق زوجها وكذلك الزوج..

.ومرت الايام على فراقهم 

والكل منهم كان يريد الآخر ولكن النزاع حاصل بينهما

ضاقت الأرض بالزوج , فهو يريد زوجته

 ولا سبيل لوصوله إليها , ففكر بطريقة

و أرسل إليها إحدى عجائز القبيلة تبلغها برغبته بلقائها سرا
 

فأخبر العجوز ان تخبر زوجته ان تنتظره

 في الليل وعند غياب القمر سوف يأتيها ويعوي

 ثلاث عويات كعواء الذيب فإذا سمعت العواء تخرج له ..

ورسم لها خطه للقاء . . .

 و ذهبت العجوز للزوجة وأبلغتها

 بذلك فرحبت الزوجة بالفكرة

ولما كانت الليلة الموعودة حيث كان الوعد بينهما

 بعد غياب القمر 

جاء الزوج للمكان المتفق عليه وكان

 حذراً لكي لا يراه أحد
 
ثم أخذ بالعواء كعواء الذيب ثلاث مرات

 متتابعة فعرفت الزوجة انّه زوجها 

وذهبت إليه وجلسا معاً خارج القريه واجتمعا

 مع بعضهما بعد طول الفراق يشكو

كل منهما حاله للآخر بعد الفراق
 
حتى إذا جاء الفجر افترقا وعاد كل منهما لقبيلته

ومضى على هذا اللقاء فترة وقسم الله سبحانه

 أن تحمل المرأة من زوجها نتيجة لذلك اللقاء

وكبر بطنها فرأها أخوتها وهددوها

بالقتل فمن أين لها هذا الحمل وقد فارقت

 زوجها منذ فترة طويلة ولم تكن حاملاً ؟!

فأخبرت اخوانها بحقيقة ما حصل بينها وبين

 زوجها ووصفت لهم المكان وأخبرتهم بكل ما جرى
 
فجلس الاخوان يتشاورون في كيفية التأكد من كلام اختهم
 

فقال اصغرهم

 ( وكان شاعراً وفارساً )

 انا سأذهب لزوجها واتأكد من حقيقة ما حصل 

فإن لم يكن صحيحاً فليس لها عندنا الا السيف ..

ولم تكن القبيلتان على وفاق فكيف يذهب
 

فكر الأخ واهتدى إلى طريقة فلما جن

 الليل تنكر وذهب إلى قبيلة زوج أخته ودخل مجلسه 

وجلس ولم يعرفه أحد ولما سكت المجلس

 تناول الربابة وأخذ يغني عليها ويقول :



يا ذيب ياللي تالي الليل جريـت

ثلاث عوياتٍ قويـات وصـلاب

أدخل على الله بعدهن ويش سويت

يوم الثريا ثلجت و القمـر غـاب


وغنى هذه الأبيات على الربابة ثم توقف

 ووضع الربابة مكانها وعاد إلى مكانه
 
فعرف الزوج أخو زوجته وفهم أن زوجته حامل
 

كعادة البدوي في سرعة اللمح وشدة الذكاء .


 فتقدم وتناول الربابة ورد على اخوها وقال :


أنا أشهد إني من قراكـم تعشيـت

وأخذت شاة البيت من بين الاطناب

على النقا وإلا الردى ما تهقويـت

ردو نسبنا يا عريبيـن الأنسـاب

الأحد، 25 نوفمبر 2012

أسباب سوء الخاتمة ( أعاذنا اللهُ منها )







أسباب سوء الخاتمة ( أعاذنا اللهُ منها )




اعلم أيها الموفق – إن شاء الله -  أن سوء الخاتمة لا يكون لمن صلح ظاهره وباطنه مع الله ، وصدق في أقواله وأفعاله ؛ فإن هذا لم يُسمع به ، وإنما يقع سوء الخاتمة لمن فسد باطنه اعتقاداً ، وظاهره عملاً ، ولمن له جرأة على الكبائر ، وإقدام على الجرائم ، فربما غلب ذلك عليه حتى ينزل به الموت قبل التوبة النصوح .
 ثم اعلم أن لسوء الخاتمة أسباباً كثيرة من أهمها ما يلي :
أولاً : الشرك بالله عز وجل .. وحقيقته تعلق القلب بغير الله حباً وخوفاً ورجاءً  ودعاءً  وتوكلاً وإنابةً ... الخ .
ثانياً : الابتداع في الدين ... وهو اختراع ما لم يأذن به الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم فأهل البدع لا يوفقون لحسن الخاتمة ، لا سيما من قامت عليه الحجة فأصر على بدعته ، نعوذ بالله من الخذلان .
ثالثاً : الإصرار على المعاصي تهاوناً بها واستصغاراً لشأنها لا سيما الكبائر فإنها تخذل صاحبها عند الموت مع خذلان الشيطان له فيجتمع عليه مع ضعف الإيمان فيقع في سوء الخاتمة .
رابعاً الاستهزاء بالدين وأهله من العلماء والدعاة والصالحين ، وبسط الأيدي والألسن إليهم بالسوء والأذى .
خامساً :  الغفلة عن الله  والأمن من مكره . قال تعالى " ( فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون " [ الأعراف : 99] .
سادساً : الظلم .. فالظلم مرتعه وخيم ، والظلمة من أولى الناس بسوء الخاتمة عياذاً بالله . قال تعالى : ( إن الله لا يهدي القوم الظالمين )  [ الأنعام : 144]  .
سابعاً : مصاحبة الأشرار ، قال تعالى ( يوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلاً *  يا ويلتى ليتني لم اتخذ فلاناً خليلاً * لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني ) [ الفرقان : 27- 29 ] .
ثامناً : العُجب .. وحقيقته إعجاب العامل بعمله مع احتقار أعمال الآخرين والتعالي عليهم ، وهو داء يخاف منه على الصالحين ، وبه تحبط الأعمال وتقع سوء الخاتمة .
هذه بعض الأسباب الموقعة في سوء الخاتمة ، وهي أصول الشر ومنابته ، فينبغي لكل عاقل موفق أن يحذرها ويتجنبها حذراً  من سوء الخاتمة .




صلاة مودع








صلاة مودع  



كان يعمل نجاراً في إحدى المدن .. لا يعرف الغش ولا الكذب ، ولا المكر ولا الخديعة ، قد رضي بما قسم الله له من الزرق الحلال وإن كان قليلاً  . في ضحى كل صباح كان يغلق دكانه  وينطلق إلى المسجد القريب ليتوضأ ويصلي ما كتب الله له صلاة الضحى – ثم يعود إلى دكانه ليباشر عمله إلى وقت صلاة الظهر ... وفي ضحى أحد الأيام أغلق دكانه وتوجه إلى المسجد يحث الخطى وهو في شوق إلى مناجاة ربه والوقوف بين يديه ، ودلف إلى المسجد وكبّر للصلاة فقرأ ما تيسر له من القرآن ، ثم ركع ثم رفع .. ثم سجد ..ثم قال إلى الركعة الثانية  واضعاً  يديه اليمنى على اليسرى ، فإذا بملك الموت قد حضر في تلك اللحظة ليقبض روح هذا العبد الصالح وهو واقف بين يدي ربه ، يناجيه بأحب الكلام إليه ،  فتخرج روحه من جسده ، ويخر ساقطاً على الأرض ، ويده اليمنى على اليسرى ، فما علم به أحد إلا وقت صلاة الظهر ، ويُحمل إلى بيته ، فلما أرادوا خلع ثيابه لتغسيله أبت يده اليمنى – بإذن الله عز وجل – أن تفارق يده اليسرى وكأنه لا يزال في صلاة ، وبعد محاولات عديدة كفنوه على هذه الحال ووضعوه في قبره ليلقى ربه مصلياً ...
 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يُبعث كل عبد على ما مات عليه  
 فاختبر لنفسك ما تشاء يا أخي المسلم .

   

إلى رحمة الله يا صالح








إلى رحمة الله يا صالح




 صالح شاب عربي .امتلأ قلبه إيماناً ، وجسمه نشاطاً وقوة .. كانت أمنيته أن يرقه الشهادة في سبيله ، ويلحقه بركب الشهداء الأبرار ، فحقق الله أمنيته ولكن ...
 أحد الإخوة كان مع صالح لحظة ودع الدنيا ، حدثني فقال :
كما مجموعة من الشباب لا يجمع بيننا حسب ولا نسب إلا الأخُوَّةُ في الله ، قررنا ذات يوم القيام برحلة خلوية ، نستعيد  فيها نشاطنا ، ونستجمع قوانا ، وانطلقنا ..وهناك ..وعبد أن صلينا الفجر ؛ خرجنا مهرولين ، هتفانا : " الله أكبر "  ونشيدنا :
نحن الذين بايعوا محمداً    على الجهاد ما بقينا أبداً
ظللنا على هذه الحال قرابة ساعتين ونصف الساعة حتى أصابنا الإعياء من شدة التعب ...كان صالح – رحمه اله – أكثرنا حماساً ، وأشدنا بأساً ..كان يجري وقلبه يتفطر ألماً وحسرة ، وكأنه على مشارف الأقصى ليحرره من أيدي اليهود الغاصبين ، ولسان حاله يقوله : هاأنذا قادم إليكم ولنعيد أقدسنا ونصلي في أقصانا ..
  وبعد تلك الجولة المرهقة ؛ أوينا إلى شجرة وارفة الظلال حول إحدى العيون .. كانت السماء صافية ، والجو ساكناً ، والصمت يخيم على  أرجاء المكان ، يقطعه أصوات العصافير وهي تنشد أشعارها فوق أغصان الأشجار ..
  كنا نتحدث ، ويمازح بعضنا بعضاً فترتد أصداء أصواتنا من الجبال القريبة منا فنتذكر تسبيح الجبال مع داود – عليه السلام – فيزيدنا ذلك إيماناً بالله ، واعترافاً بعظمته – سبحانه -.
  ولما افتربنا من عين   الماء ، تاقت أنفسنا إلى السباحة ، فنزلنا جميعاً إلا صالحاً ظل واقفاً في مكانه ينظر إلينا وكأنها نظرة مودع ... دعوته إلى النزول فأبدى عدم رغبته في ذلك ، وكان قد نسي ملابس السباحة ... لكنه بعد لحظات أقبل علينا وقد لبس ملابس رياضية استعارها من أحد الأخوة ، ولما هم أن يلقي بنفسه في الماء ؛ التفت فرأى رجلاً من بعيد في يده سيجارة ، فأبى  إلا أن يذهب إليه وينصحه ، فاستجاب الرجل ، وألقى ما في يده .. وعاد صلح ..ووقف على حافة العين ، وكأنه يريد  منا أن نفسح له ليأخذ مكانه بيننا ..فقضينا وقتاً ممتعاً داخل تلك العين ، ولم نكن نعلم أن ملك الموت كان قريباً منا في تلك اللحظات .. لقد كان في تلك العين فتحة صغيرة تسمى ( القصبة ) قطرها لا يزيد عن قطر إطار السيارة .. كان الأطفال الصغار يدخلونها ، ويذهبون إلى قرابة مترين ونصف المتر تحت الماء حتى يصلوا إلى منطقة فيها منسم ، فيستريحون قليلاً ثم يخرجون ..وكثيراً ما كنا نفكر في اقتحام هذه القصبة ، لكنّ أحداً منا لم يجرؤ على ذلك ، مع أن الأمر يبدو في ظاهره سهلاً ..
 وفجأة ، ونحن مشغولون بمطاردة الكائنات المائية الصغيرة ، ينسل صالح ويدخل لك القصبة ، وكأنه يريد أن يقول لنفسه: إذا كنت اليوم تخافين دخول مثل هذه القصبة ، فكيف بد غداً إذا لقيتِ أعداء الله في أعماق البحار وقمم الجبال ..
 " أوصيك بالتسجيلات "   قالها صالح لأحد الإخوة ، وهي أخر كلمة سمعناها منه فلم نلقِ لها بالاً ...
وحضر طعام الإفطار .. كانت الساعة تشير إلى العاشرة صباحاً ...انتظرنا صالحاً فلم يأتِ ، فقلنا : لعله ذهب لقضاء الحاجة أو نحو ذلك ... وطال انتظارنا فأصابنا القلق .. وطفقنا نبحث عنه يميناً وشمالاً ، شرقاً وغرباً فلم نعثر له على أثر...
أين ذهب صالحٌ ؟!  سؤال دار في أذهاننا جميعاً ... لكنا لم نجد له جواباً ...
وبعد ساعة من الزمن ساورتنا الشكوك وخشينا أن يكون داخل العين ، ولكننا استبعدنا ذلك ، ومع ذلك حاول بعضنا دخول القصبة وإزالة الشك باليقين ، ولكن لا جدوى ؛ فقد كانت ضيقة ، والدخول فيها يعد مخاطرة .
وأكرمنا الله  - عز وجل – بمجيء صبي صغير ماهر في السباحة ، فطلبنا منه الدخول والتحري ، وبعد دقائق خرج إلينا وكلنا ننظر إليه في لهفة ووجل ، فقال : لا أحد هنا .. كدنا نطير من الفرح ، وحمدنا الله – عز وجل – فصالح لا يزال  بخير إن شاء الله ... لكنا فرحتنا لم تدم طويلاً ؛ فقد جاء أحد المزارعين من أهل المنطقة وأخبرنا أن ماء هذا العين يخرج من هاهنا – وأشار إلى ناحية منها – ثم قال : أرى أن الماء لا يخرج كالعادة ، وأظن أن صاحبكم داخل العين قد حبس خروج الماء بجسمه ..
نظر بعضنا إلى بعض وقد عقدت الدهشة ألسنتنا ، وأيقنا أن صالحاً – إن كان الأمر كما قال هذا الرجل – لن يخرج حياً .. فلا أحد يستطيع البقاء داخل تلك القصبة أكثر  من دقائق معدودة .
 الرجل المدخن الذي نصحه صالح كان قريباً منا يسمع ما نقول : وكان ماهراً في السباحة فقال : أنا آتيكم بالخبر اليقين ... ولم يمض دقائق معدودة حتى عاد إلينا فزعاً ، وقال : إن صاحبكم داخل القصبة ، واظنه لم يمت بعد ..
 فأسرعنا وطلبنا الدفاع المدني ، ولكن بعد فوات الأوان ، فخرج صالح ، ولكن خرج جثة هامدة بلا روح ... وقد ظهر على جسمه علامات وقشوط تدل على أنه لاقى من شدة الموت وسكراته ما تتصدع منه الجبال ...
 ومن الذي دلّ على موته ؟ إنه الرجل الذي نصحه صالح قبل وفاته بزمن يسير ... رحمك الله يا صالح ... شهيد إن شاء الله .. فأنت غريق   .
 وأنت داعية قبل موتك بدقائق ، تقول : يا أخي ، اترك التدخين فإنه حرام ومدمر ..
  لقد صدق الله فصدقه الله - عز وجل - ، فقد رآه أحد الإخوة بعد موته في صورة بهية ومعه زوجة حسناء .
 وقد صلى عليه جمع غفير من الناس ، وضجت الأصوات بالبكاء ، فقد كان باراً بوالديه وإخوانه ..
 صالح  ... إن العين لتدمع ، وإن القلب ليحزن ، وإنا لفراقك أيا أبا أسامة  لمحزون ...
  

والموعد الجنة






والموعد الجنة 



 خرجا من بيتهما في إحدى المدن يريدان البيت الحرام .. هو شيخ صالح ن وهي امرأة صائمة قائمة ..  وقبل الخروج  حدث شيء غريب  .. ودعت الأم أولادها ، وكتبت وصيتها ، وقبلت أطفالها وهي تبكي ، ونظرت إليهم  وكأنها نظرة مفارق ..
 ومضى الزوجان إلى أطهر بقعة على وجه الأرض يطويان الفيافي والقفار  ، وهناك طافا حول الكعبة المشرفة ، وسعيا بين الصفا والمروة  ، ثم حلق وقصّرت ، وكرا راجعين وهما في غاية السرور والاغتباط  . ولكن ... يشاء الله عز وجل – ولا راد لأمره -  أن تنفجر إحدى عجلات السيارة ، فتخرج عن مسارها وتنقلب رأساً  على عقب .... ويخرج الزوج سليماً معافى ، ويبحث عن امرأته الصوامة القوامة .. التقية النقية . (نحسبها كذلك والله حسيبها ) ،فيجدها . ... ولكن في سكرات الموت .. (فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ) ..
 مد إليها يديه ليحملها ، لكنها نظرت إليه نظرة مودع قالت له : عفا الله عنك ... بلّغْ أهلي السلام .. اللقاء – إن شاء الله - في الجنة ... 
ثم ختمت كلامها بشهادة التوحيد وكلمة الإخلاص : لا إله إلا الله محمد رسولُ الله لتنام قريرة العين ... لكنها الرقدة الكبرى ..
 يا بانيَ الدارِ المعدَّ لها 
                   ماذا عملت لدارك الأخرى ؟
ومُمَهِّد الفُرُشِ الوثيرةِ لا                    
                   لا تُغفل فراش الرقدة الكبرى
ويعود الرجل وحيداً بعد أن وارى جثمان امرأته والحزن يملأ قلبه ، فيستقبله أطفاله استقبلاً  حاراً .. وتسأله ابنته الصغرى : أبي أين أمي ؟  .. فينعقد لسانه ويعجز عن الجواب .. فتصرخ في وجهه : أبي ، أريد أن أرى أمي ، أين أمي ؟  فينهار الرجل أمام طفلته الصغيرة  ويبكي بكاء مراً ، ويقول لها : سوف ترينها بإذن الله  ، ولكن في جنة عرضها السموات والأرض .. ليست كدنيانا الحقيرة ...
 

الصلاة ... الصلاة والحجاب









الصلاة ... الصلاة والحجاب



 قال الراوي : كنت في مصر أثناء أزمة الكويت ، وقد اعتدت دفن الموتى منذ  أن كنت في الكويت ، واشتهرت بذلك ، وذات ليلة اتصلت بي فتاة تطلب مني دفن أمها المتوفاة ... فلبيت طلبها ، وذهبت إلى المقبرة .. وانتظرت عند مكان التغسيل ...  وفجأة ، أربع فتيات محجبات يخرجن مسرعات ... لم أسأل عن سبب خروجهن وسرعتهن في الخروج ، لأن ذلك أمر لا يعنيني .. 
 وبعد مدة وجيزة ، حرجت المُغَسِّلة وطلبت مساعدتها في تغسيل الجنازة ، فقلت لها : إن هذا لا يجوز ، فلا يحل للرجل أن يطلع على عورة المرأة  ، فَعلّلت ذلك بضخامة جسم الميتة وصعوبة تغسيلها !  .. لكنها عادت وأتمت تغسيلها ثم كفنتها ، وأذنت لنا في الدخول لحملها .. دخلنا ، وكنا أحد عشر رجلاً ، وكان الحمل ثقيلاً جداً ، ولما وصلنا إلى فتحة القبر – وكعادة أهل مصر فإن قبورهم مثل الغرف ، ينزلون من الفتحة العلوية إلى قاعة الغرفة يسلّم ثم يضعون موتاهم بلا دفن (!)    فتحتا الباب العلوي ، وأنزلنا الجنازة من على أكتافنا لإدخالها ، لكنها – لثقلها – انزلقت  وسقطت منا داخل الغرفة حتى سمعنا قعقعة عظامها وهي تتكسر من جرّاء السقوط ...
قال : فنظرت ، فإذا الكفن قد انفتح قليلاً وظهر شيء من الجسم ، فنزلت مسرعاً إلى الجثة وغطيتها ، ثم سحبتها بصعوبة بالغة إلى اتجاه القبلة ، وكشفت عن بعض وجهها )  فرأيت منظراً مفزعاً ، عينين جاحظتين مخيفتين ، ووجهاً مسوداً ، فداخلني رعب عظيم ، وكدت أصعق من هول ما رأيت ، فخرجت مسرعاً وأغلقت باب القبر .. وفور وصولي إلى البيت ، اتصلت بي إحدى بنات المتوفاة ، واستحلفتني بالله أن أخبرها بما جرى  لوالدتها ... حاولت إخفاء الحقيقة لكنها ألحّت ، فأخبرتها بالذي رأيت ... فقالت : إن هذا هو الذي دعانا إلى الخروج من مكان التغسيل بتلك السرعة .. وأجهشت بالبكاء  .. فصبّرتها ... ثم سألتها عن حال والدتها ، وهل كانت قبل موتها مقيمة على شيء من المعاصي ؟ فأجابت والحسرة تكاد تقتلها : يا شيخ ، إن والدتنا ثم تصلّ لله ركعة ، وقد ماتت وهي متبرجة   
  قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : " بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة " أخرجه مسلم .

كأنك عجّل الأقوامُ غسْلّك    وقام  الناس يبتدرون حملك
ونُجِّدَ بالثرى لك بيتُ هَجرٍ   وأسرعت الأكف إليه نَقْلَكْ
وأسلمك ابنُ عمك فيه فرداً   وأرسل من يديه أخوك حبلك
وحاولت القلوبُ سواك ذكراً   أنسن بوصله  ونسين وصلك
وصار الوارثون – وأنت صفرٌ   من الدنيا – لمالك منك أملك
إذا لم تتخذ للموت زاداً       ولم تجعل  بكر الموت شُغلَكْ
فقد ضيعت حظَّكَ يوم تُدعى   وأصلَكَ  حين تَنْسِبُهُ  وقَصْلَكْ

 

وزمجر الرعد







وزمجر الرعد   




 الوقت فجراً ... الأمطار تهطل بغزارة .. والرعد يزمجر ... والبرق يكاد يخطف الأبصار ...
صوت استغاثة يصدر من إحدى الشقق .. امرأة بلا شعور تستغيث ... يسمعها الجيران فيأتون مسرعين ..إنها جارتهم .. زوجها قد خرج إلى العمل فما الذي حدث ؟ !
رجل عارٍ ممدد على الأرض قد فارق الحياة ... قلّبوه .. حركوه ... إنه جارهم الآخر ، وبعد التحقيق تعترف المرأة ..  كانت على موعدٍ معه بعد خروج زوجها .. وأثناء ممارسته لجريمته القذرة  دوّى صوت الرعد مسبحاً لله عز وجل فأصيب الرجل بالهلع ، ولقي حتفه على تلك الحال .. سبحانك ربنا  ما أعدلك .. سبحانك ربنا ما أحلمك ..  كما من عاص لك قد سترته .. وكم من مذنب قد بارزك  بالعصيان فتجاوزت عن ذنبه وغفرنه .. ولكن ، هل نغتر بعفو الله وحلمه ؟ .
يا ساهر الليل مسروراً بأوله           إن الحوادث قد يطرقن أسحاراً

قال رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم : " لأن يزني الرجل بعشر نسوة ، خير له من أن يزني بامرأة جاره " 

حتى يأتيك اليقين








حتى يأتيك اليقين   





    نادرة تلك المواقف التي تمتزج فيها الدمعة بالبسمة ، يورق فيها شجر الحزن ، وتزهر فيها أزاهير السرور .. يختلط فيها نشيد الفرح بنشيج الحزن ..
جاء ذلك اليوم بيد أنه لم يكن كسابقه من الأيام ، جاء ليزف لنا البشرى ... بشرى رقيك  وسموك ...
كم أرقَّه ذلك النداء : " لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم  .
  كم من الاهتمامات ازدحمت في قلبك العليل : ابنك الصغير .. العائلة ميسورة الحال .. الوظيفة ... الدعوة ...  الدعوة ... نعم إنها هي ، فلم نرك إلا سباقاً لها ..
كنت - فقط – تزرع أشجار العطاء ... تسقي أرضاً جدباء ، فتغدوا أرضاً مخضرة بإذن ربها ...
تبذر البذور على الصخور ونظرك لأعلى قد تعودت التفاؤل في السير على هذا الطريق المعشوش  بالأجر ..
 همك سعاد الإنسان أينما ارتحلت ... وحيثما حللت ،  ولا سعادة إلا بالإيمان ... كم قلب ضامئ أرويته ... كم روح تائهة في دياجير الأهواء كنت مناراً وفناراً لها .. لكن ! ما بال القلب ؟!  أهو العطب ؟!
 كان يقتات المعاناة جلداً ، ويحتسى مرارة الألم صابراً ، وتزيده صفاءً ونقاءً . .
أخبروه أن القلب عليل .. . بيد أنه لم يفتأ في التقاط أشلاء النفس المبعثرة ليجعل منها عبداً  لبارئها ..
يتحسس حطام القلوب والأرواح .. يجمعها من جديد ليؤلف منها " صالحاً "  بما تعني الكلمة من معنى ...
يزدد خفقان القلب .. ينقبض .. يضيق .. ، وما يزال مستمراً  على الدرب ، يد ترشد وتعلم ، وأخرى على القلب ... آلام شديدة ... لكنها لا تظهر على صفحة الوجه .. فلا مكان إلا للبسمة .. أما مكان تكسر الآهات والأنات ففي الصدر فقط .

" لا بد للسفر إلى لندن " قال الأخصائي ..
وبسرعة لاح في خاطره : " هناك كثير عطشى .. جوعى للنور .. إذن فلأبدأ ومن الآن " .
كتب بلغات مختلفة ... أشرطة لمحاضرين ودعاة .. كان هذا ( عشقه )  .
 وخلال مدة علاج قلب مجروح ، تدب الحياة في قلب ميت ، يولد أحد القوم هناك ،يخرج من رحم الظلمة إلى فسحة النور .. لكن القلب الأول بدأ يذوي ، يخفف نوره ، وعلى ذلك السرير كانت النهاية ، وما أجملها من نهاية :
عشر تشهدات نطق بها لطالما أرقه عدم انتشارها ...
ويفارق الدنيا مبتسماً كما عهدناه ، وماذا يهمه وقد نطق بالشهادة عشر مرات ..فيا له من فراق ....
همة في صدره تلتهبُ          من جراح المسلمين المفجعة
راعف الجرح وحيداً سامقاً    عُمرى العزم لا يرضى الدعة
يقتضي آثار جيل خالدٍ         ساق للدنيا الهدي والمنفعة
وتغادرنا ، بيد أن صورتك ما تزال شاخصة أمامي تصرخ بي :
 حتى متى هذا الجفاء ؟ ! .
حتى متى هذا التردد والعناء ؟!   حتى متى هذا الشقاء ؟!  حتى متى يا قلب تغشاك الظنون ؟!  الناس في محراب لذات الدنايا عاكفون .. حتى متى ؟!  .. وإلي متى يل قلب تغشاك الظنون ؟! .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من كان آخر كلام لا إله إلا الله دخل الجنة    
 

نهايـــــــــة مؤلــــــــمة








نهايـــــــــة مؤلــــــــمة  




 في ليلة من ليلي الربيع المقمرة ، جلس مجموعة من الشباب الصالحين على كثبان  الرمل في منطقة معروفة ، وبينما هم يتجاذبون أطراف الحديث إذ سمعوا صوتاً مفزعاً ، تبعه دوي هائل اشتعلت على إثره النيران ... نظروا باتجاه الصوت ، فرأوا ناراً تشتعل ... انطلق اثنان منهم مسرعين صوب النار حتى وصلا إلى الشارع العام ، فوجدا سيارتين محطمين إحداهما تحترق وقد أخرج منهما رجلان : أحدهما قد فارق الحياة ، والآخر ما زال يلفظ أنفاسه الأخيرة ... حملاه إلى أقرب مركز صحي أملاً في إنقاذه ، لكن الأجل لم يمهله ففارق الحياة وهم في الطريق ..
 ليس هذا هو المؤلم ، فإن الآجال محدودة ، والأنفاس معدودة ، وقد اعتاد الناس سماع مثل هذه الأخبار والحوادث ؛ ولكن المؤلم أن اللذان لقيا حتفهما كانا ... مخمورين ... نعم ، مخمورين كما يقال – حتى الثمالة ... نعوذ بالله من ميتة السوء .
قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : " ثلاثة قد حرّم الله عليهم الجنة : مدمن الخمر ، والعاق ، والديوث الذي يُقرُّ في أهله الخبث 

 

صريع المال والسرطان




صريع المال والسرطان 



 

 

  " " يا رب ، هات مليون جنيه وهات معه سرطان " (!)  ... كان هذا دعاؤه الذي يردده في كل مجلس ، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال : " تعس عبد الدينار ،  تعس عبد الدرهم .. " إنه يتحدث عن هذا الصنف من الناس .
" يا رب ، هات مليون جنيه وهات معه سرطان ،كان يرددها على مسمع من زملائه ، فيضحك بعضهم ، ويمتعض آخرون ، ويحذرونه  من مغبة قوله هذا ...ولكن :
يُقضى على المرء في أيامه محنته
                       حتى يرى حسناً ما ليس بالحسن .

كان يطمح أن يكون غنياً ، فبدأ بالفعل ودخل عالم الفن ، وشق طريقه نحو الشهرة ، ولم تمض سنوات معدودة حتى نال ما تمناه من الشهرة والمال ،وامتلك واحدة من أكبر العمارات بمصر وهي  عمارة " الايموبيليا " الشهيرة ، وتحقق ما كن يطلبه من الثراء ، وكلن بقي الشق الآخر مما كان يطلبه ، وهو السرطان ..فأبى الله عز وجل إلا أن يريه دلائل قدرته سبحانه ، ويلقنه – وغيره-  درساً لا يُنسى أبداً .  
   ويُصاب بالسرطان كما كان يتمنى ، ويراه الناس واقفاً أمام عمارته الكبيرة هزيلاً باكياً يتمنى العافية ويردد متحسراً  : " يا رب خذ مني كل شيء وأعطني الصحة والعافية " ، وصدق اللهُ القائل : ( قتل الإنسانُ ما أكفره ) .

   
 

حامـــلـة القرآن





حامـــلـة القرآن






خرجت من دار تحفيظ القرآن الكريم .. كانت تحمل في يدها كتاب ربها ، وفي يدها الأخرى طبقاً خيرياً ... وقبل ذلك وبعده تحمل في قلبها همّ الإسلام ، وهمّ إخوتها المسلمين ...
لم تشتر الطبق الخيري لتأكله ، وإنما لتنفق من مالها في سبيل الله ... لتتذكر وهي تأكله إخوانها المسلمين في شتى بقاع الأرض .. وما يعانونه من بؤس وجوع وألم ولعل الله أراد أن يكون شاهداً لها يوم القيامة ...
خرجت من تلك الدار العامرة لتتخطفها يد المنون ... ليختارها الله إلى جواره – نحسبها كذلك ، ولا نزكي على الله أحداً ... سيارة مسرعة يمتطيها سائق متهور تحطم ذلك الجسد الطاهر .... تطرحه أرضاً ... ويهتز المصحف في يدها ، ويتناثر الطبق الخيري .. والقلب لا يزال ينبض بالحياة ...
وتنقل إلى المستشفى وهي في حالة خطرة ... كان ذلك يوم الأحد ، وفي يوم الجمعة تخرج روحها إلى بارئها ..
رحمكِ الله يا حاملة القرآن ، لم تحملي شريطاً  ماجناً ، ولا مجلة ساقطة ... ولا خرجت من مرقص أو ملهى ، أو سوق تتسكعين فيه متبرجة سافرة . وإنما خرجتِ  من روضة القرآن .. يا حملة القرآن .. هنيئاً لك بشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم :
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر   فنامي آمنة مطمئنة  ...

 

اليد الطاهرة









اليد الطاهرة





كان يعمل في إحدى الجهات المشبوهة في وظيفة مرموقة ، وبراتب مجز يتجاوز العشرة آلاف ريال ، وفي يوم من الأيام أصابته صحوة ضمير ، فاتصل بأحد العلماء  الجلاء يسأله عن عمله ذلك أحلال هو أم حرام ، فأجابه الشيخ بأن عمله المذكور حرام ، وأن عليه أن يتركه ويبحث عن عمل آخر .. لم يتردد في ترك العمل الحرام ، والبحث عن عمل آخر حلال ، ولو براتب أقل ، المهم أن يأكل حلالاً ، ويطعم أولاده الحلال ، ووجد عملاً .

كان ذلك في شهر رمضان المبارك ، ومضى شوال وذو العقدة ، وفي غرة شهر ذي الحجة عزم على الحج ، ومضى ... وفي الميقات خلع ثيابه ولبس ملابس الإحرام ، وانطلق ملبياً مع ضيوف الرحمن الذين جاءوا من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ، ويذكروا اسم الله في أيام معلومات  .. . وفي عرافات ، وما أدارك ما عرفات ، يوم يباهي الله بعباده ملائكته .. وقف هذا الرجل تحت أشعة الشمس الحارقة يسقي الحجاج بيده ، ماء بارداً سبيلاً سلسبيلاً ،  يبتغي بذلك الأجر والثواب من الله الكريم المنان ، وبينا هو كذلك إذ فاضت روحه على ذلك الصعيد الطيب ، صعيد عرفات .. لقد شاء الله عز وجل أن يختاره في ذلك اليوم الكريم ، وفي هذه المناسبة العظيمة ، ليُبعث يوم القيامة ملبياً  كما جاء في الحديث    يده التي كان يكتب  بها الحرام ، تحولت إلى يد طاهرة كريمة تحمل الماء العذب الرقراق لأكرم الضيوف وفي أطهر البقاع ، إنه فضل الله يؤتيه من يشاء ، ويمن به على من اختار طريق الخير  على طريق الشر مهما كلفه ذلك من التضحيات ، فيا لها من خاتمة حسنة ...
جاء في الأثر : " من ترك شيئاً لله ، عوضه الله خيراً منه " .