الاثنين، 23 أبريل 2012

المتنبى وبائع البطيخ






المتنبى وبائع البطيخ


 



قيل للمتنبى :
 
 

 قد شاع عنك البخل فى الآفاق ،

ما قد صار سمرا بين الرفاق

 وأنت تمدح فى شعرك الكرم وأهله ،

 وتذم البحل وأهله،



ألست القائل : 

ومن ينفق الساعات فى جمع ماله *** مخافة فقر ، فالذى فعل الفقر


ومعلوم أن البخل قبيح ،

 ومنك أقبح ،

 فإنك تتعاطى كبر النفس ،

 وعلو الهمة ،


 وطلب الملك ،

والبخل ينافى ذلك
 
فقال :

إن للبخل سببا،

 وذلك أنى أذكر أنى وردت فى


 صباى من الكوفة إلى بغداد

 فأخذت خمسة دراهم بجانب منديلى ،

 وخرجت أمشى فى أسواق بغداد

 فمررت بصاحب دكان يبيع الفاكهة ،

 ورأيت عنده خمسة من البطيخ

 باكورة فاستحسنتها ،

 ونويت أن أشتريها بالدراهم التى

معى فتقدمت إليه وقلت :

 بكم تبيع هذه الخمسة بطاطيخ ؟؟

فقال بغير اكتراث:

 اذهب فليس هذا من أكلك

 تماسكت معه وقلت :

 ياهذا ،

 دع مايغيظ وا قصد الثمن

 
قال:

 ثمنها عشرة دراهم

 فلشدة ما جبهنى به ما استطعت


أن أخاطبه في المساومة،

 وقفت حائرا،


 ودفعت له خمسة دراهم فلم يقبل،

 
وإذا بشيخ من التجار قد خرج

من الخان ذاهبا إلى داره فوثب

إليه صاحب البطيخ

من الدكان،


ودعا له،
 
وقال:


يامولاى

هذا بطيخ باكورة بإذنك


 أحمله إلى البيت ؟؟

 
فقال الشيخ :

 ويحك ،


 بكم هذا؟؟


قال:

 خمسة دراهم

قال :

 بل درهمين !

فباعه الخمسة بدرهمين ،

 وحملها إلى داره ،

ودعا له ،

 وعاد إلى دكانه مسرورا بما فعل

 
فقلت :

 ياهذا ،

مارأيت أعجب من جهلك استمت

 على فى هذا البطيخ ،

 وفعلت فعلتك التى فعلت

 وكنت قد أعطيتك فى ثمنه

خمسة دراهم فبعته بدرهمين محمولا ! 

فقال :


 اسكت!

 هذا يملك مائة ألف دينار !

 
فعلمت أن الناس لايكرمون

 أحدا أكرامهم من يعتقدون

 أنه يملك مائة ألف دينار

 
وأنا لا أزال على ما تراه

 حتى أسمع الناس يقولون

إن أبا الطيب قد ملك مائة ألف دينار



ليست هناك تعليقات: