الأربعاء، 7 نوفمبر 2012

محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم





محمد رسول الله
صلى الله عليه وسلم




هذه الكلمة هي الشهادة الثانية، وتعني أن محمداً صلى الله عليه وسلم مرسل من ربه بالرسالة الخاتمة ، التي نسخت جميع الرسالات السابقة وهي الرسالة الشاملة لجميع ماتحتاجه الحياة الدنيا ، وجميع مايوصل إلى رحمة الله سبحانه وتعالى . وهي الرسالة المرنة التي تتوافق وتتلاءم مع جميع الظروف والأحوال .فتعني شهادة أن محمداً رسول الله :أنه صلى الله عليه وسلم خاتم الرسل ، وكتابه خاتم الكتب وخيرها ، وتعني الإيمان بجميع الرسل والكتب السابقة ، فرسالة الإسلام مصدقة لها غير مكذبة . وتعني هذه الشهادة : أن محمداً صلى الله عليه وسلم بشر خلقه كبقية البشر ، لكن الله فضله عليهم بالنبوة والرسالة ، كما فضل الأنبياء السابقين على أقوامهم بالنبوة والرسالة أيضاً . قال تعالى : (( قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد )) [الكهف ، الآية : 110] ، فهو صلى الله عليه وسلم بشر لايملك لنفسه ضراً ولانفعاً إلا ماشاء الله ، ولايعلم الغيب إلا ماأطلعه الله عليه ، يصيبه مايصيب غيره من الناس من الأمراض والأوجاع ليرفع له في درجاته ، وليكون أسوة لمن بعده من أتباعه ، وليعلم الناس أنه بشر لايملك لنفسه ضراً ولانفعاً ، فلا يقدس فيجعل رباً وإلهاً كما غلت النصارى في المسيح فجعلوه إلهاً ، ومنهم من جعله ابناً للرب سبحانه وتعالى عما يقولون علواً كبيراً ، قال تعالى : (( قل لاأملك لنفسي ضراً ولانفعاً إلا ماشاء الله ، ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير ومامسني السوء ، إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون )) [ سورة الأعراف ، الآية : 188] . وقال تعالى : (( قل إني لاأملك لكم ضراً ولا رشداً . قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحداً )) [الجن ، الآيتان : 21-22 ].
وتعني شهادة أن محمداً رسول الله أنه عليه الصلاة والسلام معصوم عن الكذب وعن الخطأ في كل مايبلغه عن ربه ، فهو الصادق المصدوق ، قد شهد له بها قومه الذين هم أدرى الناس به قبل أن ينزل عليه الوحي ، وشهد له بعد ذلك جميع الناس بصدق الحديث والوعد ، ومازال النبي الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم مضرب المثل عبر أجيال العالم بالصدق والأمانة والإخلاص .
وتعني شهادة أن محمداً رسول الله : أنه صلى الله عليه وسلم نزل عليه الوحي من ربه بواسطة جبريل عليه السلام ، فبلغه تبليغاً كاملاً لا نقص فيه ولا خلل ، ومازال القرآن المعجز ظاهراً بين الناس دون أي تحريف أو تبديل بخلاف الكتب الأخرى ، فإن أصحابها ضيعوها ولم يرعوها حق رعايتها ، فدخلها التحريف والتبديل ، والتناقض والتعارض .
وتعني هذه الشهادة أنه صلى الله عليه وسلم له سنة وطريقة وهدي ( وهي ما كان من كلامه وأمره ونهيه وإرشاده ، وهي غير القرآن الذي هو من كلام الله تعالى ) وأن هذه السنة محفوظة بحفظ الله لهذا الدين ، شرحت القرآن وبينته ، واستقلت بأحكام أخرى ، وذلك بإذن الله له في ذلك .
وهذه الشهادة تتضمن الإيمان بما أتى به صلى الله عليه وسلم من معجزات كثيرة ، وأعظمها القرآن الكريم الذي أعجز العرب وهم أهل الفصاحة والبيان أن يأتوا بمثله . ومن هذه المعجزات : انشقاق القمر في عهده صلى الله عليه وسلم حتى رآه الناس فلقتين ، ونبع الماء من بين أصابعه الشريفة ، والدعاء بتكثير الطعام وحصول ذلك ، وتسليم الحجر عليه في مكة ، وحنين جذع النخل لأنه صلى الله عليه وسلم ترك الخطبة عليه ، فتأثر ذلك الجذع من ترك النبي صلى الله عليه وسلم له . ومنها الإخبار عن بعض المغيبات التي أطلعه الله عليها ، فكانت كما أخبر صلى الله عليه وسلم . فدل ذلك على صدقه فيما أخبر به عن ربه عز وجل .
ومن مقتضيات هذه الشهادة أن يؤمن العبد بالنبي صلى الله عليه وسلم ويتبعه بصدق فيما جاء به من الشرع عن ربه مخلصاً في هذا الاتباع ، لا يريد عرضاً زائلاً من الدنيا ، ولا يتكبر عليه ، وأن يصدقه فيما أخبر به عن الله سبحانه ، وأن يحبه حباً يفوق حبه لنفسه أو لماله أو لأحد من العالمين .
اللهم اجعل خير أعمالنا خواتيمها ، وخير أيامنا يوم لقائك ، واجعلنا مع الذين أنعمت عليهم في جنتك وجوارك، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

ليست هناك تعليقات: