قال الواثق لا أترك الفرج يموت في حبسي
وحدثني علي بن هشام الكاتب، قال: سمعت أبا عبد الله الباقطائي، يقول:
سمعت عبيد الله بن سليمان، يقول في وزارته، قال لي أبي:
كنت يوماً في حبس محمد بن عبد الملك الزيات، في خلافة الواثق، آيس ما
كنت من الفرج، وأشد محنة وغماً، حتى وردت علي رقعة أخي الحسن بن وهب، وفيها شعر
له:
محنٌ أبا ايّوب أنت محلّها * فإذا جزعت من الخطوب فمن
لها
إنّ الّذي عقد الّذي انعقدت به * عقد المكاره فيك يحسن
حلّها
فاصبر فإنّ اللّه يعقب فرجة * ولعلّها أن تنجلي
ولعلّها
وعسى تكون قريبة من حيث لا * ترجو وتمحو عن جديدك
ذلّها
قال: فتفاءلت بذلك، وقويت نفسي، فكتبت إليه:
صبّرتني ووعظتني وأنالها * وستنجلي، بل لا أقول:
لعلّها
ويحلّها من كان صاحب عقدها * ثقة به إذ كان يملك
حلّها
قال: فلم أصل العتمة ذلك اليوم، حتى أطلقت، فصليتها في داري ولم يمض
يومي ذاك، حتى فرج الله عني، وأطلقت من حبسي.
وروي أن هاتين الرقعتين وقعتا بيد الواثق، الرسالة والجواب، فأمر بإطلاق
سليمان، وقال: والله، لا تركت في حبسي من يرجو الفرج، ولا سيما من خدمني، فأطلقه
على كره من ابن الزيات لذلك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق