الخميس، 8 نوفمبر 2012

الإيمان بالملائكة







الإيمان بالملائكة





يؤمن المسلم بملائكة الله تعالى ، وأنهم خلق من أشرف خلقه ، وعباد مكرمون من عباده ، خلقهم من نور ، كما خلق الإنسان من صلصال كالفخار ، وخلق الجان من مارج من نار ، وأنه تعالى وكلهم بوظائف فهم بها قائمون ، فمنهم الحفظة على العباد ، والكاتبون لأعمالهم ، ومنهم الموكلون بالجنة ونعيمها ، ومنهم الموكلون بالنار وعذابها ، ومنهم المسبحون الليل والنهار لا يفترون .
وأنه تعالى فاضل بينهم ، فمنهم الملائكة المقربون ، كجبريل وميكائيل وإسرافيل ومنهم دون ذلك .
وذلك لهداية الله تعالى له أولاً ، ثم للأدلة النقلية والعقلية الآتية :
الأدلة النقلية
1 _ أمره تعالى بالإيمان بهم ، وإخباره عنهم في قوله : ( ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالاً بعيداً ) . وفي قوله جل جلاله : ( من كان عدواً لله وملائكته ورسله وجبريل وميكائيل فإن الله عدوٌ للكافرين ) وفي قوله لا إله إلا هو ( لن يستنكف المسيح أن يكون عبداً لله ، ولا الملائكة المقربون ) وفي قوله جلت قدرته : ( ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذٍ ثمانية) وفي قوله عظمت حكمته : ( وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة ) وفي قوله تقدست أسماؤه : ( والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم ) وفي قوله تعالى : ( وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون ) .
2 _ إخبار رسوله صلى الله عليه وسلم بقوله في دعائه عندما يقوم لصلاة الليل : ( اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل ، فاطر السموات والأرض ، عالم الغيب والشهادة ، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك ، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم ) . وفي قوله صلى الله عليه وسلم : ( أطَّت السماء وحق لها أن تئط ، ما فيها موضع أربع أصابع إلا وعليه ملك ساجد ) وفي قوله : ( إن البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون ) وفي قوله : ( إذا كان يوم الجمعة كان على كل باب من أبواب المسجد ملائكة يكتبون ، الأول فالأول ، فإذا جلس الإمام طووا الصحف وجاؤوا يستمعون الذكر ) وفي قوله( يتمثل لي الملك أحياناً رجلاً فيكلمني فاعي ما يقول ) وفي قوله : ( يتعاقب فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ) وفي قوله ( خلق الملائكة من نور ، وخلق الجان من مارج من نار ، وخلق آدم مما وصف لكم ) .
3 _ رؤية العدد الكثير من الصحابة رضي الله عنهم للملائكة يوم بدر ورؤيتهم الجماعية غير مرة لجبريل أمين الوحي –عليه السلام – إذ كان ياتي أحياناً في صورة دحية الكلبي فيشاهدونه ، ومن أشهر ذلك حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه في مسلم ، وفيه قول الرسول صلى الله عليه وسلم : أتدرون من السائل ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : هذا جبريل أتاكم يعلمكم أمر دينكم .
4 _ إيمان آلاف الملايين من المؤمنين أتباع الرسل في كل زمان ومكان بالملائكة وتصديقهم بما أخبرت عنهم الرسل من غير شك ولا تردد .
الأدلة العقلية :
1_ إن العقل لا يحيل وجود الملائكة ولا ينفيه ، لأن العقل لا يحيل ولا ينفي إلا ما كان مستلزماً لاجتماع الضدين ككون الشيء موجوداً ومعدوماً في آن واحد ، أو النقيضين ، كوجود الظلمة والنور معاً مثلاً ، والإيمان بوجود الملائكة لا يستلزم شيئاً من ذلك أبداً .
2 _ إذا كان من المسلم به لدى كافة العقلاء أن أثر الشيء يدل على وجوده ، فإن للملائكة آثاراً كثيرة تقضي بوجودهم وتؤكده ، ومن ذلك :
أولاً – وصول الوحي إلى الأنبياء والمرسلين ، إذ كان غالباً ما يصلهم بواسطة الروح الأمين جبريل – عليه السلام – الملك الموكل بالوحي ، وهذا أثر ظاهر لا ينكر ، وهو مثبت ومؤكد لوجود الملائكة .
ثانياً – وفاة الخلائق بقبض أرواحهم ، فإنه أثر ظاهر ، كذلك دال على وجود ملك الموت وأعوانه ، قال تعالى : ( قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ) .
ثالثاً – حفظ الإنسان من أذى الجان والشيطان وشرورهما طول حياته ، وهو يعيش بينهما ويريانه ولا يراهما ، ويقدران على أذيته ولا يقدر على أذاهما ، أوحتى دفع شرهما دليل على وجود حفظة للإنسان يحفظونه ويدفعون عنه ، قال تعالى : ( له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله ) .
رابعاً – عدم رؤية الشيء لضعف البصر أو لفقد الإستعداد الكامل لرؤية الشيء لا ينفي وجوده ، إذ هناك أشياء كثيرة من الماديات في عالم الشهادة كانت تقصر عنها الرؤية بالعين المجردة وأصبحت الآن ترى بوضوح وذلك بواسطة المكبرات للنظر .
اللهم اجعل خير أعمالنا خواتيمها ، وخير أيامنا يوم لقائك ، واجعلنا مع الذين أنعمت عليهم في جنتك وجوارك ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .

ليست هناك تعليقات: