الأربعاء، 7 نوفمبر 2012

الإيمان بالرسل







الإيمان بالرسل




يؤمن المسلم بأن الله تعالى قد اصطفى من الناس رسلاً وأوحى إليهم بشرعه وعهد إليهم بإبلاغه لقطع حجة الناس عليه يوم القيامة وأرسلهم بالبينات وأيدهم بالمعجزات ، وابتدأهم بنبيه نوح وختمهم بمحمد صلى الله عليه وسلم .
وأنهم وإن كانوا بشراً يجري عليهم الكثير من الأعراض البشرية فيأكلون ويشربون ، ويمرضون ويصحون ، وينسون ويذكرون ، ويموتون ويحيون ، فهم أكمل خلق الله تعالى على الإطلاق وأفضلهم بلا استثناء ، وأنه لا يتم إيمان عبد إلا بالإيمان بهم جميعاً جملة وتفصيلا ، وذلك للأدلة النقلية والعقلية الآتية :
الأدلة النقلية :
1 _ إخباره تعالى عن رسله وعن بعثتهم ورسالاتهم في قوله : ( ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ) وفي قوله ( الله يصطفي من الملائكة رسلاً ومن الناس إن الله سميع بصير ) وفي قوله ( إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا داود زبوراً ورسلاً قد قصصناهم عليك من قبل ورسلاً لم نقصصهم عليك وكلم الله موسى تكليما رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزاً حكيماً ) وفي قوله( لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط ) وفي قوله : ( وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين ) وفي قوله ( وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا أنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق ) وفي قوله ( ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات فاسأل بني إسرائيل إذ جاءهم ) الآية، وفي قوله : ( وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم وأخذنا منهم ميثاقاً غليظاً ليسأل الصادقين عن صدقهم وأعد للكافرين عذاباً أليما ) .
2 _ إخبار الرسول صلى الله عليه وسلم عن نفسه وعن إخوانه من الأنبياء والمرسلين في قوله : ( ما بعث الله من نبي إلا أنذر قومه الأعور الكذاب ) (المسيح الدجال) وفي قوله : ( لا تفاضلوا بين الأنبياء ) وفي قوله لما سأله أبو ذر عن عدد الأنبياء والمرسلين منهم فقال : ( مائة وعشرون ألفاً والمرسلون منهم ثلاثمائة وثلاثة عشر ) وفي قوله : ( والذي نفسي بيده لو أن موسى كان حياً ما وسعه إلا أن يتبعني ) وفي قوله : ( ذاك إبراهيم ) (لما قيل له يا خير البرية تواضعاً منه صلى الله عليه وسلم ) . وفي قوله ( ما كان لعبد أن يقول إني خير من يونس بن متى ) ، وفي إخباره صلى الله عليه وسلم عنهم ليلة الإسراء إذ جمعوا له هناك ببيت المقدس وصلى بهم إماماً لهم ، كما أنه وجد في السموات يحيى وعيسى ويوسف وإدريس وهارون وموسى وإبراهيم ، وأخبر عنهم وعما شاهده من حالهم.
وفي قوله : ( وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده ) .
3 _ إيمان البلايين من البشر من المسلمين وغيرهم من أهل الكتاب من يهود ونصارى برسل الله وتصديقهم الجازم برسالاتهم واعتقادهم كمالهم ، واصطفاء الله لهم .
الأدلة العقلية :
1_ ربوبيته ورحمته تعالى ، تقتضيان إرسال رسل منه إلى خلقه ليعرفوهم بربهم ، ويرشدوهم إلى ما فيه كمالهم الإنساني ، وسعادتهم في الحياتين الأولى والثانية .
2 _ كونه تعالى خلق الخلق لعبادته إذ قال عز وجل : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) ، فهذا يقتضي اصطفاء الرسل وإرسالهم ليعلموا العباد كيف يعبدونه تعالى ويطيعونه ، إذ تلك هي المهمة التي خلقهم من أجلها .
3 _ إن كون الثواب والعقاب مرتبين على آثار الطاعة والمعصية في النفس بالتطهير والتدسية أمر يقتضي إرسال الرسل ، وبعثة الأنبياء ، لئلا يقول الناس يوم القيامة : إننا يا ربنا لم نعرف وجه طاعتك حتى نطيعك ، ولم نعرف وجه معصيتك حتى نتجنبها ، ولا ظلم اليوم عندك ، فلا تعذبنا ، فتكون لهم الحجة على الله تعالى . فكانت هذه حالاً اقتضت بعثة الرسل لقطع الحجة على الخلق ، قال تعالى : ( رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزاً حكيماً ) .
اللهم اجعل خير أعمالنا خواتيمها ، وخير أيامنا يوم لقائك ، واجعلنا مع الذين أنعمت عليهم في جنتك وجوارك، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

ليست هناك تعليقات: