توحيد الألوهية
يؤمن المسلم بألوهية الله تعالى لجميع الأولين والآخرين ،
وأنه لا إله غيره ، ولا معبود بحق سواه ، وذلك للأدلة النقلية والعقلية التالية ،
ولهداية الله تعالى له قبل كل شيء ، إذ من يهدي الله فهو المهتدي ، ومن يضلل فلا
هادي له .
الأدلة النقلية :
1_ شهادته تعالى ، وشهادة ملائكته ، وأولي العلم على
ألوهيته سبحانه وتعالى ، فقد جاء في سورة آل عمران قوله : (
شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائماً بالقسط لا إله إلا هو
العزيز الحكيم ) .
2_ إخباره تعالى بذلك في غير آية من كتابه العزيز ، قال
تعالى : (الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه
سنة ولا نوم) ، وقال : (وإلهكم إله واحد
لا إله إلا هو الرحمن الرحيم) ، وقال لنبيه موسى عليه السلام : (إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني) ، وقال
لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم : (فاعلم أنه لا إله
إلا الله) وقال مخبراً عن نفسه : (هو
الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم هو الله الذي لا إله
إلا هو الملك القدوس) .
3_ إخبار رسله عليهم الصلاة والسلام بألوهيته تعالى ودعوة
أممهم إلى الإعتراف بها ، وإلى عبادته تعالى وحده دون سواه ، فإن نوحا قال : ( يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ) ،
وكنوح هود وصالح وشعيب ما منهم أحد إلا قال : ( يا
قومي اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ) ، وقال موسى لبني إسرائيل :
( أغير الله أبغيكم إلهاً وهو فضلكم على العالمين
) ، قاله لبني إسرائيل لما طلبوا منه أن يجعل لهم إلهاً صنماً يعبدونه ،
وقال يونس في تسبيحه : ( لا إله إلا أنت سبحانك إني
كنت من الظالمين ) ، وكان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يقول في تشهده
في الصلاة : ( أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ) .
الأدلة العقلية :
1 _ إن ربوبيته تعالى الثابتة دون جدل مستلزمة لألوهيته
وموجبة لها ، فالرب الذي يحيي ويميت ، ويعطي ويمنع ، وينفع ويضر هو المستحق لعبادة
الخلق ، والمستوجب لتأليههم له بالطاعة والمحبة ، والتعظيم والتقديس ، وبالرغبة
إليه والرهبة منه .
2 _ إذا كان كل شيء من المخلوقات مربوباً لله تعالى بمعنى
أنه من جملة من خلقهم ورزقهم ، ودبر شؤونهم ، وتصرف في أحوالهم وأمورهم ، فكيف يعقل
تأليه غيره من مخلوقاته المفتقرة إليه ؟ ، وإذا بطل أن يكون في المخلوقات إله تعين
أن يكون خالقها هو الإله الحق والمعبود بصدق .
3 _ اتصافه عز وجل دون غيره بصفات الكمال المطلق ، ككونه
تعالى قوياً قديراً ، علياً كبيراً سميعاً بصيراً ، رؤوفاً رحيماً لطيفاً خبيراً ،
موجب له تأليه قلوب عباده له بمحبته وتعظيمه ، وتأليه جوارحهم له بالطاعة والإنقياد
.
اللهم اجعل خير أعمالنا خواتيمها ، وخير
أيامنا يوم لقائك ، واجعلنا مع الذين أنعمت عليهم في جنتك وجوارك، وصلى الله وسلم
على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق