أسباب سوء الخاتمة ( أعاذنا اللهُ منها )
اعلم أيها الموفق – إن شاء الله - أن سوء الخاتمة لا يكون لمن صلح ظاهره وباطنه
مع الله ، وصدق في أقواله وأفعاله ؛ فإن هذا لم يُسمع به ، وإنما يقع سوء الخاتمة
لمن فسد باطنه اعتقاداً ، وظاهره عملاً ، ولمن له جرأة على الكبائر ، وإقدام على
الجرائم ، فربما غلب ذلك عليه حتى ينزل به الموت قبل التوبة النصوح .
ثم اعلم أن لسوء الخاتمة
أسباباً كثيرة من أهمها ما يلي :
أولاً : الشرك بالله عز وجل .. وحقيقته تعلق القلب بغير الله حباً
وخوفاً ورجاءً ودعاءً وتوكلاً وإنابةً ... الخ .
ثانياً : الابتداع في الدين ... وهو اختراع ما لم يأذن به الله ولا
رسوله صلى الله عليه وسلم فأهل البدع لا يوفقون لحسن الخاتمة ، لا سيما من قامت
عليه الحجة فأصر على بدعته ، نعوذ بالله من الخذلان .
ثالثاً : الإصرار على المعاصي تهاوناً بها واستصغاراً لشأنها لا سيما
الكبائر فإنها تخذل صاحبها عند الموت مع خذلان الشيطان له فيجتمع عليه مع ضعف
الإيمان فيقع في سوء الخاتمة .
رابعاً الاستهزاء بالدين وأهله من العلماء والدعاة والصالحين ، وبسط
الأيدي والألسن إليهم بالسوء والأذى .
خامساً : الغفلة عن
الله والأمن من مكره . قال تعالى " (
فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون " [ الأعراف : 99] .
سادساً : الظلم .. فالظلم مرتعه وخيم ، والظلمة من أولى الناس بسوء
الخاتمة عياذاً بالله . قال تعالى : ( إن الله لا يهدي القوم الظالمين ) [ الأنعام : 144] .
سابعاً : مصاحبة الأشرار ، قال تعالى ( يوم يعض الظالم على يديه يقول
يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلاً * يا
ويلتى ليتني لم اتخذ فلاناً خليلاً * لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني ) [ الفرقان
: 27- 29 ] .
ثامناً : العُجب .. وحقيقته إعجاب العامل بعمله مع احتقار أعمال
الآخرين والتعالي عليهم ، وهو داء يخاف منه على الصالحين ، وبه تحبط الأعمال وتقع
سوء الخاتمة .
هذه بعض الأسباب الموقعة في سوء الخاتمة ، وهي أصول الشر ومنابته ،
فينبغي لكل عاقل موفق أن يحذرها ويتجنبها حذراً
من سوء الخاتمة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق