الخميس، 8 نوفمبر 2012

الإيمان بكتب الله






الإيمان بكتب الله




يؤمن المسلم بجميع ما أنزل الله تعالى من كتاب ، وما أوتي بعض رسله من صحف ، وأنها كلام الله أوحاه إلى رسله ليبلغوا عنه شرعه ودينه ، وأن أعظم هذه الكتب ، الكتب الأربعة :( القرآن الكريم ) المنـزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، و ( التوراة ) المنـزلة على نبي الله موسى عليه السلام و( الزبور ) المنـزل على نبي الله داود عليه السلام و( الإنجيل ) المنـزل على عبد الله ورسوله عيسى عليه السلام ، وأن القرآن الكريم أعظم هذه الكتب والمهيمن عليها والناسخ لجميع شرائعها وأحكامها وذلك للأدلة النقلية السمعية ، والعقلية الآتية :
الأدلة النقلية :
1 _ أمر الله تعالى بالإيمان بها في قوله : ( يا أيهاالذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل ) .
2 _ إخباره تعالى عنها في قوله : ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم ، نزل عليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل من قبل هدىً للناس وأنزل الفرقان ) وفي قوله سبحانه وتعالى : ( وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه ) وفي قوله جلت قدرته : ( وآتينا داود زبوراً ) وفي قوله : ( وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين وإنه لفي زبر الأولين ) وفي قوله : ( إن هذا لفي الصحف الأولى. صحف إبراهيم وموسى ) .
3 _ إخبار الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك في أحاديث كثيرة ، منها قوله صلى الله عليه وسلم : ( إنما بقاؤكم فيمن سلف ، كما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس ، أُوتي أهل التوراة التوراة فعملوا بها حتى انتصف النهار ، ثم عجزوا فأُعطوا قيراطاً قيراطاً ، ثم أوتي أهل الإنجيل الإنجيل فعملوا به حتى صليت العصر ، ثم عجزوا فأعطوا قيراطاً قيراطاً ثم أوتيتم القرآن فعملتم به حتى غربت الشمس فأعطيتم قيراطين قيراطين ، فقال أهل الكتاب : أقل منا عملاً وأكثر أجراً ؟ قال الله : ( هل ظلمتكم من حقكم من شيء ؟ قالوا : لا ، قال : هو فضلي أوتيه من أشاء ) وفي قوله صلى الله عليه وسلم : ( خفف على داود عليه السلام القرآن ( القراءة ) فكان يأمر بدوابه فتسرج فيقرأ القرآن ( التوراة أو الزبور ) قبل أن تسرج دوابه ولا يأكل إلا من عمل يديه ) وفي قوله عليه السلام : ( لا حسد إلا في اثنتين : رجل آتاه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار ) وفي قوله : ( تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي : كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ) وقوله عليه السلام : ( لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وما أنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون ) .
4 _ إيمان الملايين من العلماء الحكماء وأهل الإيمان في كل زمان ومكان ، واعتقادهم الجازم بأن الله تعالى قد أنزل كتباً أوحاها إلى رسله ، وخيرة الناس من خلقه ، وضمنها ما أراد من صفاته وأخبار غيبه ، وبيان شرائعه ودينه ووعده ووعيده .
الأدلة العقلية :
1 _ ضعف الإنسان واحتياجه إلى ربه في إصلاح جسمه وروحه يقتضي إنزال كتب تتضمن التشريعات والقوانين المحققة للإنسان كمالاته ، وما تتطلبه حياتاه الأولى والأخرى .
2 _ لما كان الرسل هم الواسطة بين الله تعالى الخالق وبين عباده المخلوقين ، وكان الرسل كغيرهم من البشر يعيشون زمناثم يموتون ، فلو لم تكن رسالاتهم قد تضمنتها كتب خاصة لكانت تضيع بموتهم ، ويبقى الناس بعدهم بلا رسالة ولا واسطة ، فيضيع الغرض الأصلي من الوحي والرسالة فكانت هذه حالاً تقتضي إنزال الكتب الإلهية بلا شك ولا ريب .
3 – إذا لم يكن الرسول الداعي إلى الله تعالى يحمل كتاباً من عند ربه فيه التشريع والهداية والخير سهل على الناس تكذيبه وإنكار رسالته ، فكانت هذه حالاً تقضي بإنزال الكتب الإلهية ، لإقامة الحجة على الناس .
اللهم اجعل خير أعمالنا خواتيمها ، وخير أيامنا يوم لقائك ، واجعلنا مع الذين أنعمت عليهم في جنتك وجوارك، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

ليست هناك تعليقات: