الخميس، 8 نوفمبر 2012

الوثنية






الوثنية



فتنة الأمة في الأضرحة والقبور

قد يعجب البعض وهو يقرأ دعاء إبراهيم عليه السلام في القرآن ( وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمناً واجنبني وبني أن نعبد الأصنام رب إنهن أضللن كثيراً من الناس فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم ) فهل إنسان القرن العشرين الذي مخر الفضاء، وطوى كثيراً من فجاجه الشاسعة، واكتشف من سنن الله الباهرة ما حيرت العقول، وأذهلت التفكير؟؟؟! هل يعقل أن هذا الإنسان يعود بتلك العقلية الغابرة التي كانت تقدس الأحجار، والأشجار، وتتمسح بالجمادات رجاء منفعتها أو دفع مضرتها؟؟؟!
ويأتي الجواب المر المحير (نعم)!!! شيء عجيب!!!
أما آن لهذه العقلية التي رأت من آيات ربها الكبرى أن تتحرر من رق الوثنية، وعبودية المخلوق، بعد أن رأت آيات الله في الكون، وعلمت عظيم صنعه، وعجائب قدرته، رأت ذلك بعد أن قرأت قول الله تعالى (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أو لم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد).
لكن العجب قد يخف إذا عرفنا أن أول ضلال حل بالبشرية كان سببه الصور وتقديس الصور وأصحاب الصور.
لقد عادت وثنية الأمس في ثوب جديد وفي صور جديدة وتحت مسميات جديدة، مدفوعة بدوافع جديدة ... والنتيجة واحدة : إنها الوثنية! إنها الضلال، والزيغ عن التوحيد، والولوغ في آنية الشرك والخرافة بعقيلة جديدة، منظرة ومتفلسفة. و( إنا لله وإنا إليه راجعون).
إنها صرخة تهزني من الأعماق لتخرج مدوية في فضاء أمة الإسلام يا أمة التوحيد أين التوحيد؟؟؟ يا أمة العقيدة أين العقيدة؟؟؟ أين الإسلام؟؟؟ وماذا بقي من الإسلام؟؟؟ وأين بواكي الإسلام؟؟ ومن يبكي اليوم الإسلام؟؟؟ ألا من كان باكياً فلبيك اليوم على الإسلام، ألا فلنبك جميعاً على الإسلام! ولنسكب العبرات على ضريح التوحيد الذي دفناه بأيدينا، ونسيناه كما ننسى أقل الأشياء. لقد أصبح الإسلام غريباً بين أهله، مظلوماً بينهم لا يجد من ينصره أو ينصفه، لا أقول من الأعداء ولكن من أبناء الإسلام المنتسيبن إليه ربما بهتاناً وزوراً.
لقد نشأنا في هذه البلاد بلاد التوحيد، ولا نعرف بحمد الله الأوثان، ولا عبادة الأوثان، وذلك محض فضل الله علينا الذي أنقذنا بتلك الدعوة المباركة التي قام بها شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، وناصره فيها ودعمه الإمام محمد بن سعود، وأبناؤه الكرام، وكلهم من أهل العلم والتوحيد، فالحمد لله الذي من على جزيزة الإسلام بدعوة هذا الإمام، والله نسأل أن ينضر وجهه في الفردوس الأعلى وكل من أعانه وناصره على نشر هذا الخير، ومن سار على نهجه في تخليص الناس من براثن الشرك والكفر والإلحاد.
لكن مصائب الوثنية ما زالت محيطة بنا في مشارق الأرض ومغاربها وفي شمالها وجنوبها، ورغم أننا نسمع عن تلك المآسي العقدية، والشركية إلا أنه لم يخطر ببالي يوماً أن الأمر بهذه الخطورة، وأنه بلغ هذا المبلغ الخطير.
لقد فتنت أمتنا فتنة عظيمة في القبور، والأولياء، بحيث أصبحت هذه القبور آلهة تعبد من دون الله ويصرف لها ما يصرف لله من العبادة، بل صرفت لها العبادة وحدها من دون الله، ونسي الله فيا له من هول ما أفظعه، وخطب جسيم ما أشده، وأهوله.
منكر عظيم وشر مستطير، وضلال مبين! ذلك ما يرتكبه سواد الأمة الإسلامية من المشرق إلى المغرب من الفتنة بالقبور والأضرحة، وما يصرف لها من أنواع العبادات من التوحيد بأنواعه الثلاثة مروراً بالسجود، والنذور والذبائح والاستغاثة والاستعانة والطواف والتمسح والتبرك وغيرها من صور العبادات التي لا يجوز أن تصرف لغير الله تبارك وتعالى.
أليس من العجب أن أرض الكنانة وبلاد الأزهر يوجد فيها أكثر من ستة آلاف ضريح وقبر يعبد من دون الله!!! اسألوا أهل مصر عن ضريح الحسين المزعوم كذباً وافتراء أنه في القاهرة، وحتى ولو كان كذلك فإنه لا يحل عبادته ولا تقديسه، ولا غيره من المخلوقين. ثم من نصدق في هذا؟ أهل مصر يقولون هو في القاهرة، وأهل العراق يقولون هو في كربلاء، وأهل حلب يقولون هو في سفح جبل الجوشن غربي حلب! فهل الحسين واحد أم أنه أكثر من ذلك؟؟!!
واسألوهم عن قبر السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب، التي ماتت بالمدينة ودفنت بالبقيع، ولم يعرف قط أنها خرجت من المدينة ما الذي أقدمها مصر بعد أن ماتت؟؟ ثم كيف انتقلت بعد ذلك إلى بلاد الشام ليكون لها قبر ثالث بدمشق؟! أم أن أرض مصر لم تطب لها بعد موتها فرحلت أو سبحت في أعماق الأرض حتى استقرت في تلك البقاع؟ والجواب معروف مسبقاً: إنها أضرحة الرؤيا تلك الخرافة الشيطانية التي أوحاها إليهم وضحك منهم كثيراً بلا شك.
وقل ذلك عن ضريح السيدة عائشة، والسيدة سكينة والسيدة نفيسة، وضريح الشافعي، والليث بن سعد.
واسألوهم عن ضريح السيد البدوي بطنطا ذلك الرجل الخبيث الذي هو من فلول الباطنية الملاحدة العبيدية (الفاطميين) الذين طردهم صلاح الدين من مصر فرجعوا إليها بعد ذلك في ثوب الزهد والتصوف، هو والدسوقي وأبو الفتح الواسطي، وأبو الحسن الشاذلي، وغيرهم من أرباب الزندقة والانحلال، ولو كان هؤلاء أولياء كما يدعي الجهلة من الناس لما ساغ أن يصرف لهم شيء من العبادة التي هي محض حق لله وحده دون سواه.
يحدثني من أثق به من أهل التوحيد، أنه لا يكاد يتم عرس في بلاد مصر إلا ويقع صاحباه في الشرك بالله، ذلك أن ذهاب العروسين لأحد الأضرحة، وطلب البركة، والتمسح به ... من الطقوس المتبعة في تلك البلاد، ويحدثني آخر عن قريبة له أنها كانت تذهب إلى قبر حسان بن ثابت -ولا أدري ما الذي أقدمه مصر -أيضاً- وذلك لتطلب منه أن يدفع عنها أذى جارتها التي كانت تؤذيها بكب فضلاتها عليها وعلى أبنائها، فتذهب إلى ذلك القبر المنسوب لحسان بن ثابت وتستغيث به لدفع ذلك الأذى عنها، وعن أبنائها.
وبلاد الشام لا تقل تعاسة عن بلاد مصر ففيها من الأوثان والأضرحة الشيء الكثير مما فتن به القبوريون، ففي دمشق قبر ابن عربي صاحب فصوص الحكم، والقائل بوحدة الوجود، وزعيم الفلاسفة القائلين بهذه البدعة الكفرية، ومزاره وثن يعبد من دون الله، ويقدس في عاصمة الإسلام لدولة بني أمية، فالناس يغدون إليه في كل أوان يطوفون به، ويستغيثون به، ويدعونه من دون الله، حتى إن المرأة لتضع خدها على شباك الضريح، وتمرغه، وتنادي: أغثني يا محيي الدين.
حتى جامع دمشق الذي بني على التوحيد، وكان مناراً من منارات الإسلام لم يسلم من هذه الفتنة العمياء، حيث نسب إليه القبوريون ضريحاً لرأس يحيى بن زكريا عليهما السلام، وضريحاً آخر منسوب للنبي هود عليه السلام مع أنه لا يعرف أنه دخل بلاد الشام قط. وفي حمص قبر -أيضاً- وحلب وغيرها من بلاد الشام أعداد هائلة من الأضرحة مثل ضريح الخضر، وضريح يوشع بن نون، وفي بغداد دار الخلافة العباسية فيها اليوم نحو مائة وخمسين ضريحاً، وكذلك في الهند وبنجلادش، وبلاد المغرب وبلاد السودان، وتركيا، وغيرها مما يصعب حصره.
ومن المضحكات المبكيات في آن معاً أن في حلب بسوريا مسجد يعرف بمسجد العريان فيه ضريح لرجل كان أكثر أوقاته يمشي عرياناً، وكان الناس يقولون إن ذلك لغلبة الحال عليه. -وهو كذلك لكنها حال الشيطان،- فلما مات بنوا على قبره هذا المسجد، وأصبح مزاراً للناس. ومثله -أيضاً- حصل في القاهرة بمصر.
وفي بلاد المغرب كان هناك ضريح يؤمه الناس لقصد البركة، ويظنون أن بداخله ولياً من الأولياء، لكنهم اكتشفوا بعد حين أن ذلك الضريح لقسيس من القساوسة النصارى، ولم يصدق الناس ذلك حتى وجدوا الصليب بجانبه في القبر.
ومن العجائب ما يحدثني به أحد الاخوة أن رجلاً كان له كلب مدلل فمات ذلك الكلب فحزن عليه صاحبه فوضع له قبراً وضريحاً وبنى عليه قبة، فجاء شيطان من شياطين الإنس وزعم أن بداخل هذا القبر ولي من الأولياء ودعا الناس لتقديم الطقوس والنذور والقرابين، فاستجاب الناس على الفور، وازدحم الضريح الجديد بالزوار والمتبركين، ثم اكتشفوا بعد حين أن ذلك الولي المقبور ليس إلا كلباً من الكلاب.
وفي بنجلاديش هناك أضرحة تحوي أحواضاً من الماء يوجد بها تماسيح وزواحف، وأسماك فيأتي الناس إلى ذلك الضريح للدعاء ، ويحرصون على لمس تلك الزواحف وتلك التماسيح والأسماك وذلك كله طلباً للبركة، ولست أدري أي بركة في التماسيح، ولكنها العقول المغموسة والبصائر المطموسة، والحمد لله على نعمة الإسلام والبصيرة، فما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله فاللهم لك الحمد كله.
مالذي يحصل عند هذه القبور والأضرحة؟
الجواب باختصار: إنه الشرك بالله بكل صوره وأنواعه. لقد عادت الأمة إلى الوثينة الجاهلية من جديد، لكنها عادة هذه المرة باسم الإسلام باسم الكرامات، والأولياء، وطلب الخير والبركة ودفع الشرور والآثام. أليس الذبح والنذر والدعاء والاستغاثة، والخوف والخشية والسجود وطلب المنافع ودفع المضار والمكاره عبادة؟ وكل ذلك يصرف لهذه الأضرحة الوثنية من عبادها القبوريين. عوضاً عن الإقسام والحلف بها الذي أصبح يجري على الألسنة بقصد ودون قصد.
كيف راجت هذه الفتنة بين الناس؟
وهذا سؤال جدير بالبحث والتقصي لمعرفة الأمر بدقة، لكن ذلك لا يمنع من بيان بعض الأسباب، والتي قد تكون من أهم رواج هذا الكفر:
فأولاً: جهل الناس بعقيدتهم وتوحيدهم، وعدم معرفتهم بالله وبما يجب له وما يمتنع في حقه، وجهلهم بالعبادة وعدم معرفتها على الحقيقة، وهذا أساس كل بلاء فما عصي الله بالشرك وما دونه إلا بالجهل.
ثانياً: أن أساس هذه الضلالة العمياء ومنبعها نصراني أو يهودي أو هما معاً، وتلقف هذه البدعة المنكرة عنهم الروافض الذين شرعوا في بناء القبب على قبور أئمتهم وكبرائهم، كما في كربلاء والنجف وقم وغيرها، وتبعهم على هذه الفتنة العمياء المتصوفة من أصحاب الطرق والزوايا الذين كانوا مطايا الشيطان في نشر هذه الفرية الضالة في مشارق الأرض ومغاربها، وهم اليوم يتحملون الوزر الأكبر من آثام هذه البدعة المكفرة وعليهم وزرها ووزر من يعمل بها إلى يوم القيامة.
ثالثاً: علماء السوء ومعظمهم من أصحاب الطرق الصوفية، ولا شك أن الناس تبع لهؤلاء المنسوبين للعلم، فمثلاً مولد السيد البدوي في مصر الحسيرة يحضره في كل عام نحو ثلاثة ملايين زائر يتقدمهم شيخ الأزهر ومفتي الجمهورية، أضف إلى ذلك حضور المسؤولين الكبار من رجالات الدولة.!!
رابعاً: الإعلام الفاسد الذي ينشر هذه المناسبات البدعية بين العوام الجهال الذين لا يعرفون الحق من الباطل، ولا شك أن الإعلام أصبح معول هدم وأداة شيطانية في أيدي شيطانية تؤز الناس إلى عذاب الله ومقته وسخطه وناره.
خامساً: طلاب الدنيا الذين رأوا في هذه الأضرحة فرصة عظيمة لكسب دراهم معدودة، فاستغلوا السفهاء والجلهة وأوهموهم الخير والبركة، فأضاعوا عليهم دينهم ودنياهم، والله المستعان.
ما هي الآثار؟
لقد كان لهذه الأضرحة آثار سيئة جداً على الأمة الإسلامية من وجوه عدة:
أولاً: إفساد الدين بالكلية لأنها أصبحت أوثاناً تعبد من دون الله، وهذا بالطبع يترتب عليه خسران الآخرة لأن المشرك مصيره النار خالداً مخلداً فيها نسال الله العافية والسلامة.
ثانياً: حصول الفرقة والشتات داخل الأمة، فقلت بركتهم وكثر شرهم وفسد تعاملهم إلا من رحم ربك.
ثالثاً: ذهاب الهيبة من قلوب الأعداء وتسلطهم على الأمة من الداخل والخارج كما هو مشاهد، وذلك مصداق الحديث الصحيح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، قالوا: أومن قلة نحن يومئذٍ، قال: أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله المهابة من قلوب عدوكم منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن. قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟ قال حب الدنيا وكراهية الموت) رواه الترمذي وغيره من حديث ثوبان. لقد أصبح أحقر الأمم من اليهود والنصارى والهندوس عباد البقر والأوثان، وكذا الشيوعيون البلاشفة الملاحدة يتحكمون في رقاب المسلمين، ويملون عليهم ما شاءوا من الشروط المجحفة، ويسلبون خيراتهم وثرواتهم تسلطاً وابتزازاً، بل أصبح كل من أراد أن يتعلم الشجاعة والإقدام فما عليه إلا أن يبحث عن قطيع من المسلمين فيفتك بهم فتكاً ذريعاً، ويسفك دماءهم ويأخذ أموالهم، وينتهك أعراضهم، على مرأى ومسمع من بقية المسلمين دون أن يهب أحد لنصرته أو نجدته أو دفع الظلم عنه، وهكذا تتكرر المأساة في كل يوم، وفي أقطار العالم الإسلامي فبالأمس بلاد الأقصى ثالث الحرمين الشريفين، وقد سلبها أحفاد القردة والخنازير من يهود، فعاثوا فيه فساداً ولا زالوا إلى اليوم وإلى غد.
وما زالت الرحى تدور في أفغانستان، وفي بلاد البلقان في أرض البوسنة والهرسك، وفي كوسوفا وما يحصل اليوم في كشمير والشيشان وإرتريا والصومال من المشاهد المروعة، وما ذلك إلا عقوبة حلت بالأمة من جراء تركها التوحيد والعقيدة الصحيحة.
رابعاً: تبلد الحس لدى أكثر من ينتسبون إلى الإسلام تجاه قضايا إخوانهم المسلمين، وأصبح مبدأ الجسد الواحد الذي غرسه الرسول صلى الله عليه وسلم في نفوس المسلمين مفقوداً. وهذا غيض من فيض من المفاسد التي حصلت من هذا الداء العضال.
وأخيراً: من لهذه الأوثان التي أصبحت تعبد من دون الله؟ من يخلص الأمة من هذا الشرك الكبير، وهذا الانحراف الخطير؟ وهذا الشر المستطير؟ ألا فليعلم كل قادر على التغيير والنصح والتوجيه والبيان والتحذير أنه مطالب بالنفير لإيقاف هذا الزحف الوثني الغاشم الذي اجتث قلوب كثير من الناس، ولا يعفيه من ذلك إلا مانع قاهر لا تسويفات النفوس وبناء الحواجز الموهومة التي لا حقيقة لها في أرض الواقع، ولنعلم أنه لولا تقاعس الكثير من العلماء والدعاة، وانشغالهم بقضايا أخرى أقل أهمية لما فشا الشرك في الأمة بهذه الصورة المفزعة.
على الجماعات الإسلامية التي تدعو الناس أن تجعل التوحيد شعار دعوتها، وتطهير الاعتقاد من أدران الشرك والكفر مبدأ انطلاقتها، وتصرف وقتها كله في تصحيح هذا الجانب، وإذا استقام لهم ذلك استقام ما بعده، لأن كل الأمور مبنية في صلاحها على صلاح التوحيد وسلامة العقيدة، فإذا صلحت فما بعدها صلاحه أيسر، وإن فسدت فما بعدها فساده أكبر.
إلى أولئك الدعاة الذين يدعون الناس إلى الجهاد أو قيام الدولة الإسلامية ونحوها من الأمور ويصرفون في ذلك كل أوقاتهم أقول لهم: غرس التوحيد والعقيدة الصحيحة في نفوس الناس كفيل بقيام الجهاد وعودة الخلافة وغيرها من قضايا الإسلام التي ضاعت أو نسيت، أليس لكم في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أسوة حسنة؟ فلم يعرف أنه بدأ بشيء في دعوته قبل التوحيد وإخلاص العبادة لله، ليس هو وحده بل جميع الرسل عليهم الصلاة والسلام كان مرتكز دعوتهم هو هذا الأمر العظيم ( ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت).
ولما أصلح الرسول صلى الله عليه وسلم العقيدة في نفوس الناس استقام له كل شيء من قيام دولة الإسلام والجهاد والعز والنصر والتمكين والنصرة بالرعب في قلوب الأعداء، وكل ذلك أتى تابعاً للتوحيد وإصلاح العقيدة.
وما فائدة رجل يجاهد -فيما يظهر في سبيل الله- وهو مرتكب لناقض من نواقض الإسلام، فهل ترى يقبل منه جهاده؟؟ لا والله لا يقبل منه جهاد ولا صلاة ولا زكاة ولا أي عمل ما لم يكن موحداً صالح العقيدة. وهذا لا يفهم منه التقليل من شأن الجهاد أو غيره من أمور الإسلام!! معاذ الله فالجهاد هو ذروة سنام الإسلام، وهو درع الأمة ومن أهم مصادر عزها ومنعتها، لكن المسألة مسألة أولويات، وبناء الأساس قبل بناء الدار فلا يقوم بنيان على غير أساس، كما أنه لا يثبت ولا يستقيم إذا كان أساسه فاسداً. والله المسؤول أن يعجل الفرج ويكشف الغمة ويذهب هذه الوثنية ويطهر بلاد المسلمين من رجس الأوثان والطواغيت إنه ولي ذلك والقادر عليه وعلى كل شيء وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

ليست هناك تعليقات: