الأربعاء، 7 نوفمبر 2012

توحيد العبادة







توحيد العبادة



يؤمن المسلم بألوهية الله تعالى للأولين والآخرين ، وربوبيته لجميع العالمين ، وأنه لا إله غيره ، ولا رب سواه ، فلذا هو يخص الله تعالى بكل العبادات التي شرعها لعباده ، وتعبدهم بها ، ولا يصرف منها شيئاً لغير الله تعالى ، فإذا سأل ، سأل الله ، وإذا استعان استعان بالله ، وإذا نذر لا ينذر لغير الله ، فلله وحده جميع أعماله الباطنة من خوف ورجاء ، وإنابة ومحبة ، وتعظيم ، وتوكل ، والظاهرة من صلاة وزكاة وصيام وحج وجهاد ، وذلك للأدلة النقلية والعقلية الآتية :
الأدلة النقلية :
1- أمره تعالى بذلك في قوله : ( لا إله إلا أنا فاعبدوني ) وفي قوله : ( وإياي فارهبون ) وفي قوله : ( يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون الذي جعل لكم الأرض فراشاً والسماء بناءً وأنزل من السماء ماءً فأخرج به من الثمرات رزقاً لكم فلا تجعلوا لله أنداداً وانتم تعلمون ) وفي قوله تعالى : ( فاعلم انه لا إله إلا الله ) وفي قوله عز وجل : ( فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم ) ، وقوله : ( وعلى الله فليتوكل المؤمنون ) .
2- إخباره تعالى عن ذلك بقوله : ( ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ) وفي قوله : ( ومن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها ) وفي قوله : ( وما أرسلنا من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون ) وفي قوله تعالى : ( قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون ) وفي قوله : ( إياك نعبد وإياك نستعين ) وفي قوله جل جلاله : ( ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا فاتقون )
3- إخبار رسوله صلى الله عليه وسلم بذلك في قوله لمعاذ بن جبل رضي الله عنه لما بعثه إلى اليمن : ( فليكن أول ما تدعوهم إليه أن يوحدوا الله تعالى ) وفي قوله أيضاً:( يا معاذ أتدري ما حق الله على العباد ؟ قال : الله ورسوله أعلم . قال : أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً ) وفي قوله لعبد الله بن عباس رضي الله عنه : ( إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله ) ، وفي قوله صلى الله عليه وسلم لمن قال له ما شاء الله وشئت : ( قل ما شاء الله وحده ) وفي قوله : ( أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر ، قالوا : وما الشرك الأصغر يا رسول الله ؟ قال : الرياء ، يقول الله تعالى يوم القيامة إذا جازى الناس بأعمالهم : اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا ، فانظروا هل تجدون عندهم من جزاء ؟ ) وفي قوله : ( أليسوا يحلون لكم ما حرم الله فتحلونه ، ويحرمون ما أحل الله فتحرمونه ؟ ) قالوا : بلى، قال : ( فتلك عبادتهم ) قاله صلى الله عليه وسلم لعدي بن حاتم لما قرا قوله : ( اتخذواأحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله ) فقال عدي : ( يا رسول الله لسنا نعبدهم )
وفي قوله : ( إنه لا يستغاث بي ، وإنما يستغاث بالله ) قاله لما قال بعض الصحابة قوموا نستغيث برسول الله من هذا المنافق ( لمنافق كان يؤذيهم ) .
وفي قوله : ( من حلف بغير الله فقد أشرك ) وفي قوله : ( إن الرقى والتمائم والتولة شرك )
الأدلة العقلية :
1- تفرده تعالى بالخلق والرزق ، والتصرف ، والتدبير ، يوجب عبادته وحده لا شريك له في كل منها .
2- جميع المخلوقات مربوبة له تعالى ، مفتقرة إليه فلم يصلح شيء منها أن يكون إلهاً يعبد معه تعالى .
3- كون من يدعى ، او يستغاث به ، او يستعاذ ، لا يملك ان يعطي أو يغيث ، أو يعيذ من شيء يوجب بطلان دعائه ، أو الإستغاثة به ، أو النذر له ، أو الإعتماد والتوكل عليه .
اللهم اجعل خير أعمالنا خواتيمها ، وخير أيامنا يوم لقائك ، واجعلنا مع الذين أنعمت عليهم في جنتك وجوارك، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

ليست هناك تعليقات: