الأحد، 25 نوفمبر 2012

والموعد الجنة






والموعد الجنة 



 خرجا من بيتهما في إحدى المدن يريدان البيت الحرام .. هو شيخ صالح ن وهي امرأة صائمة قائمة ..  وقبل الخروج  حدث شيء غريب  .. ودعت الأم أولادها ، وكتبت وصيتها ، وقبلت أطفالها وهي تبكي ، ونظرت إليهم  وكأنها نظرة مفارق ..
 ومضى الزوجان إلى أطهر بقعة على وجه الأرض يطويان الفيافي والقفار  ، وهناك طافا حول الكعبة المشرفة ، وسعيا بين الصفا والمروة  ، ثم حلق وقصّرت ، وكرا راجعين وهما في غاية السرور والاغتباط  . ولكن ... يشاء الله عز وجل – ولا راد لأمره -  أن تنفجر إحدى عجلات السيارة ، فتخرج عن مسارها وتنقلب رأساً  على عقب .... ويخرج الزوج سليماً معافى ، ويبحث عن امرأته الصوامة القوامة .. التقية النقية . (نحسبها كذلك والله حسيبها ) ،فيجدها . ... ولكن في سكرات الموت .. (فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ) ..
 مد إليها يديه ليحملها ، لكنها نظرت إليه نظرة مودع قالت له : عفا الله عنك ... بلّغْ أهلي السلام .. اللقاء – إن شاء الله - في الجنة ... 
ثم ختمت كلامها بشهادة التوحيد وكلمة الإخلاص : لا إله إلا الله محمد رسولُ الله لتنام قريرة العين ... لكنها الرقدة الكبرى ..
 يا بانيَ الدارِ المعدَّ لها 
                   ماذا عملت لدارك الأخرى ؟
ومُمَهِّد الفُرُشِ الوثيرةِ لا                    
                   لا تُغفل فراش الرقدة الكبرى
ويعود الرجل وحيداً بعد أن وارى جثمان امرأته والحزن يملأ قلبه ، فيستقبله أطفاله استقبلاً  حاراً .. وتسأله ابنته الصغرى : أبي أين أمي ؟  .. فينعقد لسانه ويعجز عن الجواب .. فتصرخ في وجهه : أبي ، أريد أن أرى أمي ، أين أمي ؟  فينهار الرجل أمام طفلته الصغيرة  ويبكي بكاء مراً ، ويقول لها : سوف ترينها بإذن الله  ، ولكن في جنة عرضها السموات والأرض .. ليست كدنيانا الحقيرة ...
 

ليست هناك تعليقات: