صلاة مودع
كان يعمل نجاراً في إحدى المدن .. لا يعرف الغش ولا الكذب ، ولا
المكر ولا الخديعة ، قد رضي بما قسم الله له من الزرق الحلال وإن كان قليلاً . في ضحى كل صباح كان يغلق دكانه وينطلق إلى المسجد القريب ليتوضأ ويصلي ما كتب
الله له صلاة الضحى – ثم يعود إلى دكانه ليباشر عمله إلى وقت صلاة الظهر ... وفي
ضحى أحد الأيام أغلق دكانه وتوجه إلى المسجد يحث الخطى وهو في شوق إلى مناجاة ربه
والوقوف بين يديه ، ودلف إلى المسجد وكبّر للصلاة فقرأ ما تيسر له من القرآن ، ثم
ركع ثم رفع .. ثم سجد ..ثم قال إلى الركعة الثانية واضعاً
يديه اليمنى على اليسرى ، فإذا بملك الموت قد حضر في تلك اللحظة ليقبض روح
هذا العبد الصالح وهو واقف بين يدي ربه ، يناجيه بأحب الكلام إليه ، فتخرج روحه من جسده ، ويخر ساقطاً على الأرض ،
ويده اليمنى على اليسرى ، فما علم به أحد إلا وقت صلاة الظهر ، ويُحمل إلى بيته ،
فلما أرادوا خلع ثيابه لتغسيله أبت يده اليمنى – بإذن الله عز وجل – أن تفارق يده
اليسرى وكأنه لا يزال في صلاة ، وبعد محاولات عديدة كفنوه على هذه الحال ووضعوه في
قبره ليلقى ربه مصلياً ...
قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : " يُبعث كل عبد على ما مات عليه
فاختبر لنفسك ما تشاء يا أخي
المسلم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق