الأربعاء، 7 نوفمبر 2012

الإسلام





الإسلام




الإسلام دين الله سبحانه وتعالى، وقد جعله الله دين جميع الأنبياء والمرسلين، قال عز وجل: (( إن الدين عند الله الإسلام ))، وقال سبحانه عن خليله إبراهيم وأولاده عليهم السلام : (( إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين . ووصى بـها إبراهيم بنيه ويعقوب يابني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمين . أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ماتعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلهاً واحداً ونحن له مسلمون )) [البقرة :131-133] .
وقال عن يوسف عليه السلام : (( رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السموات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلماً وألحقني بالصالحين )) [يوسف:101] .
وقال تعالى عن سليمان عليه السلام وبلقيس ملكة سبأ : (( قالت رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين )) [النمل:44] .
وقال تعالى عن نبيه موسى عليه السلام : (( وقال موسى ياقوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين ))[يونس : 84 ] .
فدين الله هو دين حميع الأنبياء والمرسلين من لدن آدم عليه السلام إلى خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم ، وهذا يعني أن جميع الرسالات جاءت بعقيدة واحدة وعبودية واحدة لله تعالى ، وهي الإستسلام لله سبحانه وتعالى والإنقياد التام له عز وجل ، بجميع ما يأمر وينهى ، وإن اختلفت الشرائع والأحكام، وذلك لما تقتضيه مصلحة الناس في تلك الأزمان الماضية ، فشرائع الله جاءت وفق مقتضيات كل عصر ومصر، حتى جاء النبي الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم فكانت شريعته خاتمة الشرائع وأحكامه أحكم الأحكام ، ناسخة لكل الشرائع السابقة، متضمنة أحسن ما فيها، وزادت عليها أحكاماً وتشريعات أخرى لتبقى صالحة إلى يوم القيامة، بخلاف التشريعات السابقة فإنها كانت لزمن معين أو لشعب معين، قال تعالى : (( لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً )) [المائدة : 48] .لأن النبي كان يبعث لقومه خاصة، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم بعث للناس كافة .
قال الله تعالى : (( قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً الذي له ملك السموات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تـهتدون )) [الأعراف: 58] .
فنسخت شريعة الإسلام الخاتمة جميع الشرائع السابقة لشمولها ومرونتها على مر الأزمان والعصور، وهذا التنوع في الشرائع السابقة هو فقط في الأحكام وما يلزم المسلم معرفته من حلال وحرام وما أشبه ذلك،وأما في الإعتقادات وما يجب على الإنسان اعتقاده في حق الله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والجنة والنار وأمور الغيب، فجميع الشرائع متفقة عليها، وأما مانجده من أتباع الديانات السابقة من تحريف وتبديل واعتقادات باطلة في حق الله عز وجل من جعل الولد والزوجة له سبحانه وتعالى، أو وصفه سبحانه بما لا يليق كما وصفته اليهود بالبخل، فهي أمور لم تأتي بها الشرائع السابقة، بل أتى بها المنتسبون لهذه الأديان .
وأما التشريعات التي أتى بها الدين الخاتم [ الإسلام ] فهي تشريعات وأحكام في غاية الدقة والحكمة، فالإسلام بُني على خمسة أركان أساسية وله واجبات ومستحبات تزيده حسناً وبهاءً، قال النبي الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم : [ بُني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً ] رواه البخاري ومسلم .
ومن حكمة الله أن جعل هذه الأركان الخمسة مشتركة بين العبادات البدنية المحضة كالصلاة والصوم، أو المالية المحضة، كالزكاة، أو المشتركة بين المال والبدن الحج .
وهناك شرائع أخرى وأحكام، منها الواجب والمستحب، التي تزيد المجتمع الإسلامي تكافلاً وتكاتفاً، كالصدقة والصلة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
اللهم اجعل خير أعمالنا خواتيمها ، وخير أيامنا يوم لقائك ، واجعلنا مع الذين أنعمت عليهم في جنتك وجوارك، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .

ليست هناك تعليقات: