ولا تفني شبابك واغتنمه
يروى أن محمد بن واسع رأى
شبابا في المسجد، قد خاضوا
في بحر الغيبة والضلالة، فقال لهم:
أيجمل بأحدكم أن يكون له
حبيب، فيخالفه ليفوز به غيره
؟ فقالوا:
لا.
فقال: أنتم قعود في
بيت الله تخالفون أمره،
وتغتابون الناس. فقالوا:
قد تبنا.
فقال:
يا أولادي،
هو ربكم
وحبيبكم،
واذا عصيتموه،
وأطاعه غيركم،
خسرتموه.
وربحه غيركم،
أفلا يضرّكم ذلك؟
قالوا:
نعم.
فقال:
ومن خالفه،
وربما يعاقبه لو عاقبه،
أفلا تغيرون على شبابكم
كيف يعاقب بالنار والعذاب وغيركم يفوز بالجنة والثواب.
قالوا:
نعم وحسن
رجوعهم الى اله تعالى.
ألا فاسلك الى المولى سبيلا ***
ولا تطلب سوى التقوى دليلا
وسر فيها بجد وانتهاض ** تجد فيها المنى عرضا وطولا
ولا تركن الى الدنيا وعوّل ***
على مولاك واجعله وكيلا
وان أحببت أن تعتزّ عزا *** يدوم فكن له عبدا ذليلا
وواصل من أناب اليه واقطع ***
وصال المسرفين تكن نبيلا
ولا تفني شبابك واغتنمه *** ومثل بين عينيك الرحيلا
ولا تصل الدنيا واهجر بنيها ***
على طبقاتهم هجرا جميلا
وعامل فيهم المولى بصدق ***
يضع لك في قلوبهم القبولا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق