رسالة إلى منتكس ... 2
لله ..
ما أسرع تقلب القلب ..
وما أشد طغيان الهوى ...
... لكن هل تنمحى ..
ذكريات الإيمان ..
ولذة اليقين ..
وحلاوة القرب ..؟
عد أخى ..
فإنك لاتهلك إلا نفسك ..
ولا تضر إلا ذاتك ..
ولا تسعى إلا فى خراب آخرتك ..
رويداً رويداً فأين المسير
رويداً فإن اللظى مستطير
رويداً تمهل .. ولا تبتعد.
فإن الشاطئ .. يغدو عسير
وبحر الهوى يأسر الأذكياءَ
وإن مدً يُضحى الضلالُ يسير
وسلِم .. وسلِم .. وسلِم .. فإنى
رأيت الحكيم .. عليم ..خبير ..
ترى .. هل جفاك نسيم الصباح
وروح الضحى ومسير الأصيل
وصوت المنادى .. بكل صلاة
إلىّ .. إلىّ .. أغدوا المسير ..
وصيحات حى على الصافنات
تغُد المسير .. لأرض النفير
وأموال بر .. وأفعال خير
وإطعام كَلٍّ ..وصوم الهجير
ونوم تلافى .. وجنب تجافى
وترتيل آى .. وطعم السحور
وأقدام بر ... تراوح حيناً
وحيناً... بعزم الأباةِ تسير
ترى .. أتذكر هذا جميعاً..؟
أتذكر ليل الشتاءِ الطويل .
وأين هواء الصباح العليل
وأين العفة عند المسير
وقلب بغض المآقى بصير
وأين قيام الليالى الطوال
وصوت الخشوع اليك دليل
ومجلس علم فيه أقمت ..
وأرهفت سمعاً.. ودمعاً يسيل
أتذكر بدراً .. وفتح قريش
وأركان دين غدت تستنير
أتذكر مصعب..ذاك الشهيد .
أتذكر جعفر .. حياً يطير..
أتذكر ذاك الفتى من قريش
عميراً..غدا ذكره مستطير ..
وكنز الملوك لديه طريحاً
فيعطى الحقير. ويعطى الفقير
وهذا سراقة .. يأتى مُجداً
فقد حان وعد له أن يصير
وهذى سوارى الملوك لديه
فأنعم بوعد .. له لايبور
تذكر .. تذكر فإن العقول
تحار بملك عظيم مهول
وحاذر فإن الهوى مهلكُ
وراقب قبوراً تحط المسير
تفكر ملياً وحاذر... بأن
تبيع الأخرى بشئ يسير
فوجه الزوانى به ظلمة
ووجه العفاف يشع بنور
وإن اليقين له لذة ..
وأما الشك فبئس العشير
تراك تعود الينا سليماً..؟
وأدران كفر تولى الظهور
تراك تموت على ملة
وتدفن وسط خفيض القبور
وترهف سمعاً لآى الكتاب
وترشف من بحره فى حبور..؟
وتشهر سيفا سريع المنايا
بوجه الأعادى. مكر الدهور
وتهرق دمع المآقى بليل
وتبدل ليل الجحود بنور..
تُرانا.؟ تُراك..نراك تئوب
فإن نياط القلوب تثور ..
وأتراح خل .. وأفراح ذل
ونوح المآقى .. ولفح الهجير
إلى الحق هيا .. أغد المسير
وأشرع شراع الهدى وأرتحل
فإن بحور الضلال تمور
رويداً تمهل .. ولا تبتعد
فران القلوب عقاب عسير
وحاذر بنفسك.. تسعى بها .
لخوض المهالك بئس المصير
فرب حليم رحيم مجيب..
قضى فى كتاب له لا يحور
بأن العذاب .. أليم شديدٌ
لمن زاغ عن دربه المستنير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق