أنوح
على ذهاب العمر مني
أنوح على ذهاب العمر مني *** وحق أن أنوح وأن أنادي
وأندب كلما عايَنْتُ ربْعَاً *** حدا بهم لِوَشكِ البيَنِ حادي
فقلت له: اتعظ بلسان حالي *** فإني قد نصحتك باجتهادي
وها أنا كالخطيب وليس عيباً *** على الخطباء أثواب السوادِ
ألم ترني إذا عاينت ركباً *** أنادي بالنوى في كل نادِ
أنوح على الطلول فلم يجبني *** بساحتها سوى خرس الجمادِ
فأُكثِر في نواحيها نُواحي *** من البين المفتت للفؤادِ
تيقظ يا ثقيل السمع وافهم *** إشارة ما تشير به العوادي
فما من شاهدٍ في الكون إلَّا *** عليه من شهود الغيب نادِ
فما من شاهد في الكون إلا *** ويشهد بالمصير إلى النفاد
فكم من رائحٍ فيها وغادٍ *** ينادي من دنوٍّ أو بعادِ
فكم من رائح فيها وغادي *** يناديني بقرب ٍ أو بعادي
لَقَد أَسمَعت لَو نادَيت حَياً *** وَلَكن لا حَياةَ لِمَن تُنادي !
وَلَو نارٌ نفختَ بها أَضاءَت *** وَلَكن أَنتَ تنفُخُ في رَمَادِ
كـل
امـرىء سيفنـى و يُبقـــي الدهــر مـــا كـتبت يــــداه
فاحرص أن
لا تكتب غير شيء يسرّك في القيامة أن تراه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق