الأحد، 11 مارس 2012

أنوح على ذهاب العمر مني








أنوح على ذهاب العمر مني  


 

أنوح على ذهاب العمر مني *** وحق أن أنوح وأن أنادي



وأندب كلما عايَنْتُ ربْعَاً *** حدا بهم لِوَشكِ البيَنِ حادي



فقلت له: اتعظ بلسان حالي *** فإني قد نصحتك باجتهادي


 
وها أنا كالخطيب وليس عيباً *** على الخطباء أثواب السوادِ



ألم ترني إذا عاينت ركباً *** أنادي بالنوى في كل نادِ




أنوح على الطلول فلم يجبني *** بساحتها سوى خرس الجمادِ



فأُكثِر في نواحيها نُواحي *** من البين المفتت للفؤادِ



تيقظ يا ثقيل السمع وافهم *** إشارة ما تشير به العوادي



فما من شاهدٍ في الكون إلَّا *** عليه من شهود الغيب نادِ



فما من شاهد في الكون إلا *** ويشهد بالمصير إلى النفاد



فكم من رائحٍ فيها وغادٍ *** ينادي من دنوٍّ أو بعادِ



فكم من رائح فيها وغادي *** يناديني بقرب ٍ أو بعادي



لَقَد أَسمَعت لَو نادَيت حَياً *** وَلَكن لا حَياةَ لِمَن تُنادي !



وَلَو نارٌ نفختَ بها أَضاءَت *** وَلَكن أَنتَ تنفُخُ في رَمَادِ





كـل امـرىء سيفنـى و يُبقـــي الدهــر مـــا كـتبت يــــداه



فاحرص أن لا تكتب غير شيء يسرّك في القيامة أن تراه





ليست هناك تعليقات: