الثلاثاء، 20 مارس 2012

ينصر الله الدولة العادلة وإن كانت كافرة







ينصر الله الدولة العادلة وإن كانت كافرة



 



  في المرويات التاريخية أن العز بن عبد السلام 


حين استفتاه قطز لفرض


ضرائب على الشعب للخروج لحرب التتار،


 أفتى بأن يستقطع من الأمراء،


حتى اذا تساووا مع الشعب يبدأ في


 فرض الضرائب على الشعب، وأذعن


المظفر قطز وكان النصر بأمر الله في عين جالوت.



 وقيل إن الاسكندر استفسر عن 


قلة الأحكام والشرائع بالهند فقيل له


الحق من أنفسنا والعدل من ملوكنا)،


 فقال لهم: أيهما أفضل العدل أم

الشجاعة؟ قالوا له: إذا استعمل


 العدل أغنى عن الشجاعة.



 تقول العرب في شأن العدل:


إذا أتاك أحد الخصمين وقد فُقِئَتْ إحدى

عينيه فلا تقض له حتى يأتيك 


خصمه فلعله قد فُقِئَتْ عيناه..!! 


 العدل أساس الْمُلْك)، 


(دولة الباطل ساعة ودولة الحق إلى قيام


الساعة)، (الحق دولة والباطل جولة


  قال أحد الحكماء: «


إذا رغب الملك عن العدل رغبت الرعية عن طاعته


  في الأثر: سأل عمر بن عبد العزيز محمد


 بن كعب القرظي فقال‏:‏ صف

لي العدل‏.‏ فقال‏:‏ كل مسلم أكبر منك 


سناً فكن له ولداً ومن كان أصغر

منك فكن له أباً ومن كان مثلك فكن 

له أخاً، وعاقب كل مجرم على قدر

جرمه وإياك أن تضرب مسلماً سوطاً



 واحداً على حقد منك، فإن ذلك يصير

بك إلى النار‏.‏ 


  وقيل: حضر أحد الزهاد بين يدي


 خليفة فقال له‏:‏ عظني فقال‏:‏ يا أمير


المؤمنين إني سافرت إلى الصين


 وكان ملكها قد أصابه الصمم وذهب


سمعه، فسمعته يقول يوماً وهو يبكي‏:‏ 


ما أبكي لزوال سمعي وإنما أبكي


لمظلوم يقف ببابي يستغيث فلا أسمع استغاثته.. 


ولكن بصري سالم‏.‏ وأمر


 منادياً ينادي: ألا كل من كانت له


 ظلامة فليلبس ثوباً أحمر‏.‏ فكان يركب

الفيل فكل من رأى عليه ثوباً أحمر 


دعاه ونظر في شكواه وأنصفه من

خصمائه‏.‏ فانظر يا أمير المؤمنين إلى 


شفقة ذلك الكافر على عباد الله وأنت


مؤمن من أهل بيت النبوة، فانظر


 كيف تريد أن تكون شفقتك على رعيتك‏.‏ 


  يقول أفلاطون: ينشأ العدل من 


الترتيب الذي وضعته الطبيعة، فالعدل في


النفس ليس إلا هذا الانسجام،



 وليست السعادة إلا نتيجة طبيعية له.


  وقال حكيم: من عَفَّ عن ظلم


 العباد تورعاً.. جاءته ألطاف الإله تبرعا




  ويقول ابن تيمية: إن الله ينصر 


الدولة العادلة وإن كانت كافرة ولا ينصر


الدولة الظالمة وإن كانت مؤمنة.


  وفي الأثر أيضاً: من ابتلي بالقضاء 


بين الناس فليعدل بينهم في لفظه


وإشارته ومقعده ومجلسه، ولا 


يرفعن صوته على أحد الخصمين ما لم

يرفعه على الآخر.‏


  ولابن خلدون: 

«الظلم مؤذن بخراب العمران».



ليست هناك تعليقات: