الاثنين، 26 مارس 2012

من كيد النساء ومكرهن








 من كيد النساء ومكرهن  


 

     كان في بني إسرائيل رجل،

 وكان له مع الله معاملة حسنة،

 وكان له زوجة وكان ضنيناً بها،

وكانت من أجمل أهل زمانها مفرطة

 في الجمال والحسن،

 وكان يقفل عليها الباب،

 فنظرت يوما شاباً فهويته وهويها،

 فعمل له مفتاحاً على باب دارها،

 وكان يدخل ويخرج ليلاً ونهاراً متى شاء،

 وزوجها لم يشعر بذلك فبقيا على

ذلك زماناً طويلاً.

 فقال لها زوجهاً يوماً،

وكان أعبد بني إسرائيل وأزهدهم

إنك قد تغيرت علي ولم أعلم ما سببه،

 وقد توسوس قلبي وقد كان أخذها بكراً،

ثم قال لها: واشتهي منك أن تحلفي لي

أنك لم تتكشف أمام رجل غيري،

وكان لبني إسرائيل جبل يقسمون به

 ويتحاكمون عنده،

 وكان الجبل خارج المدينة، وكان

 عنده نهر يجري،

وكان لا يحلف أحد عنده كاذباً إلا هلك.

 فقالت له:

 ويطيب قلبك إذا حلفت لك عند الجبل؟

 قال: نعم،

قالت:

متى شئت فعلت.

فلما خرج العابد لقضاء حاجته،

دخل عليها الشاب، فأخبرته بما جرى لها

مع زوجها،

وأنها تريد أن تحلف له عند الجبل،

وقالت:

ما يمكنني أن أحلف كاذبة،

ولا أقول لزوجي ما أحلف فبهت الشاب وتحير،

وقال:

 فما تصنعين؟

 فقالت له:

 بكر غداً، وألبس ثوب مكار

( الذي يؤجر الحمير )

وخذ حماراً واجلس على باب المدينة،

فإذا خرجنا فأنا آمره يكتري منك الحمار،

فإذا اكتراه منك بادر واحملني

وارفعني فوق الحمار!!،

 حتى أحلف له وأنا صادقة أني ما مسني

أحد غيرك وغير هذا المكاري.

 فقال:

حباً وكرامة.

 فلما جاء زوجها قال:

قومي بنا إلى الجبل لتحلفي به.

 فقالت:

 ما لي طاقة بالمشي فقال:

 اخرجي فإن وجدت مكارياً اكتريت لك.

 فقامت ولم تلبس لباسها، فلما خرج

العابد وزوجته،

 رأت الشاب ينتظرها فصاحت به

 يا مكاري،

أتكري حمارك إلى الجبل بنصف درهم؟

قال: نعم،

ثم تقدم ورفعها على الحمار فساروا

حتى وصلوا إلى الجبل.

 فقالت للشاب:
انزلني عن الحمار حتى أصعد على الجبل،

 فلما تقدم الشاب إليها ألقت بنفسها إلى الأرض !!

 فانكشفت عورتها فشتمت الشاب،

فقال:

 والله ما لي ذنب،

ثم مدت يدها إلى الجبل فأمسكته وحلفت له

 أنه لم يمسسها أحد،

 ولا نظر إنسان مثل نظرك إلي،

مذ عرفتك،

غيرك وغير هذا المكاري.

 فاضطرب الجبل اضطراباً

شديداً وزال عن مكانه،

 وأنكرت بنو إسرائيل ذلك.

 فذلك قوله تعالى: "

 وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال "

والله اعلم




ليست هناك تعليقات: