الخميس، 15 مارس 2012

بشر صاحبك بغلام







بشر صاحبك بغلام


 


 
بشر صاحبك بغلام



أزاح أمير المؤمنين عن جسده رداء الليل ,


 وراح يشق الظلام



الحالك ,


 وإذا به يسمع أنين إمرأة ينبعث من بيت من شعر لم يكن


بالأمس .



دنا عمر رضى الله عنه فرأى رجلا يجلس القرفصاء أمام الباب



فسلم عليه , ثم قال :

 من الرجل ؟



قال :

 رجل من أهل البادية جئت إلى أمير المؤمنين أصيب من


فضله .



قال عمر رضى الله عنه :


 ماهذا الصوت الذى أسمعه فى البيت ؟




فقال الرجل :


 انطلق يرحمك الله لحاجتك .




قال عمر رضى الله عنه :


 على ذلك ...


 ماهذا الصوت ؟



فقال الرجل : امرأة تلد .



قال عمر رضى الله عنه :


 عندها أحد ؟



فقال الرجل : لا .



فنهض عمر رضى الله عنه مسرعا حتى أتى منزله ,


 فقال


لزوجته أم كلثوم بنت على رضى الله عنهما :



 هل لك فى أجر


ساقه الله إليك ؟



قالت : ماهو ؟


قال :


 إمرأة غريبة تلد ليس عندها أحد .


قالت :


 نعم إن شئت .


قال :


 فخذى معك مايصلح المرأة لولادتها من الخرق والدهن


وجيئينى بقدر شحم ودقيق ,

 فجاءت به ,


 وحمل عمر رضى الله


عنه ذلك كله وقال لإمرأته :


 انطلقى ... 


فمشت خلفه حتى بلغا


بيت الشعر .



فقال لها :


 ادخلى إلى المرأة .


وجاء حتى قعد إلى الرجل ,


 وأشعل النار تحت القدر ,


 وأخذ ينفخ


والدخان يتخلل لحيته حتى أنضجها , 


وولدت المرأة , وصدح


صوت الطفل

 .
فقالت أم كلثوم :


 ياأمير المؤمنين ...


 بشر صاحبك بغلام .


فلما سمع الأعرابى كلمة أمير المؤمنين , 


فشهق بشدة , وتنحى


هيبة لعمر رضى الله عنه .



فقال له عمر رضى الله عنه :


 مكانك كما كنت .


وحمل القدر ,

 ووضعها عند الباب ,

 ثم قال : 


أشبعيها ,


 ففعلت ثم


أخرجت القدر فوضعتها على الباب ,


 فقام عمر رضى الله عنه


فأخذها فوضعها بين يدى الرجل وقال كل ...


 كل ...


 فإنك قد


سهرت من الليل .



ثم قال عمر رضى الله عنه لأمرأته :


 اخرجى .


وقال للرجل : 


إذا كان غدا فأتنا نأمر لك بما يصلحك , 


ففعل الرجل



, فأجازه وأعطاه .
 .

الا ورب  عمر 


 إن مشهدا واحدا كهذا الذي رايناه لخير مما طلعت


عليه الشمس و غربت--


 من عروش و تيجان ,


 وزخرف وصلف


أي تواضع وأي بساطة وأي حنان ومودة تنساب من نفس هذا


الانسان الذي رفع الله به من قدر الحياة ؟؟



اين مظاهر السلطان حتى المشروع و الضروري منه؟؟



لكن عمر  لم يكن رجل سلطان لأنه فوق السلطان وهو لا يستيعير


عظمته من شئ خارج نفسه.إنما يهب العظمة لكل ما يتقرب منه



ويتصل به  

ليست هناك تعليقات: