يا راقد الليل
تزود مــن الدنيـا فإنـك لا تـدري = إذا جنَ ليلُ هل تعيشَ
إلى الفجـرِ
فكم من صحيحٍ مات من غيـرِ علـةٍ = وكم من سقيمٍ عاش حيناً من الدهرِ
وكم من صغارٍ يرتجى طولَ عمرِهـم = وقد أُدخلت أجسادُهم ظُلمةَ القبـرِ
وكم مـن عـروسٍ زينوها لزوجِهـا = وقد نُسجت أكفانُها وهي لا تدري
أبُـدلّ الليل لا تسري كواكبه
أم طال حتى حسبت النجم حيرانا
تلك القبور التي غيبت فيها أجساد تحت التراب ..
تنتظر البعث
والنشور وأن ينفخ
في
الصور ..اجتمع أهلها تحت الثرى ..
ولا يعلم بحالهم إلا الذي يعلم السر وأخفى
نعم ..
إنه الموت ..
أعظم تحدٍّ تحدى الله به الناس أجمعين
الملوك والأمراء ..
والحُجّاب والوزراء ..
والشرفاء والوضعاء ..
والأغنياءوالفقراء
كلهم عجزوا أن يثبتوا أمام هذا التحدي الإلهي
قل فادرؤوا عن أنفسكم الموت
إن كنتم صادقين
يا راقد الليل مسروراً بأوله ...... إن الحوادث قد يطرقن أسحارا
كم قد أبادت صروف الدهر من ملكٍ ... قد كان في الدهر نفّاعاً وضرارا
يامن يعانق دنيا لا بقاء لها .... يمسي ويصبح في دنياه ســفارا
هلّا تركت من الدنيا معانقةً؟ .... حتى تعانق في الفردوس أبكارا
إن كنت تبغي جنان الخلد تسكنها .... فينبغي لك أن لا تأمن النارا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق