وشاب قلبه معلق بالمساجد
اليوم بعد صلاة الفجر
كنت وأخي أمام باب المسجد عندما مر عم
"فلان" المقعد على عربته .. فنظر
إلي
بابتسامه تطمئن القلب ..
هو رجل كبير ..
لم يبق
في شعره السواد أبداً
.. مرض
بمرض لا أعلم ما هو ..
ولكن ما أعلمه انه فقد
الحركة كلياً..
قال العم: كيف حالك يا بني؟
ابتسمت واقتربت منه ومددت يدي
.. وذهلت عندما لم يرفع يده
.. فبسرعة ومنعاً
لإحراجه ..
أكملت مسيرة يدي إلى موضع يده على
فخذه
.. ورفعت يده ولممتها بين يدي .. وابتسمت ..
قلت: حياك عمي ..
أنا بأتم عافية والحمد لله .. كيف
حالك أنت؟..
فرد: الحمد لله ..
وكان مبتسماً بخجل ومحرجاً على أنه
لم يستطع رفع يده ..
ما جعلني أؤنب نفسي على ما فعلت.
مد أخي يده بنفس الطريقة .. ثم دعا
لنا ..
وبدأ من كان معه بتحريك العربة مبتعداً
إلى بيته الواقع أمام المسجد مباشرة.
بدأ حوار بسيط بيني وبين أخي .. كان بدايته ..
ورجل قلبه معلق بالمساجد ..
نظر إلي أخي..!!
فقلت: انظر كيف انشأ مصعداً خارجياً في بنايته ..
وكسر احد جدران غرفته ..
بحيث يدخله الحارس في المصعد،
ويصعد إلى غرفته لتستقبله زوجته
وتدخله ..
انظر كيف مهد على هذا الرصيف طريقاً
لكرسيه المدولب
.. وانظر إلى درجات المسجد ..
أيضاً بنى بها ما يساعده في توصيله
إلى المسجد ..
مع انه مقعد .. ولا يستطيع حتى رفع يده .. لم
يترك الصلاة في المسجد أبداً ..
في كل الفروض .. ما شاء الله لا قوة إلا
بالله.
أخي: ما عذرنا ونحن بصحتنا ..
انظر إلى عم فلان مكانه أمام المنبر
منذ ما يزيد على عشرون
عاماً تجده في مكانه أحياناً قبل الأذان
وهو الإمام بعد الإمام ..!!
وانظر إلى عم فلان ومكانه خلف الإمام مباشرة ..
ويأتي مبكراً كي لا يأخذ احد مكانه ..
ويؤذن أحيانا .. وعم فلان وعم فلان
...
قلت: سيظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ..
قلت: سيظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ..
فهؤلاء هم من قيل فيهم "ورجل
قلبه معلق بالمساجد"
.. منذ أن سكنا في هذا الحي ..
وهم في نفس مكانهم منذ ما يقرب الـخمسة وعشرون
عاماً
.. ستشهد الأرض لهم .. فهنيئاً لهم
..
اتبعته لحظة صمت طويلة ..
وتنهيدة ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق