الأسد والثعلب المكار
أستطاع الثعلب بمكره وذكائه أن يقترب من الملك
الأسد وأن يكون صديقا له يشاوره في
كل شيء
ويأخذ بأمره في كل شيء شعرت حيوانات الغابة
كلها بالغيرة من الثعلب وكان
الذائب أكثرهم غيرة
فقرر أن يحتال على الأسد ويوسوس في
نفسه ضد
الثعلب حتى يأخذ مكانه وذات يوم مرض الأسد الملك
ولم يقدر على الخروج من عرينه لم
يراه أحد من
الحيوانات طوال النهار وفي المساء
قررت الحيوانات
كلها أن تجتمع عند عرين الملك
لزيارته وتطمئن
عليه وجذها الذائب فرصة لينفذ فكرته ضد الثعلب فطلب
منهم أن لا يدعوه لذهاب معهم على
السهر عند عرين
الأسد وحين صار القمر المدور في
السماء كرغيف
الخبز فوق قمم الأشجار وراح ينير الدنيا راحت
الحيوانات كلها إلى عرين الأسد
وجدوه مريضا
بالفعل قررت الحيوانات أن تقيم حفل سمر للملك
فربما كان يشعر بالوحدة أعدو مجلسا
في الساحة
أمام العرين صنعوا لأنفسهم كراسي من الصخور
وجذوع الشجر الجافة وصنعوا للملك
كرسيا على
حافة الربوة وأجلسوه عليه دقت الغوريلا على صدرها
دقات إيقاعية كدقات الطبول ساعدها القرد وراح ينقر
على جذع شجرة جاف بفرع شجرة صغيرة ووقف
أرنب صغير بين أقدام الملك وراح
يغني عم الجميع
بالسعادة والرضا والسلام رقص
الحصان على دقات
الطبول قفز القرد على ظهره وتشاركا في الحركة
ولم يمض وقت طويل إلا وهم جميعا
يرقصون تعبت
الحيوانات من الرقص والغناء جلس كل منهم في مكانه
وراحوا يتسامرون وراح الذئب يؤلف
حكايات عن ذكائه
وعلى قدرته في فهم الأمور تذكر الأسد الملك أمر الثعلب
بحث عنه بعينيه فلم يجده فسألهم عنه رد الذئب قائلا
حين ظن أن جلالتك مريض شعر
بالسعادة وامتنع عن
الحضور وراح يبحث عن أسد أخر يقنعه بأن يكون ملكا
من بعدك جن الملك وراح يزأر يمينا و شمالا أمر كل
الحيوانات ذات المخالب والأنياب أن
تبحث عن الثعلب
وتحضره إليه حالا وكانت المفاجأة
جاءهم صوت الثعلب
يقول أنا هنا مولانا الملك نظرت الحيوانات كله في مصدر
الصوت راو الثعلب وهو يسير وسطهم واثقا من نفسه ليس
خائفا يتقدم ناحية كرسي الأسد وقال
سمعت ما قاله الذائب يا سيدي
وهو مخطئ أنا لم أذهب للبحث عن ملك
جديد يأتي من بعدك
أطاع الله
عمرك لكنني حين عرفت مرضك كان لابد
أن أبحث إليك عن
علاج نسى
الأسد غضبه على الثعلب وقال بلهفة
هل وجدت علاج قال
الثعلب وهو ينوي الإيقاع بالذئب
الذي تأمر عليه وقال
نعم يا سيدي إنه كبد هذا الذئب
ويجب أن تأكله دافئا وقبل
أن يهرب الذائب كان الأسد قد وثب في الهواء وحط فوقه
وهكذا دفع الذائب حيات ثمنا لتأمره
على الثعلب وتعلمت
الحيوانات أن كل من يتآمر على غيره فهو في الواقع يتآمر
لهلاك نفسه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق