الخميس، 29 مارس 2012

رسالة أهل سرقسطة الأندلسية إلى المسلمين !!




رسالة أهل سرقسطة الأندلسية إلى المسلمين !!





إذاتكاسل المسلمون عن نصرة إخوانهم أثم الجميع وصاروا مسئولين أمام الله يوم القيامة،ولن يرحمهم التاريخ الذي سوف يسطر هذا التخاذل وترك نصرة المسلمين المستضعفين، ولنيكون هناك مجد ولا فخر بأي عمل, هذا جزء من رسالة أهل سرقسطة الأندلسية إلىالمسلمين على مر العصور فما تفاصيل تلك الرسالة؟ وما علاقتها بواقع المسلميناليوم؟
رسالة أهل سرقسطة الأندلسية إلى المسلمينإن الحمدلله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.. وأشهدأن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.. أما بعد:
اتفقأهل العلم أن الجهاد نوعان: جهاد قصد وطلب وجهاد دفع.. ونظرًا لحالة المسلمينالمتردية فإن جهاد القصد والطلب قد اختفى من حياة الأمة باختفاء الخلاقة الإسلاميةوآخرها العثمانية، فلم يعد للأمة سياجها الحامي ودرعها الواقي والذي منه تخرجالجيوش لنشر الدين، وصار التركيز الأكبر على جهاد الدفع لما نراه من هجمة شرسة علىالإسلام وأهله ودوله..
وقالأهل العلم أنه إذا تعرض بلد إسلامي لهجوم الأعداء وجب على جميع أهل البلد كبارًاوصغارًا، رجالاً ونساءً، الدفاع عن البلد، وإذا عجز أهل البلد عن الدفاع وجب علىأهل البلد المجاور الاشتراك في نصرة إخوانهم، وإذا عجز البلد المجاور انتقل الوجوبللأقرب فالأقرب، وإذا تكاسل المسلمون عن نصرة إخوانهم أثم الجميع وصاروا مسئولينأمام الله  يوم القيامة، ولن يرحمهم التاريخ الذي سوف يسطر هذا التخاذل وتركنصرة المسلمين المستضعفين، ولن يكون هناك مجد ولا فخر بأي عمل كائنًا ما كان طالماأن صفحات التاريخ ستسطر الخزي والعار الذي ستجلل به كل الأمم، والعجيب أن هذاالأمر ما زال يتكرر في كل عصر وزمان كأن المسلمين ما وعوا درسًا ولا قرءواتاريخًا.
هذهرسالة أرسلها أهل مدينة سرقسطة لإخوانهم المسلمين بالأندلس يطلبون منهم النصرةوالعون ضد عدوهم الصليبي وذلك سنة 512هـ. وهي رسالة تكاد تنطق على واقع المسلمينالآن، وهذه الرسالة أرسلها أهل المدينة للأمير تميم قائد جيوش المرابطين بالأندلسوالذي خاف من لقاء العدو واستضخم قوته، فجبن عن لقائه وترك إخوانه نهبًا للكلابوالذئاب من أعداء الإسلام..
وجاءفي الرسالة ما يلي: "وما كان إلا أن وصلت -يعني الأمير تميم- وصل الله بركبتقواه على مقربة من هذه الحضرة, ونحن نأمل منك بحول الله أسباب النصرة بتلكالعساكر التي أقر العيون بهاؤها وسر النفوس زهاؤها، فسرعان ما انثنيت وما انتهيتوارعويت وما أدنيت خايبًا عن اللقاء ناكصًا على عقبيك عن الأعداء، فما أوليتناغناء، بل زدتنا بلاء، وعلى الداء داء بل أدواء، وتناهت بنا الحال جهدًا والتواءً،بل أذللت الإسلام والمسلمين واجترأت فضيحة الدنيا والدين، فيالله ويا للإسلام، لقداهتضم حومه وحماه أشد الاهتضام إذ أحجمت أنصاره عن إعزازه أقبح الإحجام، ونكصت عنلقاء عدوه، وهو في فئة قليلة ولمة رذيلة وطائفة قليلة، فما هذا الجبن والفزع وماهذا الهلع والجزع، بل ما هذا العار والضياع..
أتحسبونيا معشر المرابطين وإخواننا في الله المؤمنين إن سبق على سرقسطة القدر بما يتوقعمن المكروه والحذر أنكم تبلعون بعدها ريقًا، وتجدون في سائر بلاد الأندلس عصمهاالله مسلكًا من النجاة أو طريقًا.. كلا، والله ليسومنكم الكفار عنها جلاءًوفرارًا، وليخرجنكم منها دارًا فدارًا، فسرقسطة حرسها الله هي السد الذي إن فتقفتقت بعده أسداد، والبلد الذي إن استبيح لأعداء الله استبيحت له أقطار وبلاد..
فالآنأيها الأمير الأجل, هذه أبواب الجنة قد فتحت، وأعلام الفتح قد طلعت، فالمنية لاالدنية، والنار لا العار، فأين النفوس الأبية، وأين الأنفة والحمية، ولن يسعك عندالله ولا عند مؤمن عذر في التأخر والارعواء من مناجزة الكفار والأعداء، وكتابناهذا أيها الأمير الأجل, اعتذار تقوم لنا به الحجة في جميع البلاد، وعند سائرالعباد في إسلامكم إيانا إلى أهل الكفر والإلحاد ونحن مؤمنون، ومهما تأخرتم عننصرتنا فالله ولي الثأر منكم ورب الانتقام، ويغنينا الله عنكم وهو الغني الحميد".
هذهالرسالة التي تقطر دمًا وحزنًا وكمدًا على تخاذل المسلمين عن نصرة إخوانهم تقررلنا عدة نقاط هامة مستقاة من نص الرسالة:
1-أن أعداء الله  مهما عظمت قوتهم وطغى نفوذهم إنما هم فئة قليلة ولمة رذيلة إذا ماكان أمامهم جند الإسلام المخلصون.
2-أن ترك نصرة المسلمين المستضعفين في شتى بقاع الأرض لا سبب وراءه سوى حب الدنياوكراهية الموت وكراهية مفارقة اللذات والشهوات، حتى صار أعداء الإسلام أجرأ علىالموت منا، وأين جند المسلمين الآن من مقولة خالد بن الوليد لرسول هرقل: "لقدجئتكم برجال يحرصون على الموت كما تحرصون أنتم على الحياة".
3-أن المسلمين إذا تخاذلوا الآن عن نصرة إخوانهم وأسلموهم لعدوهم فإن الدور حتمًاسيأتي عليهم، وسيأتي عليهم اليوم الذي تدور عليهم الدوائر ويقعوا فريسة للعدو،فعقلية ابن نوح  ما زالت تحكم المسلمين ويظنون أنهم بمنأى من الطوفان، وإذا انهدمالسد وانثل الجدار فلا أرض تبقى ولا دار.
4-أن المسئولية أمام الله  جسيمة وهائلة فأين الاعتذار من هذا الخذلان وترك نصرة المسلمين،والسنة الماضية أن الله  ولي الثأر، وهو عزيز ذو انتقام.
فهلوعى المسلمون مضمون الرسالة‍‍‍‍!!
المصدر:موقع مفكرة الإسلام.

ليست هناك تعليقات: