تبًا للمال
قال تعالى :'' يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون '' التوبة -35
تبّاً للمال إن لم تفكّ به الأزمات ،
ياكم بات الغني مستأنساً ، فاستقبله الصباح بشمس الفقر الحارقة ! .
مامجموع أموال المسلمين وخزائن دولهم ؟؟ اثنان ونصف بالمائة فقط
هوالمبلغ الكافي لعلاج مشكلة الفقر والسؤال الأهم .. أين هذه الأموال ! ،
وفي ذاك مؤشر قوي على إهمالنا للركن الثالث من أركان الإسلام ، والذي
أرسى ضرورة التكاتف الاجتماعي ، وأن لا يكون المجتمع المسلم " أنانياً "
يرتع فيه الأغنياء بالرفاهية .. ويذوق المحتاجون فيه ألوان التعاسة .
ولأن المال من أدق معايير النزاهة فإننا رأينا أن مَن يمسك بزمام
الاقتصادات الضخمة يكتشف مؤخراً أنه يمتلك أرقاماً مهولة كان مؤمّناً
عليها من قبل الشعوب ، فلو استغلت لما تفاقم الفقر في عامة الدول ! .
بسببك يا مال ينزل الإنسان من " مقامه الرفيع " إلى أودية سحيقة من الاحتيال
والغش والخداع .. وبالطبع فلو كان قلبه حياً لثبت أمام عظمتك الزائفة ..
عجبٌ لك يا فتّان نشتريك لنفرط بأغلى منك .. ثم ندعك بعد جهدٍ جهيد لينعم بك غيرنا ! ،
كم أب باع ابنته الشابة الجميلة لكهلٍ قتل حياتها البريئة من أجلك ، وما أكثرَ ما تسببتْ محبتك في كره زوجةٍ لزوجها ! ، أو العكس !! .
وكم يدٍ تلطخت بالجريمة لتبقَ مسيطرة عليك وعلى صديقك المتغطرس " الجاه " ،
وما أرواح الشعوب اليوم التي طالبت في الحرية فسحقت .. إلا خير شاهدٍ :
سأدلقُ من حبرِ الفؤادِ مدامعاً # بها لونُ نزفِ القهرِ والشهداءِ
" أتسرقُ " أوطانَ الخلودِ بطعنةٍ # وتُهدي " عدواً " قبلة َ الجبناءِ !! .
ولا تقل يا مال أن بريقك السراب لم يكن دافعاً لعداءات الأقربين ، ولا للؤمِ الأنفس الضعيفةِ .. والمتسولين ،
وكلنا نهيب بأي مسؤول أُمّن علىك أن يرعى حق الله في تلك الأمانة .. بدايةً من الوكيل على أموال اليتامى ،
ومنتصفاً بجهات " مصالح الزكاة والدخل " التي تنهال عليها الأموال من كل الاتجاهات أن توجهها إلى طريقه الصحيح وأن يكون المسؤولون فيها
على قدرٍ كبير من الأمانة ومناصحة من يعنيهم الأمر في استغلال هذه الأموال استغلالاً حكيماً ، وإيجاد الحلول الذكية لوسائل البحث عن الفقراء فعلاً .. !
ونهاية بمن يهيمنون على خزائن بيوت المال ، فمؤكد أنهم سيسألون أمام الله عن الأرملة التي دمع قلبها من ألم الفاقة ،وعن الحسابات الضخمة التي حازوا عليها وسيقال لهم في يوم لا تخفى فيه خافية من أين لكم هذا ؟ . مثل ما أنهم كانوا يسألون نفس هذا السؤال لغيرهم ..
ولاسم المال من نصيبه الكثير فهو يميل من هذا لذاك ، ومن دولة لأخرى
ولو عدنا بالزمن إلى الوراء لوجدنا بعض الدول الغنية الآن كانت تقاسي
فقراً مدقعاً ثم انهالت عليها " خيرات الله " .. وإن لم ترعَ حق الله فيها _ هي وشعوبها _
واستخدمته في الاستبداد ، والظلم ، والفساد ، والإسراف ، والكفر بالنعم .. فليس غريباً أن يسلب الله ممن يمتلك تلك الخزائن خزائنه .. ! .
وكم اغتر، أو سكت ، أو نافق ، الطامعون في العيش الرغيد وتوالي الهبات المالية وخانوا أوطانهم ومراكزهم الاجتماعية بسبب هذه الوريقات المتطايرة من قدر إلى قدر .. ! . ما أبشع البشع حينما يجعلنا نعيش عيشة بشعة .
إن الصدق مع النفس لهو أغلى من كل المطامع ، وإن الثراء الحقيقي هو ثراء النفس " بالكرامة " التي تجنب الإنسان كل مسارات الدناءة ،
يغضب المال من البخيل ،، لأنه قد كتم أنفاسه وراكم بعضه على بعض ،،
فلم يجعله يتنفس لتحيا بأنفاسه شجيرات الفقراء العطشى ،،،
قل لهؤلاء يا مال ما ذا فعل بك عثمان رضي الله ساعة العسرة لتخبرهم أنه أيقن بأن الدنيا
لا تساوي عند خالقها جناح بعوضة .
وبعد .. أيها البهرج الخداع .. أرجوك أن تجعلني أعرفك حق المعرفة .. ! .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق