رسالة إلى المتشائم
ربما تكون الكتابة طريقة قاصرة بعض الشيء للتعبير
عما يجول في وجداني من خطرات ,
لكنه العزاء فبه أنفس عن كثير من
المشاعر المتزاحمة بين ضلوعي وجوانحي.
مهما كانت الحياة قاسية ,
والدنيا خائنة ,
ومهما كانت الظروف سيئة والحظ رديئًا ,
ومهما كانت صورة المستقبل في عينيك باهتا .
لكنك قد تشعل شمعة ترى مستقبلك مضيئا ,
وتعزم على أن تغير من طريقة تفكيرك نحو الحياة .
أعلم أن الحزن عميق والجرح غائر والقوة
منهارة والجسيم عليل منهك والقلب خفت ضوؤه ,
أعلم كل هذا لكنها الحياة وهي لن تتوقف عليك
ولن يضرها أجزعت أم صبرت ,
ألعنت أم رضيت ,
بل ستسير بك أو بدونك ,
لذلك فكر قبل أن تكتسي بثوب السواد
وقبل أن تتخذ من الجحيم دارا ومستقرا
, فكر في الأمر جيدا واعلم أن مصائب
الدنيا كلها لا تساوي لحظة
نعيم أبدي في جنات الخلد .
إنها حياتك وأنت مسؤول عن تصرفاتك
ولكن لماذا لا تجعل السعادة عادة ,
ولماذا لا تشيد في داخلك أعمدة الإيجابية والتفاؤل .
أنت محاسب على عمرك فاجعله فيما يرضي الله تعالى ,
قد تقول إنه الماضي ,
وأنا أقول إنك في الحاضر .
فانس الماضي بحلوه ومره ولا ترجع إليه
إلا إذا أردت أن تستفيد منه .
ليس من قال :
إن الذي ليس له ماض ليس له حاضر ولا مستقبل بصائب ,
بل كن مستقبلا بلا ماض وانطلق نحو
الحياة بثوب جديد وعمل فريد ونية
معقودة وأمل تطمح بالوصول إليه
وهدف تتطلع عليه وحصيلة تريد أن
تحققها وسعادة تريد أن تركن إليها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق