لا تكن كهذا الثعلب وتنسى نفسك !!
لا تكن كهذا الثعلب وتنسى نفسك !!
يحكى ان ثعلبا بعد ان اضناه الجوع ،،
راح يغدوا من هنا وهناك ويمضي يبحث عن طعامٍ ليسد به رمقه!!
فعثر على كهف ضيق في نهايته اناء
يحتوي ما لذة وطاب وما يشتهى من اصناف المأكولات والطعام
فوثب داخل الكهف وسارة بلطف لضيق الجدار حتى
وصل الى الاناء واخذ يرتع منه ويأكل حتى امتلئت بطنه!!
وحينما حاولة العودة من حيث جاء عجز عن ذلك
لانه ما عادة يمكنة السير في ذلك النفق الضيق به بعد ان
انتفخت مَعدتُه بالطعام !!
فمر به ثعلب عجوز عرف القصة من بدايتها
وخبر الحكاية من اولها ،، فقال له:
ابق مكانك حتى تجوع وتعطش وتخف وتنحف وعندئذا تتمكن من الخروج من جديد!!
ودعوني هنا اقول ،، لاتكن كهذا الثعلب وتنسى
نفسك عندما يُنعم الله عليك بنعمة ،، ولاترعِها حق رعايتها!!
فتضطر ان تجوع وتعطش من جديد!!
لاتكن كهذا الذي انعم الله عليه بسيارة من احدث الموديلات ،،
واشتراها بأثمن الاسعار ،، وراح يطارد بها في
الشوراع متباهيا ،،
ومزهوا ،،
يتحارش بتلك ،،
ويقلد على ذلك ،،
حتى انتهى بحادث مؤسف وقضي
بقية حياته مشلولا ،، لايقدر على الحركة ،،
لانه ببساطة ما راعى نعمة الله عليه
حق رعايتها!! واكل حتى امتلئت بطنه!!
ومن النساء من ينعم الله عليها بالجمال الاسر ،،
والوجه الساحر والفاتن ،، فتستغل ما انعم الله
عليها في ما لايرضيه،، فتقلد على تلك
الاقل منها جمالا وتضحك على ذلك المغفل الذي
يلهث ورائها،، وهاهية تقضي ايامها بالحفلات والسهرات والرقصات
وما ان تصل الى ارذل العمر ،،
ويزول الجمال ويتجعد الوجه،، حتى تجد نفسها وحيدة ،،
ومعزولة عن المجتمع !!
فكل من كان يرغب بها لم يرغب بها لنفسها ولشخصها ،،
بل لجمالها الذي ازله الزمن وحوله الى تجاعيد !!
فأكلها المجتمع حتى امتلئت بطنه منها!!
وكم شاهدنا من الذين انعم الله عليه بالمال ،،
فراح يصرفها على ما حرم الله ،، من متاع الحياة الزائلة ،،
ويأكل كما
تأكل الانعام ،،
حتى اصابه مرض والعياذ بالله من تلك الامراض
الخبيثة نتيجة افراطه واسرافه،،
فما نفعته ثروة ولا مال ولا شركات ولا عقارت!!
وياليته راع تلك الاموال حق رعايتها!!
وذلك الذي انعم الله عليه بالصحة والجسد والعافية ،،
وارد ان يصبح فرعون زمانه ،،
وشقي المنطقة ،، فهو يسب هذا ،،
ويتشاجر مع ذلك ،، ويضرب الاخر ،،
فما احترم صغيرا ولا كبيرا،، حتى ابتلاه الله
بشجار خرج منه مشلولا مكسورا ،،
لايعرف له حال ولا مأل !! فأصبح طريح الفراش بالكاد يلفظ اسمه!!
واخر انعم الله عليه بدراسة في الخارج كحالي ،،
فظن المسكين ان لن يقدر عليه احد وماعاد يراقبه احد ،،
وانه تحرر من قيود العائلة
والمجمتع ،، وراح يرتكب ما نهاه الله عنه ،،
وكيف لا وهو في بلد الحريات والملذات ،،
ولاتوجد رقابات ،، ونسي ان
الله مطلع عليه ويراه ،، فأضاع مستقبله ،،
ودمر حياته ،،
وقال ياليتني ارُد فأعمل غير الذي كنت اعمل !!
ولكن هيهات !!
والكثير الكثير من القصص ...
احبتي في الله ،،
كم نحن محتاجين الى تدبر قول الله
( وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)
اذا انعم الله عليك بنعمة ،،
فراعها حق رعايتها ،،
واعلم ان الله سائلك عليها وماذا فعلت بها وكيف تصرفت بها
( ثم لتسألن يومئذ عن النعيم )
واعلم انك اذا اردت ان يبارك الله لك فيما رزقك ،،
فشكرهُ عليها وتذكر قوله
(لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ)
فشكُر الله على نعمه التي انعمها عليك،،
وراعها حق رعايتها ،، واسال الله من فضله ،،
ولاتغريك اوضاعك ،، ولاتلهيك احولك ،،
ولاتكن من الذين اسرفوا واترفوا وتفاخروا وتباهوا
وتذكر ان الذي اعطاك قادر على ان يحرمك ،،
ويعذبك بما انعمه عليك ان لم تحسن التصرف به واستعماله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق