الاثنين، 20 فبراير 2012

حديث مع نفسي




حديث مع نفسي


أردت اليوم أن أكسر عادتى بعيداً عن خريجى الحقوق ....


 سأضع لكم إحدى كتاباتى ...

 وهى تعتبر أول مرة أضع موضوع هنا ....

 لذلك أتمنى أن ينال رضاكم ....

 

 
حديث مع

 نفسى الأمارة بالسوء


ذات يوم وأنا أقف أمام المرآه ..

.. تأملت فى وجهى ..

. ما هذا !!! ..

. أذهلنى وأدهشنى ما رأيت ..

.. الإبتسامه على شفتاى فى حين الدموع تتساقط من عيناى .

.. ما هذا التناقض الغريب والإختلاف الرهيب ..

. تحيرت كثيراً مما رأيت ....

 فسألت نفسى عن سبب هذا التناقض ؟؟؟ .

. أضحك وأبكى !!! كيف ؟؟ ....

. فأجابت نفسى برد زادنى حيرة فوق الحيرة ...

. حتى أننى تمنيت لو لم أسمع ردها ....

. فقد أخبرتنى بالسبب ...


قالت : تضحك وتبكى فى نفس الوقت على حال نفسك وعلى حال البشر ....
 تضحك حين ترى الخير فى تلك الدنيا ....
 وتبكى حين ترى الشر من الكثير من البشر ...
 إختلطت المفاهيم والمعانى فى هذا الزمان ....
 الطيبه أصبحت سذاجه والمكر أصبح ذكاء ...
التواضع أصبح ذل والتكبر أصبح عزه ....
اللين أصبح ضعف والغلظه أصبحت قوة .....
 ومازلت تتسائل عن سبب بكائك ؟؟؟....

فقلت لها : ما هذا يا نفسى ؟؟ ...
 هكذا تفكرين ؟؟؟ ....
 هكذا أنتى ؟؟؟ ...
هل ترين الطيبه والتواضع واللين صفات مذمومه

 فى حين أن المكر والتكبر والغلظه صفات محموده فى هذا الزمان ....

 هل إنعدمت الأخلاق ؟؟؟ ...

 هل حسن الخلق لم يكن له مكان فى زماننا ؟؟؟؟

 ألم تسمعين قول النبى صلى الله عليه وسلم

(أكثر ما يدخل الناس الجنة، تقوى اللّه وحسن الخلق) ....

 ألم تسمعين قوله لأبى هريره (يا أبا هريرة! عليك بحسن الخلق) .....

 ألم تسمعين قوله (إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم) ....

 ألم تسمعين قوله (أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً ) ....

 ألم تسمعين قوله (والكلمة الطيبة صدقة ) .....

ألم تسمعين قوله (وتبسمك في وجه أخيك صدقة ) .....

 ألم تسمعين قوله (وخالق الناس بخُلق حسن ) ....

ألم تسمعين قوله ( إن أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحسنكم أخلاقاً ) ........

 بهذه السهولة أتبعتى ما يقال هذا الزمان ونسيتى ما أمرك الله ورسوله به ....

 أتتبعين قول العباد وتنسى قول رب العباد ....

كم ستعيشين ؟؟؟؟ ... 70 , 80 , 90 ,,,,, 100 سنة ؟؟؟ ....

أيصعب عليكى أن تتألمى تلك السنوات المعدودة من كلام بشر

وتنسى أنكى ستتألمى إلى ما لانهاية فى الأخره إذا أتبعتى قول هؤلاء البشر ....

 تتألمى تلك السنوات المعدوده فى الدنيا أم عذاب الأخره الذى ليس فيه موت ؟؟؟؟ ....

 أتتبعين كلام البشر وقد قال الله تعالى (وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله ) ....

.ألهذه الدرجه أصبحت الطيبه سزاجه فى زماننا ....

 أتتركيها بسبب مهاترات....

 أتتركى اللين بسبب سخافات .....

أتتركى التواضع بسبب تفاهات ....

ثم من قال لكى أن الطيبه سزاجه ....

من قال لكى أن المسلم لا يستطيع أن يكون طيباً ولكنه ليس ساذجاً بل يمتلك الذكاء ....

 من قال لكى أن المسلم لا يستطيع أن يكون متواضعا ولكنه ليس ذليل بل يمتلك العزه ....

 من قال لكى أن المسلم لا يستطيع أن يكون ليناً ولكنه ليس ضعيف بل يمتلك القوه ....

نعم ....

ستعلمين ذلك من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ....

 كان يمتلك اللين والرحمه والطيبه والتواضع ...

 وكذلك يمتلك القوه والعظمه والعزه والذكاء ....

 كان يجمع بين الأثنين ....

رحيم مع المسلمين ومع غير المسلمين إذا عرفوا حدودهم

أما إذا تعدوها كان ذو عزه وقوه وعظمه فى أخذ حق المسلمين ....

. متواضعاً فى تعاملاته ولكن الأعداء كانوا يهابونه ولا يعتبروا تواضعه ضعف ....

 ليناً فى تصرفاته ولكنه لم يكن ذليلاً أبداً بل هو حاملاً لرسالة الإسلام التى أعزنا الله بها ......

 يانفسى .....

 أتبعى سيرة الرسول ....

 ستعرفين أنكى تستطيعى إمتلاك صفات حسن الخلق فى

 حين أن العباد يحترموكى ولايعتبروا هذه الطيبه سزاجه

 وهذا اللين ضعف وهذا التواضع ذل ذلك عن طريق سنة الرسول ......

 وحتى إذا أعتبروا تلك الصفات هكذا فماذا يحزنك من حديثهم هذا ؟؟؟

أتتبعين الله ورسوله أم كلام العباد؟؟؟ ....

توبى يانفسى وتمسكى بسنة الحبيب محمد ولاتجزعى وتتركى


 ما أنتى فيه وأبتعدى عن كلام العباد وإستهزائهم فأنتى عزيزه بالإسلام ....



ولكن ....


أكتشفت أننى أتحدث منذ وقت طويل ونفسى صامته ....


فقلت : ما بكى يانفسى صامته ؟؟؟ ....


فقالت : أعذرنى ....

 لا أخفيك سراً أننى تأثرت بحديثك ....

 ولكنى لاأستطيع مجاراتك فيه وإقناعك به ....

 فأنا نفس أمارة بالسوء ....


فضحكت مما سمعت منها ..


فقلت لها : إن كنتى أمارة بالسوء وستنقلبين ضدى مع كثير من العباد الداعون للسوء ....

 فسأظل أردد فوله الله تعالى (وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله) ....


فلن أبيع الأخره لأشتريكم ....

 لن أبيع رضاء الله لكى أشترى رضاكم ....

 رضا الله فى سخطكم ولا سخط الله فى رضاكم....

 فيكفينى رب العباد فقد توكلت عليه ولجأت له فسيكفينى إياكم ....

قال الله تعالى (وكفى بربك وكيلاً) ....

 حتى الشيطان ...يقول الله عز وجل له (عبادى ليس لك عليهم سلطان) .....


الله

 الله

 الله ....

 أنا سعيد للغاية من تلك الكلمة وهذا التعبير

 (عبادى) ألهذه الدرجه يقربنا الله إليه ...

 ألهذا الدرجة يحبنا الله فينسبنا إليه بعزته وجلالته ...

. لا إله إلا الله ..

. ولا حول ولا قوة إلا بالله ....

 يا نفسى أتسمعي ما أقول ...
 هل تفهمين ما أقول ..

. لماذا أنتى صامته ؟؟ ....


وفى لحظة إنفعالى تلك ....

 وإنتظارى ردها ...

. فزعت مما حدث ...

 شعرت بيد تطرق على كتفى ....

 فإنتبهت ونظرت خلفى سريعاً بإضطراب ...

من يطرق على كتفى ؟؟ ...

 وجدتها والدتى ...

 فهدأت وأخذت نفساً عميقاً لكى يطمئن قلبى بعدما

 كان متوتراً من النقاش الحاد الذى كنت أستخدم فيه كل جوارحى ....

 نظرت لى والدتى بملامح الذعر والقلق

 

وقالت : ماذا بك ياولدى ؟؟؟ ....



فتبسمت إحراجاً وهروباً وتفكيراً فى الرد ...


فقلت لها : كنت أتحدث مع نفسى الأمارة بالسوء ...


فزاد قلقها وشغفها ...


وقالت : نفسك ؟؟؟

 الأمارة بالسوء ؟؟؟؟

 هل أصابك مكروه ؟ ...


فقلت لها : (وبشر الصابرين) ....

 فقط أريد دعواتك ...


ثم أدرت وجهى لكى أبتعد عن هذا المكان وعن تلك المرآه فى

حين نظرات والدتى تلاحقنى بالدهشه ....

إلا أنها إنتبهت أننى طلبت منها الدعاء فسمعتها تدعوا

 لى بالستر والصحة والعافية والبركه ورضاء رب العالمين ....


فقلت بصوت خافت : نعم ...

 هو رضاء رب العالمين ...

 

أتمنى أن تكون كتابتى نالت رضاكم ....

 وأنتظر النقاش حول الأمر :


هل بالفعل أختلطت الأمور وأصبحت الأخلاق صفة ذميمة ؟؟؟


هل يستطيع الإنسان الملتزم الصمود أمام كلام البشر ؟؟؟

هل يستطيع المسلم التمسك بالقيم والأخلاق وفى نفس الوقت

محافظاً على شخصيته القوية أمام الأخرين ؟؟؟

وهل فعلاً حسن الأخلاق يقلل من نظرة الأخرين لك من

ناحية شخصيتك ووصفك بالضعيف ؟؟؟

لماذا فى رأيك الطيبه أصبحت سذاجه ؟؟ هل العيب فى التربية أم أنت أم الأخرين ؟؟؟

لماذا اللين أصبح ضعف ؟؟؟ هل العيب فى التربية أم أنت أم الأخرين ؟؟؟

لماذا التواضع أصبح ذل ؟؟؟ هل العيب فى التربية أم أنت أم الأخرين ؟؟؟

ما الحل ؟؟؟ وكيفية التمسك بحسن الخلق فى حين ظهور شخصيتك بشكل معتدل ؟؟؟


 منقول دعواتكم للكاتب والناقل



ليست هناك تعليقات: