السبت، 29 ديسمبر 2012

العجب من صبر أم جميل





العجب من صبر أم جميل








 
قال الأصمعي :


 خرجت أنا وصديق لي الى البادية ، فضللنا 



  الطريق ،فاذا نحن بخيمة على يمين الطريق فقصدنا نحوها


فسلمنا فاذا عجوز تردُ السلام ، ثم قالت : من أنتم ؟ قلنا قوم ضللنا الطريق،وأَنِسْنا بكم ، وقوم جياع ،فقالت :


ولُّو وجوهكم حتى أقضي ما أنتم له أهل .


ففعلنا وجلسنا على فراش ألقتُه لنا ، واذا ببعير مُقبل وعليه راكب ، واذابها تقول : أسال الله بركة المُقبل ، أما البعير


فبعير ولدي وأما راكبه فليس بولدي .


فجاء الراكب فقال : يا أم عقيل السلام عليكِ ، أعظم الله أجرك في عقيل ! فقالت : ويحك أوقد مات عقيل ؟قال : نعم



قالت : ماسبب موته ؟ قال : ازدحمت عليه الابل فرمت به في البئر .


فقالت : انزل ،ودفعت له كبشاً ونحن مدهوشون ، فذبحه وأصلحه وقرب الينا الطعام ،فجعلنا نتعجب من صبرها .



فلما فرغنا ،قالت : هل فيكم أحداً يحسن من كتاب الله عزوجل شيئاً. قلنا :نعم ،قالت : فاقرؤوا علي آيات أتعزى بها



عن ابني ،قال :قلت:
(وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون أولئك عليهم صلوات من


ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون).

قالت :آلله انها لفي كتاب الله؟قلت :والله انها لفي كتاب الله ، قالت : انا لله وانا اليه راجعون ،صبراًجميلاً وعند الله


أحتسب عقيلاً.....


اللهم اني فعلت ما أمرتني به فأنجز لي ماوعدتني ،ولوبقي أحداً لأحد لبقي محمد صلى الله عليه وسلم لأمته .قال :


فخرجنا ونحن نقول: ما أكمل منها ولا أجزل ،لما علمت أن الموت لامدفع ولامحيص عنه ، وأن الجزع لايجدي نفعاً ،وأن


البكاء لايرد هالكاً ،رجعت الى الصبر الجميل والرضا بقضاء السميع العليم ،فاحتسبت ابنها لله عزوجل ذخيرة نافعة


ليوم الفقر والفاقة

 

ليست هناك تعليقات: