السبت، 15 ديسمبر 2012

ياأيها القبر كن للضيف متكأ








ياأيها القبر كن للضيف متكأ








  قصيدة رثاء كتبها الشاعر السعودي حمد العسوس في الفقيد وأبكت محبيه

بعد أن تسلمها الخميس ابنه سهيل غازي القصيبي"








احْتَرْتُ في الأمرِ .. والمَكْلُومُ يَحْتَارُ 
وَكَمْ تَعَصَّتْ - على المَكْلُومِ - أشعارُ

هذا الذي بين أيديكم جنازتُه 
بدرٌ .. وبحرٌ .. وإبداعٌ .. وأفكارُ

هذا الذي بين أيديكم جنازتُه 
نَوْءٌ .. وضوْءٌ .. وأشعارٌ .. وأسرارُ

هذا الذي بين أيديكم جنازتُه 
عِلمٌ .. وحلمٌ .. وإقدامٌ .. وإصرارُ

هذا الذي بين أيديكم جنازتُه 
مجاهدٌ .. مُخْلِصٌ .. حُرٌّ .. ومِغوارُ

مصيبةُ الناس - لو زادتْ مصائبُهمْ 
أنْ يفقدوا قمراً في ضوئهِ ساروا..!

سلوا المصابيحَ - كي تحكي حكايته 
سلوا المُعاقين - كي تبكيه آثارُ

سلوا المَصَحّاتِ - كي تروي مواقفهُ 
سلوا السفارات - كي ترثيه أخبارُ

سلوا الدواوين - كي تُلقيِ قصائده 
سلوا الروايات - كي تتلوه أحْبَارُ

يا راحِلاً .. ومياهُ النَّهر قد زَحَفَتْ 
لَسوْفَ تجري - على ذكراكَ - أنهارُ

وسوف نغزُو - على خيلٍ تركتَ لنا 
وسوف تمتدُّ - بَعد العُمرِ - أعمارُ

وسوف نمشي - على ضوءٍ سطعتَ بهِ 
وسوفَ تسطعُ أقمارٌ .. وأقمارُ

يا غازيَ الليل .. إنَّ الليل مُنهَزمْ 
مهما تَطَاوَلَ .. ، والإصباحُ هَدّارُ

بَنَيْتَ أوّلَ دَوْرٍ في انتقالتنا 
وسوفَ تَسْمُقُ - فوق الدَّوْرِ- أدوارُ

فارقُدْ بقبركَ - لا هَمَّاً تُطارحه 
فقدْ وفَيْتَ، ولم تهزمكَ أعذارُ

وارقُدْ - هنيئاً .. مريئاً .. وانتظرْ مطراً 
يهمي على عُشبِنا..، تتلوه أمطارُ

نَمْ - في سريرك - لا يأسٌ، ولا وَجَلٌ 
فإنّ مَن بدأ الإبحارَ سَيّارُ..!

أرثيكَ..؟ - لا - لستَ من تُرثى نهايتُه 
نهايةُ الرَّمزْ مِشوارٌ.. فمِشوارُ..!

أبكيكَ..؟ - لا - لستَ من نبكي حكايته 
مع الرَّحيلِ .. تُرى هلْ ماتَ بَشَّارُ..؟!

آهٍ - على راحلٍ أكفانُه حَمَلتْ 
أحلامَنا - وهي أغصانٌ، وأزهارُ.!

آهٍ - على راحلٍ أكفانُه حَمَلتْ 
صُبحاً تَشَكَّلَ، وازدانتْ بهِ الدارُ..!

يا أيُّها القبرُ.. كُنْ للضيف مُتَّكأً 
فضيفُكَ - اليومَ - مصباحٌ، ومسْبَارُ

وضيفُكَ - اليوم - عاش العُمْرَ مؤتلِقاً 
في كلِّ أرضٍ - له - قَدْرٌ، وإكبارُ

وضيفُكَ - اليومَ - مجبولٌ على ثقةٍ 
في بَرِّنا جَمَلٌ .. في البحرِ بحّارُ..!

ما كُنتُ أحسَبُ أنِّي سوفَ أفقدُه 
لكنَّها سُنَنٌ تجري، وأقدارُ..!!

للعيشِ تأخذُنا أسفارُ رحلتنا 
وسوفَ تأخُذُنا - للموتِ - أسفَارُ


  قصيدة رثاء كتبها الشاعر السعودي حمد العسوس في الفقيد وأبكت محبيه

بعد أن تسلمها الخميس ابنه سهيل غازي القصيبي"










التوقيع لـــ ِ

حمد بن أحمد العسعوس




ليست هناك تعليقات: