السبت، 1 ديسمبر 2012

أحسن إلى المحسِن بإحســانه



أحسن إلى المحسِن بإحســانه






يروى أن رجــلا كان يغشى بعض الملوك ،فيقوم بحَذاء الملك،فيقول:(أحسن إلى المُحسن بإحسانه ،والمسيئ سيكفيك مُسآته)

قال:فحسده رجل على ذلك المقام،فوشىَ به إلى الملك
فقال:إن فلانا الذي يقوم بحَذائك فيقول مايقول،زعَم أن الملك أبخَــــــــر[من البخَر وهو نتْن الفم].
فقال له المَلك:وكيف يَصِح هــذا عندي؟
قال :إذا وقف بين يديك،فادعُ به إليك؟فإنــه إذا دنا منك وضع يده على فمه كي لايشتمُ ريح البخــــــر.
قال له[الملك]:إنصرف حتى أنظــــــــر.
قال [الراوي]:فخـرج،فدعا الرجل إلى منزله،فأطعمه طعـاما فيه ثوم،ثم خــرج من عنده فجاء إلى الملك فقام بحذائه.
فقال[على عادته]:أحسن إلى المحسن بإحسانه، والمسئُ سيكفيه مساوئه.
فقال الملك في نفسه:ماأرى فلانا إلا قد صدقني ( وكان معروفا أنه لايكتب بخطه لأحـد إلا بجائزة أوصِلة أو معروف)،فكتب له بخطه إلى عامل من عماله[أي أمير من أمرائه]:إذا أتاك صاحب كتابي هذا فاذبحه واسلخه واحشُ جلده تِبْنا،وابعث به إليَ.
قال[الراوي]:فخرج والكتابُ معه،فلقيه الذي سعى[وشى]به.
فقال :ماهذا الكتاب؟
قال:كتاب كتبه ليَ الملكُ بخـطه.
فقال:احبوني به ،هبْهُ لي.
فقال:فدفع الكتاب إليه،فمضى الرجل إلى العامل،فلما قرأ الكتاب ،قال:أتدري مافيه؟
قال:كتابُ خطِ الملك بالحَبَايِر والصِلة.
قال:إن في كتابك يأمرني أن إذبحك،واسلخك وأحشُوَ جلدك تِبـــنا.وأبعثَ بك إليهِ.
قال : اللهَ، اللهَ، ليس هذا الكتاب لي إنما كتبه لغيري،راجـع إلى الملك فيَ.
قال: ليس لكتاب الملك مــراجعة.
قال: فذبحه وسلخه وحشاه تبــــــنا،وجاء الرجل فقام بحَذاء الملك.
فقال :أحسن إلى المحسن بإحسانه،والمسئ سيكفِيك مساوئه.
فقال له الملك:مافعلت بالكتاب الذي كتبتُه لك؟
فقال:لقيَني فلان فاستوهبني، فوهبته لــــه.
قال:إن فلانا ذكر أنك تزعم أني أبخر.
قال: معاذ الله،ماقلت هذا أيها الملك.
قال:فلِمَ وضعت يدك على فِيك حين قرُبت مني؟ قال: اطعمني طعامــــا فيه ثوم،فوضعت يدي على في(فمي)،كي لاتشم مني ريح الثوم.
قال صدقت،قم ذلك المكان، وقل كما كنت تقول.




ليست هناك تعليقات: