السبت، 29 ديسمبر 2012

لا تُهيِّئ كفني.. ما متُّ بعـدُ ** لم يزل في أَضلُعي برقٌ ورعدُ





لا تُهيِّئ كفني.. ما متُّ بعـدُ  


 










قصيدة للدكتور غازي القصيبي :

رحمة الله عليه




لا تُهيِّئ كفني.. ما متُّ بعـدُ! ** لم يزلْ في أضلعي برقٌ ورعدُ

أنـا إسلامـي.. أنا عـزَّتـه ** أنا خيلُ الله نحو النصر تعـدو

أنـا تاريخـي.. ألا تعـرفهُ؟ ** خالدٌ ينبضُ في روحي وسعـدُ

أنـا صحرائي التي ما هُزِمتْ ** كلّمـا استشـهدَ بنـدٌ ثار بنـدُ

قسـماً ما قفـز الخـوف إلى ** قبضة الفارس.. ما اهتزَّ الفرندُ

ما دعانـا الفتحُ إلا شمخـتْ ** هذه الصحـراءُ، فالكثبـان أُسْدُ 

**

لا تهيِّئ كفني.. ما زال لـي ** في صمودِ القِمم الشمّاءِ وعـدُ

لا تغـرّنّـك منّـي هدأتـي ** لا يمـوتُ الثـأرُ لكن يستعـدُّ

لا يغـرَّنـّك نصـلٌ موغلٌ ** في عروقـي.. فأنـا منه أحدُّ

لا يغـرَّنّـك عبـدٌ مرجفٌ ** بانتهائي.. لا يُخيفُ الحُرَّ عبـدُ

لا تهيّـئْ كفنـي.. يا سيّدي ** لـي مع الثـأر مواثيقٌ وعَهـدُ

أومأتْ لي عـزّةٌ مجروحةٌ ** ودعتني من خيام الأسـر هِنـدُ

وبـدا لـي مسجـدٌ مكتئبٌ ** دنَّستـهُ بوحـولِ البَغي رُبْـدُ

ذكرَ الإسـراءَ فاهتـزَّ أسى ** ولإسرائيـلَ في المحرابِ جندُ

أيها المسجد يا مسرى الهُدى ** إنّ وعـدَ الله حـقٌّ لا يُصَـدُّ

الصليبيـون أمـسِ ارتحلوا ** وغداً يمضي الصليبُ المستجدُّ 

**

قلْ لمن طار به الوهمُ اتئدْ ! ** ليس للظامئ في الأوهام وردُ

أيَّ سلم ترتجي من رجـل ** يدهُ بالخنجـر الدامـي تُمـدُّ

أيَّ سلمٍ ترتجي من رجـل ** ضـجَّ في أعماقه الحقدُ الألدُّ

ديـر ياسيـن على راحتـه ** لعنـةٌ تتبعـهُ أيّـانَ يغـدو

سترى إذ تنجلي عنك الرؤى ** إنّـه للحـربِ لا السّلمِ يُعِدُّ

إنَّ ما ضُيّعَ في ساحِ الوغى ** في سوى ساحتها لا يُستـردُّ

ليست هناك تعليقات: