لا تُهيِّئ كفني.. ما متُّ بعـدُ
قصيدة للدكتور غازي القصيبي :
رحمة الله عليه
لا تُهيِّئ كفني.. ما متُّ بعـدُ! ** لم يزلْ في أضلعي برقٌ ورعدُ
أنـا إسلامـي.. أنا عـزَّتـه ** أنا خيلُ الله نحو النصر تعـدو
أنـا تاريخـي.. ألا تعـرفهُ؟ ** خالدٌ ينبضُ في روحي وسعـدُ
أنـا صحرائي التي ما هُزِمتْ ** كلّمـا استشـهدَ بنـدٌ ثار بنـدُ
قسـماً ما قفـز الخـوف إلى ** قبضة الفارس.. ما اهتزَّ الفرندُ
ما دعانـا الفتحُ إلا شمخـتْ ** هذه الصحـراءُ، فالكثبـان أُسْدُ
**
لا تهيِّئ كفني.. ما زال لـي ** في صمودِ القِمم الشمّاءِ وعـدُ
لا تغـرّنّـك منّـي هدأتـي ** لا يمـوتُ الثـأرُ لكن يستعـدُّ
لا يغـرَّنـّك نصـلٌ موغلٌ ** في عروقـي.. فأنـا منه أحدُّ
لا يغـرَّنّـك عبـدٌ مرجفٌ ** بانتهائي.. لا يُخيفُ الحُرَّ عبـدُ
لا تهيّـئْ كفنـي.. يا سيّدي ** لـي مع الثـأر مواثيقٌ وعَهـدُ
أومأتْ لي عـزّةٌ مجروحةٌ ** ودعتني من خيام الأسـر هِنـدُ
وبـدا لـي مسجـدٌ مكتئبٌ ** دنَّستـهُ بوحـولِ البَغي رُبْـدُ
ذكرَ الإسـراءَ فاهتـزَّ أسى ** ولإسرائيـلَ في المحرابِ جندُ
أيها المسجد يا مسرى الهُدى ** إنّ وعـدَ الله حـقٌّ لا يُصَـدُّ
الصليبيـون أمـسِ ارتحلوا ** وغداً يمضي الصليبُ المستجدُّ
**
قلْ لمن طار به الوهمُ اتئدْ ! ** ليس للظامئ في الأوهام وردُ
أيَّ سلم ترتجي من رجـل ** يدهُ بالخنجـر الدامـي تُمـدُّ
أيَّ سلمٍ ترتجي من رجـل ** ضـجَّ في أعماقه الحقدُ الألدُّ
ديـر ياسيـن على راحتـه ** لعنـةٌ تتبعـهُ أيّـانَ يغـدو
سترى إذ تنجلي عنك الرؤى ** إنّـه للحـربِ لا السّلمِ يُعِدُّ
إنَّ ما ضُيّعَ في ساحِ الوغى ** في سوى ساحتها لا يُستـردُّ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق