أقبلت يا عيد، والأحزان أحزانُ
أقبلت يا عيد، والأحزان أحزانُ..........وفي ضمير القوافي ثار بركانُ
أقبلت يا عيد، والرمضاء تلفحني..........وقد شكت من غبار الدرب أجفانُ
أقبلت يا عيد، هذي أرض حسرتنا..........تموج موجاً وأرض الأنس قيعانُ
أقبلت يا عيد، والظلماء كاشفة..........عن رأسها وفؤاد البدر حيرانُ
أقبلت يا عيد، أُجري اللحن في شفتي..........رطباً ، فيغبطني أهل وإخوانُ
أزفّ تهنئتي للناس أشعرهم..........أني سعيد وأن القلب جذلانُ
وأرسل البسمة الخضراء تذكرة..........إلى نفوسهموا وتزهو وتزدانُ
قالوا وقد وجّهوا نحوي حديثهموا..........هذا الذي وجهه للبشر عنوانُ
هذا الذي تصدر الآهات عن دمه..........شعراً رصيناً له وزن وألحانُ
لا لن أعاتبهم ، هم ينظرون إلى..........وجهي ، وفي خاطري للحزن كتمانُ
والله لو قرؤوا في النفس ما كتبت ..........يد الجِراح ، وما صاغته أشجانُ
ولو رأوا كيف بات الحزن متكئاً..........على ذراعي ، وفي عينيه نُكرانُ
لأغمضوا أعيناً مبهورة وبكوا..........حالي ، وقد نالني بؤس وحرمانُ
أقبلت يا عيد ، والأحزان نائمة..........على فراشي ، وطرف الشوق سهرانُ
من أين نفرح يا عيد الجراح وفي ..........قلوبنا من صنوف الهمّ ألوانُ ؟
من أين نفرح والأحداث عاصفة ..........وللدّمى مقل ترنو وآذانُ ؟
من أين والمسجد الأقصى محطمة..........آماله ، وفؤاد القدس ولهانُ ؟
من أين نفرح يا عيد الجراح وفي ..........دروبنا جُدُر قامت وكثبانُ ؟
من أين والأمة الغراء نائمة..........على سرير الهوى ، والليل نشوانُ؟
من أين والذل يبني ألف منتجعٍ..........في أرض عزتنا ، والربح خسرانُ ؟
من أين نفرح والأحباب ما اقتربوا ..........منا ، ولا أصبحوا فينا كما كانوا؟
يا من تسرّب منهم في الفؤاد هوى..........قامت له في زوايا النفس أركانُ
أصبحت في يوم عيدي والسؤال على..........ثغري يئنّ وفي الأحشاء نيرانُ
أين الأحبــــة لا نجوى معطّـــــرة..........بالــــــذكريات ولا شيح وريحانُ ؟
أين الأحبة لا بــــــدر يلوح لنا..........ولا نجـــــوم بها الظلمـــــــاء تزدانُ ؟
أيــــــــن الأحبة لا بحر ولا جزر ..........تبدو ، ولا سفـــــن تجري وشطآنُ ؟
أين الأحبة وارتد السؤال إلـــى ..........صدري سهاماً لها في الطعن إمعانُ ؟
للعشماوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق