السبت، 15 ديسمبر 2012

بالشاعر عبدالإله الضباعي






في جمعية يافع الخيرية الاجتماعية- عدن .. الاحتفاء بالشاعر عبدالإله الضباعي بمناسبة صدور مجموعته الشعرية (حالات)


في جمعية يافع الخيرية الاجتماعية- عدن .. الاحتفاء بالشاعر عبدالإله الضباعي بمناسبة صدور مجموعته الشعرية (حالات)
«الأيام» متابعات::





نظمت جمعية يافع الخيرية الاجتماعية- عدن التي يرأسها الشيخ محمد قاسم النقيب، في مقرها بالشيخ عثمان، عصر الخميس الماضي، فعالية ثقافية احتفاء بصدور المجموعة الشعرية (حالات) للشاعر عبدالإله سالم الضباعي، أدارها الكاتب والباحث د. علي صالح الخلاقي، وحضرها كل من الأساتذة: الشيخ مندعي العفيفي، مبارك سالمين رئيس فرع اتحاد الأدباء بعدن، عبدالله باكدادة مدير عام مكتب الثقافة، د. عبدالرحمن الوالي، د. عبدالحكيم محمد حلبوب، د. عبده يحيى الدباني، د. عثمان بن شجاع، الشاعر عبدالرحمن إبراهيم، الباحث علي محمد يحيى، الشاعر محمد سالم باهيصمي، والشاعران الشعبيان شوقي أحمد الضباعي ومحمود حسين عسكر ولفيف من الأدباء والمثقفين والمهتمين بالشعر العامي في يافع.

وقد استهل الفعالية الأستاذ هيثم محمود المرشدي أمين عام الجمعية بكلمة حيا فيها الشاعر المحتفى به والحضور.

ثم ألقى د. علي صالح الخلاقي كلمة جاء فيها: «في معظم قصائد مجموعة (حالات) نجد أن شاعرنا الضباعي امتاز بقدرته على إبداع القصة بجميع عناصرها، حيث أشاع روح القص وأسلوب الحكاية في شعره، وهو أسلوب تشويقي بما يحفل به من ديالوج يقص علينا الأحداث التي تعترضنا مستخلصاً منها الحكاية والعبرة التي يترك لحدس المستمع أو القارئ استنتاجها أو قد يلمح إليها أحياناً. وقد انطلق بهذا الأسلوب التهكمي والساخر أحياناً بكثير من الطرافة وبكثير من الخفة والمرح، ومعظم القصص والحكايات مستمدة من مخزون التراث الشعبي النفيس الذي تشبع به الشاعر ونهل منه منذ طفولته وبعضها نسجه من خياله، واستطاع بموهبته أن يؤطر هذه القصص والحكايات ويوشي بها شعره أو أن شعره ازدان بعا لا فرق، ولم يكن بمقدوره أن يوظف المأثور هذا التوظيف الجميل لو لم تساعده موهبته الشعرية وخياله الشعري الخصب الذي لا يحلق بعيداً عن الواقع بل يتعمق فيه عن إدراك مستلهماً كل ما يلتقطه في الواقع ويبحث عن إطار له في الموروث من الفلكلور الشعبي الغني».

ثم ألقى الشاعر مبارك سالمين كلمة قيمة ننشرها كاملة في عدد الأربعاء إن شاء الله.

وتحدث الشاعر عبدالرحمن إبراهيم شاكراً الجمعية على هذه الفعالية المتميزة وهنأ صديقه الشاعر الضباعي، ذاكراً أنه قد قدم لهذه المجموعة التي قال إنها جرجرت في ذهنيته عدة إشكاليات نقدية، وتحدث عن دلالة العنوان قائلاً إن العنوان يتخذ أبعاداً مختلفة قد تكون مأساوية أو فرائحية، وعبر عن عدم رغبته في الدخول في التفاصيل والجزئيات والدقائق حتى لا يصيب المستمع بالملالة والرتابة.

وأعقبه الأستاذ الباحث علي محمد يحيى الذي ألقى كلمة ضافية نقتطف منها التالي:

«في رحلة الصديق العزيز الأستاذ الضباعي مع الشعر وهو شاعر الشعب، نجد أن الواقع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي كان ومازال له أكبر الأثر في شاعريته وأفكاره التي يضمنها قصائده .. فقد عبر عنها بصدق وشفافية حتى أضحت هذه القصائد ظاهرة فنية في جل ما كتب من الشعر ..فأصبح لشعره أثر قوي وتأثير ممتد في أفئدة الناس لما فيه من إمتاع وإقناع. ومن هذا المنطلق فقد استطاع شاعرنا (أبوسالم) أن يؤكد لكل من يقرأ شعره أن له منطقاً قوياً يصطبغ بلون شعري قريب من هموم المجتمع، وأن خياله فيه إنما هو غلالة شفافة تكتسي بها الفكرة ، فيتحول فيها التلميح إلى تصريح، وتتحول الفكرة إلى تدفق عاطفي يومض بالإيحاء والتأثير متحاشياً أن يستخدم لفظاً مهجوراً أو تركيباً غامضاً بل نجد فيه تعابير يسيرة متدفقة .

ولأنه اعتاد كثيراً في شعره على اللهجة المحلية اليافعية ذات التوليفة التي تشعرك وكأنه جمع فيها معظم لهجات مناطق اليمن كما جعل أيضاً من اللغة المستخدمة خالية من الزخارف اللفظية أو الافتعال وبفطرية في غاية الشفافية غير المصطنعة .. كما وظف قدراً كبيراً من الأمثال الشعبية التي أعاد صياغتها في ما يتماشي مع القصيدة وبنائها وتراكيبها مثلما فعل بيرم التونسي وصلاح جاهين مع الزجل المصري الشعبي بأن طوعا الأمثال الشعبية المصرية في خطابهما الشعري فاستحقا أن يوسما بشاعري الشعب المصري . وشاعرنا الأستاذ الضباعي قد اهتم بأن يستفيد كثيراً من الحكم والعبر في ثراتنا الشعبي في التشكيل الفني للنص لأهمية ذلك وترسخه في ضمائر الناس وطبيعتهم، مستخدماً كما أسلفت لغة يسيرة سليمة . نأخذ مثالاً لذلك قصيدته «فقدنا الأمل» من مجموعته الشعرية :«كلم جدار» حيث يقول : 

يا زارع بذور الأمل

في صحراء جديبة رمال

من يزرع بصحراء ورمل

ما يحصد ثمر ذا محال

جاوب وقال ما في بدل

ما في حل آخر بدال

بالتربة فقدنا الأمل

الشيطان بالحقل بال

أفسدها خبيث العمل

عكر عذب ماها الزلال 

الأستاذ عبدالرحمن ابراهيم الأديب والشاعر والناقد في تقديمه الذي تصدر المجموعة الشعرية الثالثة (حالات) يقول عن شاعر الشعب الضباعي : (إنه شاعر يترجم مناخ الواقع بغيوماته وشموساته .. شاعر لا يحلق في فضاءات التخييل الجاف، والنرجسية البلهاء.. وما أجمل الشعر حينما يكون صادراً من القلب ). وهذا الكلام من ناقد متبصر بماهيات النقد وذلك بما يؤكد رؤى الشاعر فيما يصوغه شعراً، وبمصداقية الشاعر الذي نجد في شعره الطبيعة الإنسانية الصادقة وقد انصرف عن استعارة الصور المزيفة وافتراض المشاعر المنمقة التي نجدها عند بعض الشعراء، وقد ابتعد عن البهرجة والتهريج في أفكاره وأساليبه التي ابتدعها في أبياته مطعمة بالسخرية اللاذعة ففاح منها الصدق .

ولم يتناس في كل ما كتب أنه سيظل يحدثنا عن الوطن وعن الإنسان بمختلف وسائل الاستعارة الأدبية.. وأن أهم دوافعه ومقومات محاولاته هذه إنما هي القلق النفسي الذي لا ننفك نلتمسه ونحس به في كل ما كتب وبين الأسطر والأحرف بجماليات وشاعرية فطرية ».

وتحدث الأستاذ د. عبده يحيى الدباني عن الشعر الشعبي في يافع قائلاً إن هناك جفوة بينه وبين الإعلام إذ لم ينتشر ما غني للشاعر الخالدي عبر الإذاعة والتلفزيون إلا ما كان مسجلاً على أشرطة، مؤكداً ضرورة الاهتمام بجماليات الشعر حتى في القصائد العامية فالشعر شعر حتى ولو كان عامياً وأن يكون هناك توازن فالشاعر ليس مصلحاً أومؤرخاً ولا فناناً غنائياً، وتحدث عن الجمع بين الفصحى والعامية قائلاً إن هذا ليس عيباً فالقصيدة الفصحى تلتزم بالإعراب أما العامية فتلتزم بالمعجم العامي.

ثم تحدث الشاعر عبدالله باكدادة قائلاً إن العلاقات الحميمة لا تقاس باللقاءات مشيراً إلى أن هناك من نحس بهم كالشاعر الصديق عبدالإله الضباعي لأنهم يعبرون عما نريد وكأنهم يكتبون لنا، وهذا هو نجاح الكاتب حسب رأيه لأنه يرتبط بالناس. مذكراً أن الواقع لايعطي للمبدع حقه ولكننا كما قال مدعوون للاستمرار.

ثم قرأ الشاعر محمود حسين عسكر بعضاً من قصائده التي نالت استحسان الحضور.

وكان قد تخلل فقرات الحفل بعض الأغنيات التي صدح بها الفنان عبدالله محمد ناصر (أبو حمدي) وأطرب بها الحضور، ومما غنى قصيدتا (مقياس) و(عميا خضبت مجنونة) للشاعر عبدالإله الضباعي.

ثم جاءت لحظة الوفاء حيث تم تكريم الشاعر عبدالإله الضباعي بشهادة تقديرية سلمها إياه أمين عام الجمعية الأستاذ هيثم محمود المرشدي وسط تصفيق الحضور.

ومسك الختام قرأ الشاعر عبدالإله سالم الضباعي قصيدة (صور قبيحة) وهي من المساجلات بينه وبين الشاعر المرحوم شائف الخالدي نهاية العام 93. ومن ثم قرأ قصيدة (حيلة واحتيال) التي رد بها الخالدي على الضباعي.

ومما يجدر ذكره أن تلك المساجلات سيصدرها قريباً الشاعر الضباعي في كتاب قدم له د. علي صالح الخلاقي.

ليست هناك تعليقات: