معنى يوم القيامة
القيامة في اللغة مصدر قام يقوم قواماً وعدلت إلى قياماً، وإنّما دخلت تاء التّأنيث في آخر لفظ -القيامة- للمُبالغة، حيث إنّ عادة العرب قد جرت وسارت على ذلك النّهج، وسُمِّيت يوم القيامة بذلك الاسم لما يقوم فيها من الأهوال والأحداث والأمور العظيمة التي يعجز العقل عن إدراكها، ومن تلك الأمور قيام الناس ووقوفهم للقاء الله ليُحاسبهم في ذلك اليوم على أعمالهم واحداً واحداً.
يوم القيامة في القرآن:
يوم القيامة مذكور في القرآن الكريم في الكثير من المواضع والآيات، حيث جاء ذكره في سبعين موضعاً وآيةً، ومن تلك المواضع قول الله تعالى: (اللهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ)، وقوله تعالى: (وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا)، وقوله تعالى: (إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ).
ما هي أهوال يوم القيامة:
لقد أخبرنا الله سبحانه وتعالى عن أهوال يوم القيامة، فقال سبحانه وتعالى:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ*يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ "، الحج/1-2، وهناك الكثير من الآيات التي تدلّ على شدّة الأمر وفظاعته، والمسلم في هذه الحالة لا يدري عن حاله على الصّراط، حيث ورد في الصّحيحين:" يضرب الصّراط بين ظهري جهنّم فأكون أنا وأمّتي أوّل من يجيزها، ولا يتكلم يومئذ إلا الرّسل، ودعوى الرّسل يومئذ اللهم سلم سلم ".
وبعد الصّراط هناك القصاص بين النّاس على قنطرة المظالم، وذلك كما في الحديث الذي رواه البخاري عن أبي سعيد الخدري، أنّ النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - قال:" إذا خلص المؤمنون من النّار، حبسوا بقنطرة بين الجنّة والنّار، فيتقاصّون مظالم كانت بينهم في الدّنيا، حتى إذا نقوا وهذبوا أذن لهم بدخول الجنّة، فوالذي نفس محمد بيده، لأحدهم بمسكنه في الجنّة أدلّ بمنزله كان في الدّنيا ".
وممّا ذكر في هذا الشّأن ما قاله الإمام القرطبي عن الصّراط في كتابه التذكرة:" تفكّر الآن فيما يحلّ بك من الفزع بفؤادك إذا رأيت الصّراط ودقّته، ثمّ وقع بصرك على سواد جهنّم من تحته، ثمّ قرع سمعك شهيق النّار وتغيظها، وقد كلفت أن تمشي على الصّراط، مع ضعف حالك واضطراب قلبك، وتزلزل قدمك، وثقل ظهرك بالأوزار المانعة لك من المشي على بساط الأرض، فضلاً عن حدّة الصّراط ، فكيف بك إذا وضعت عليه إحدى رجليك، فأحسست بحدّته واضطررت إلى أن ترفع قدمك الثّاني، والخلائق بين يديك يزلّون، ويتعثّرون، وتتناولهم زبانية النّار بالخطاطيف والكلاليب، وأنت تنظر إليهم كيف ينكسون إلى جهة النار رؤوسهم وتعلو أرجلهم، فيا له من منظر ما أفظعه، ومرتقى ما أصعبه، ومجال ما أضيقه، فاللهم سلم سلم ".
وهناك من النّاس من يعفى من بعض هذه المراحل والاهوال، كأولئك الذين يدخلون الجنّة بغير حساب، لكنّهم يمرّون على الصّراط ولابدّ، وممّا ذكره العلماء في مراحل يوم القيامة ما يلي: أن يحشر الخلائق جميعاً إلى الموقف العظيم، ثمّ الشّفاعة العظمى، ثمّ أخذ الكتاب بالأيمان أو بالشّمائل، ثمّ الميزان، ثمّ الحوض، ثمّ المرور على الصّراط، ثمّ المرور على قنطرة المظالم، ثمّ دخول الجنّة أو النّار.
أحداث يوم القيامة بالترتيب:
يشتمل يوم القيامة على مراحل عظيمة ومواقف هائلة تمّ ذكرها في نصوص القرآن والسنّة، وأوّل هذه المراحل هو بعث النّاس وخروجهم من القبور، وحشرهم جميعاً حفاةً عراةً، ثمّ بعد ذلك يأتي الأنبياء للفصل في أمرهم، فتكون الشّفاعة الكبرى لمحمّد عليه الصّلاة والسّلام، ثمّ تتطاير الصّحف ويأخذ كلّ إنسان كتابه بيمينه أو شماله، ثمّ تُنصّب الموازين، وتُوزَن الأعمال، وتَتبع كلّ أمّة ما كانت تعبده في الحياة الدّنيا، ثمّ يُرَدّ النّاس على الحوض، ثمّ المرور على الصّراط، ثمّ وقوف النّاجين من هذه المراحل على قنطرة المَظالم وذلك للمُقاصة فيما بينهم، ثمّ دخول الجنّة أو النّار، ثمّ الخروج من النّار لمن دخلها من المؤمنين، وذلك بشكلٍ عام. أما تفصيل ذلك فبيانه فيما يأتي:
1- النّفخ في الصّور:
عندما يأتي يوم القيامة يُنفخ في الصّور ليُنهِي الحياة في الأرض وفي السّماء، فيموت كلّ من في الأرض والسماء غير الله سبحانه وتعالى ومن يشاء من ملائكته الذين لهم وظائف مخصوصة، قال تعالى: (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ)، وتكون هذه النّفخة هائلةً ومدمّرةً، فعندما يسمعها الإنسان لا يستطيع أن يقوم بشيء، ولا يستطيع أن يعود إلى أهله، أو يتحرك من مكانه، قال تعالى: (مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ - فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ).
ومن المرجَّج أنّ السّاعة تقوم في يوم الجمعة، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله عليه الصّلاة والسّلام: (خيرُ يومٍ طلعت عليه الشَّمسُ يومُ الجمعةِ؛ فيه خُلِق آدمُ، وفيه أُدخل الجنَّةَ، وفيه أُخرج منها، ولا تقومُ السَّاعةُ إلَّا في يومِ الجمعةِ).
2- البعث والنّشور:
المراد بالبعث هنا المَعاد الجسمانيّ، وإحياء الموتى الذين في القبور، والنّشور كلمة مُرادفة للبعث في معناها، يُقال: نُشِرَ الميت نشوراً إذا عاش بعد الموت، وأنشره الله أحياه. فعندما يشاء الله تعالى أن يعيد النّاس ويُحييهم فإنّه يأمر إسرافيل فينفخ في الصّور مرةً أخرى، فتعود الأرواح إلى أجسادها، ويقوم النّاس للقاء ربّ العالمين، قال تعالى: (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ).
ويكون إنبات الأجساد من التّراب كما النّباتات تنبت من الأرض إذا نزل عليها الماء من السّماء، ولذا فإنّ الله تعالى ضَرَبَ مثل البعث والنّشور بأنّها عبارة عن إحياء الأرض بالنّبات عندما يُسقَى بالماء، قال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْموْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ).
3- الشّفاعة:
عندما يشتدّ الكرب على النّاس في هذا الموقف العظيم، ويطول بحثهم عن أصحاب المنازل العالية عند ربّهم ليشفعوا لهم، حتّى يبدأ الله سبحانه وتعالى بحسابهم وتخليص النّاس من كربات وأهوال ذلك اليوم، فيطلب النّاس من أبيهم آدم أن يشفع لهم عند ربّهم بأن يبدأ حسابهم لكي تنتهي مُعاناتهم من الوقوف طويلاً في أرض المحشر، فيأتونه ويُذكّرونه بفضله وإكرام الله تعالى له، فيأبى ذلك ويقول لهم (نفسي نفسي)، ثم يلجؤون إلى نوح عليه السّلام، أوّل رسل الله تعالى إلى البشر، فيأبى ويتذكّر ما كان منه من تقصير في بعض الأمور تجاه ربّه ومولاه ويقول (نفسي نفسي) ، ثمّ يرسلهم إلى من بعده من أُولي العزم من الرّسل، وكلّ واحد يدفعها إلى الذي بعده، حتّى يصلوا إلى النّبي محمّد -عليه الصّلاة والسّلام- خاتم الرّسل والنّبيين فيقول (أمّتي أمّتي).
يتوجّه الرّسول -عليه الصّلاة والسّلام- إلى ربّه، ويستأذن منه فيأذن الله تعالى له، فيحمده ويُمجِّده، ويسأله في أمّته، فيستجيب الله تعالى له، وكلُّ تلك الأمور قد ذكرها رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- في الحديث المشهور الذي يرويه البخاري حيث جاء فيه: (إذا كانَ يومُ القيامةِ ماجَ النَّاسُ بعضُهم في بعضٍ، قال: فيؤتى آدمُ عليهِ السَّلامُ فيقالُ: آدمُ اشفع في ذرِّيَّتِك. قال: فيقولُ: لستُ لَها ولَكن عليكم بإبراهيمَ فإنَّهُ خليلُ اللَّهِ، فيؤتى إبراهيمُ فيقولُ: لستُ لَها ولَكن عليكم بموسى فإنَّهُ كليمُ اللَّهِ، فيؤتى موسى فيقولُ: لستُ لَها ولَكن عليكم بعيسى فإنَّهُ روحُ اللَّهِ وَكلمتُه، فيؤتى عيسى فيقولُ: لستُ لَها ولَكن عليكم بمحمَّدٍ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ، فأوتي فأقولُ: أنا لَها، فأنطلِقُ فأستأذنُ على ربِّي فيؤذنُ لي عليهِ، فأقومُ بينَ يديهِ ويلهمني محامدَ لا أقدِرُ عليها الآنَ، فأحمدُه بتلكَ المحامدِ ثمَّ أخَّرُ ساجدًا فيقالُ لي: يا محمَّدُ، ارفع رأسَك وقل يُسمَع، وسل تعطَه، واشفع تشفَّع. فأقولُ: يا ربُّ أمَّتي أمَّتي. قال: فيقالُ لي: انطلِق، فمن كانَ في قلبِه إمَّا إن قال مثقالَ برَّةٍ وإمَّا أن قال مثقالَ شعيرةٍ منَ الإيمانِ فأخرجَه منها، فأنطلقُ فأفعلُ ثمَّ أعودُ فأحمدُه بتلكَ المحامدِ وأخرُّ ساجدًا، قال: فيقالُ لي: يا محمَّدُ ارفع رأسَك وقل يُسَمَعْ، وسل تعطَه، واشفع تشفَّع، فأقولُ: يا ربُّ أمَّتي أمَّتي. قال: فيقالُ لي: انطلِق فمن كانَ في قلبِه أدنى أدنى أدنى من مثقالِ حبَّةِ خردلٍ منَ الإيمانِ فأخرِجهُ منَ النَّارِ ثلاثَ مرَّاتٍ، فأنطلِقُ فأفعلُ).
4- الحساب والجزاء:
يقف النّاس جميعاً بين يدي الله عزّ وجلّ، فيُعرّفهم بأعمالهم في الحياة الدّنيا، وكلّ صغيرة وكبيرة قاموا بها، ويحاسبهم على كفرهم أو إيمانهم، ويُعطيهم جزاءهم على ما قدّموه من ثواب أو عقوبة، ويُعطَى النّاس كتبهم بأيمانهم أو شمائلهم، ويشمل الحساب ما يقوله الله عزّ وجلّ لعباده، وما يقولونه له، وما أقامه عليهم من الحجج والبراهين والدلائل، وشهادة كلّ الشّهود الذين ينطقهم الله، ووزن الأعمال، ومن الحساب ما يكون عسيراً، ومنه ما يكون يسيراً، والله عزّ وجلّ يتولى ذلك كله. يكون تسلسل الحساب على النّحو الآتي:
- عرض الأعمال على العباد: فيرى كل شخصٍ عمله: هل أدى حقّ الله أم لا.
- الحساب الأول: وقيل إنّ الله -سبحانه وتعالى- يحاسب النّاس كالنَّفَس، يُلهمهم إيّاه فيُحاسَبون جميعاً في نفس الوقت.
- تطاير الصّحف: فتتطاير صحف العباد حتّى يمُسكها أصحابها؛ فمن كان صالحاً أتاه كتابه في يمينه، ومن كان غير ذلك حمله في شماله، قال تعالى: (يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَىٰ مِنكُمْ خَافِيَةٌ*فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ*إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ*فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ *فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ*قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ*كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ*وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ*وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ*يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ*مَا أَغْنَىٰ عَنِّي مَالِيَهْ ۜ *هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ).
- بعد قراءة الكتاب يكون هناك حساب آخر لقطع المعذرة وإقامة الحجة على ما في تلك الكتب من أعمال لأصحابها، (اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا).
بعد ذلك يأتي الميزان، فتُوزَن الأعمال جميعها بعد أن يكون العباد قد اطّلعوا على أعمالهم وعَلِموا الصّالح منها من السّيئ.
5- الميزان:
في ختام الحساب يُنصب الميزان لتوزن أعمال العباد جميعاً، فكما أطلعهم الله على أعمالهم فلا بدّ أن يُجازيهم عليها، ولا بد للجزاء من ميزانٍ عادل، فيكون الوزن بعد المُحاسبة، وقد دلّت النّصوص على أنّ هذا الميزان لا يعلم ماهيّته إلا الله تعالى، فقد روى ابن رجب عن سليمان قال: (يوضعُ الميزانُ يومَ القيامةِ فلو وزنَ فيهِ السَّماواتُ والأرضُ لوسِعت فتقولُ الملائِكةُ يا ربِّ لمن تزنُ هذا فيقول الله تعالى لمن شئتُ من خَلقي فتقولُ الملائِكةُ سبحانَكَ ما عبدناكَ حقَّ عبادتِكَ).وهذا الميزان دقيق، فلا يزيد ولا ينقص، قال تعالى: (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ).
6- الحوض والصِّراط:
كرِم الله نبيّه محمّد -عليه الصّلاة والسّلام- في موقف يوم القيامة العظيم، وذلك بإعطائه حوضاً عظيماً مُتَّسِعاً لون مائه أبيض من اللّبن، وطعمه أحلى من العسل، وريحه أطيب من رائحة المسك، يتلألأ كما تتلألأ نجوم السّماء، يأتيه هذا الماء الطيّب من نهر الكوثر الذي أعطاه الله تعالى لرسوله -عليه الصّلاة والسّلام- في الجنّة، فتَرِد عليه أمّة النّبي عليه الصّلاة والسّلام، فمن شرب منه شربةً لم يظمأ بعدها أبداً.
أما بخصوص الصّراط فيأتي النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- مُتقدّماً أمته، ويسأل الله -عزّ وجلّ- له ولهم السّلامة، فَيَمُرْ -عليه الصّلاة والسّلام- وتَمُرُّ أمّته على الصّراط خلفه، كُلٌّ يمر بقدر عمله ومنزلته، ويومها يُقدَّم العمل على كلّ شيء؛ فمن حَسُنَ عمله قدَّمه، ومن ساء عمله بَطَّأه، فيمضي مَنْ غَفَرَ الله -عزّ وجلّ- له، ويَسقط في النّار من ساء عمله وشاء الله له دخول النّار.
7- الجنة أو النار:
بعد الحساب، وتجاوز أهل الجنّة الصّراط فإنّهم يدخلون الجنّة، وأول من يدخلها النبي محمد -عليه الصّلاة والسّلام-، ثم يدخل بعده فقراء المُهاجرين، ثم يتبعهم فقراء الأنصار، ثم فقراء الأمة، ويُؤَخَّر الأغنياء حتّى يُحاسبهم الله على ما للعباد عندهم، ثم يدخلون الجنّة تباعاً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق