الثلاثاء، 26 يونيو 2012

ان اتوب لكن لا استطيع





ان اتوب لكن لا استطيع
















 






((((((((( عقبات في طريق العودة )))))))))



أريد أن أتوب ولا أستطيع .. لا أستطيع أن أُقلع عن هذا الذنب ...

أظل طوال الليل أناجي ربي ودموعي على وجنتي .. وعندما أُصبح أعود مرة أخرى إلى مألوفاتي وعاداتي ولا

أتغير.


يئست من نفسي .. عملت العديد من المحاولات واستمعت للعديد من الدروس وحاولت أن استغفر وأُطهّر قلبي

ومازلت لا أستطيع أن أتّغير .. أين هى المشكلة؟ ولماذا لا أستطيع أن أُغيّر من نفسي إلى الأحسن؟!


تعالوا نعرف أسباب هذه المشكلة لكي نجد الحل لهذا الداء .. و إذا عُرف السبب بطُل العجب



المشكلة الأولى : أنت لا تُريد أن تتغير، فقلبك معلق بالذنب


من المستحيل أن تتغير، طالما في قلبك ركون للذنب ..

قال الفضيل بن عياض

" إذا لم تقدر على صيام النهار ولا قيام الليل بالليل فاعلم أنك محروم كبلتك خطاياك "


لابد أن تكره الذنب .. يجب أن تعلم أن كل النكد والهمّ والغمّ والتعسير وكل المشاكل التى فى حياتك سببها هذا الذنب

الذي بداخل قلبك .. ولن تستطيع إخراجه من قلبك إلا إذا لجأت إلى الله سبحانه .. فعليك بالدعــاء ..


"اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم أنقني من خطاياي كالثوب الأبيض من

الدنس، اللهم اغسلني بالثلج والماء والبرد"

ولا تستهيــن بأي ذنب مهما كان في نظرك صغيرًا..قال الأوزاعي في شعب الإيمان "كان يقال من الكبائر أن يعمل 

الرجل الذنب فيحتقره"



إذًا كيف رباهم النبي صلى الله عليه وسلم؟


أولاً : عـزّلـهم عـزلـة شعـوريـة .. فقد كانوا يجتمعون في دار الأرقم بن أبي الأرقم لكي يقرأ عليهم النبي القرآن كما

أُنزل عليه ويُربيهم ويُزكيهم .. وأنت أيضًا لابد لك من وقت تخلو فيه مع الله ولو نصف ساعة، تدعو الله فيها

وتُناجيه وتُفضي إليه بما في صدرك.




ثـانيـاً : العـقـيـدة .. وخاصةً أسمائه وصفاته .. تعرف على ربك بالجود والكرم والإنعام والفضل والحكمة، وتعرّف

على نفسك بالخسران والتفريط والتقصير والعيوب.

ثـالثـاً : القـرآن .. لتزكية نفسك وليُطهِّر ويُطيِّب قلبك.



الاستمرارية


هنـــا المشكلة ... مــا هى قواطـع الاستمرار؟؟


الأمر الأول : القناعات السلبيــة .. أنت تعتقد إنك لا يمكن أن تتغير نتيجة التجارب التي فشلت فيها من قبل، فتشعر

بالإحباط واليأس ..




عندما تشعر بهذا المعنى بداخلك ادفعه بحسن الظن بالله .. {إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ } 

[يوسف:87] .. فحُسن الظن هو الوقود الذي سيحركك دائمًا.




الأمر الثانى: الإسقاطات الخارجية .. فأنت دائمًا تتحجج إنك لن تستطيع الاستمرار بسبب الأهل والمجتمع ونظرة 

الناس .. وذكريات الماضى عندما تستحضرها تقطع عليك الطريق بينك وبين الله سبحانه وتعالى.




انظر إلى مقولة شيخ الإسلام المشهورة، وكيف إنه كان ينظر نظرة إيجابية للمشاكل التي تقابله في حياته .. فقد قال

"ما يصنع أعدائي بي أنا جنتي وبستاني في صدري أين رحت فهي معي لا تفارقني، أنا حبسي خلوة، وقتلي

شهادة، وإخراجي من بلدي سياحة" .. فهو مؤمن بالقدر وقدر الله لا يأتى الا بخير.


وكيــف سـأستمر؟!



لابد أن يكون لديك صُحبة طيبة ومُحفِّز مُستمر كدرس العلم الذي تحضره .. وأيضًا لابد أن لديك مُحفز يومي: مثل

الاستمــــــــاع لمحــــاضرة .. وِرد قرآن يُنبهك ويُفيقك .. وِرد ذكــــــــــــــــــــــــر .. عمـــــل بــــــــــــــرّ تنتظم فيه،

كأن تكون مثلاً عضو في فريق عمل في جمعية خيرية، أو في مجموعة على النت، أو في موقع من المواقع الطيبة

.. بحيث تلتزم فيها حتى تستطيع أن تتغير.



أرأيتم كيف تتحقق معادلة التغيير؟




واعلم إنك لن تتغير الا إذا كنت صادقًا، مخلصًا لله سبحانه وتعالى .. وتذكر أن نماذج كثيرة جدًا كانت اسوأ منك

بمراحل وتغيرت تغُير عجيب فى أوقات ما أقلها وأيسرها .. فاستعن بالله ولا تعجز.

ليست هناك تعليقات: