الثلاثاء، 26 يونيو 2012

ابن صفوان ينصح السفاح بالاستمتاع بالنساء




ابن صفوان ينصح السفاح بالاستمتاع بالنساء









دخل خَالِد بْن صَفْوَان التَّميْميّ 


عَلَى أَبِي الْعَبَّاس وليس عنده أحد ،


 فَقَالَ :


 يا أمير الْمُؤْمِنِين ،


 إني واللَّه ما زلتُ منذُ قلَّدك اللَّه تعالى خلافة الْمُسْلِمِين


إِلا وأنا أحبّ أن أصير مثل هَذَا الموقف فِي الخلوة ،


 فَإِن رَأَى أمير الْمُؤْمِنِين أن يأمر بإمساك الباب حَتَّى أفرغ فعل ،


 قَالَ : فأمر الحاجبَ بِذَلِك ، فَقَالَ : يا أمير الْمُؤْمِنِين ،


 إني فكرت فِي أمرك ، وأَجَلْتُ الفكر فيك فلم أر أحدًا لَهُ مثل قَدْرِك ،


 وَلا أقل استمتاعًا فِي الاستمتاع بالنساء منك ، وَلا أضيق فيهن عيشًا ،


إنك ملكتَ نفسك امرأةً من نساء العالمين واقتصرت عليها ،


 فَإِن مَرضَتْ مَرِضْتَ ،


وإن غابتْ غبت ، وإن عَرَكَتْ عَرَكْتَ ،


وحَرَمْتَ نفسك يا أمير الْمُؤْمِنِين التلذُّذ باستطراف الجَوَارِي ،


 وبمعرفة اخْتِلاف أحوالهن ،


والتلذُّذ بما يُشتهى منهن ؟


إن منهن يا أمير الْمُؤْمِنِين الطويلة التي تُشتهى لجسماها ،


 والبيضاء التي تحب لروعتها ،


 والسَّمْراء اللَّعْسَاء ،


 والصَّفراءُ العجزاءُ ،


 ومولدات المدينة والطائف واليمامة ذوات الألسن العذبة والجواب الحاضر ،


 وبنات سائر الملوك ،


وما يشتهى من نظافتهن وحسن هندامهن ، وتخلل بلسانه فأطنب فِي


صفات ضُروب الجَوَارِي وشَوَّقَهُ إليهن ،


فَلَمَّا فرغ خَالِد ،


 قَالَ


: ويحك !


 ما سلك مسامعي واللَّه كلامٌ قطّ أحسنَ من هَذَا ،


 فأعدْ عليَّ كلامك فقد وقع مني موقعًا ،


 فأعاد عَلَيْه خَالِد كلامه بأحسن مما ابتدأه ،


 ثُمّ قَالَ :


 انصرف ،


 وبقي أَبُو الْعَبَّاس مُفكِّرًا فيما سَمِع من خَالِد يُقَسّم أمره ،


 فبينا هُوَ يفكِّر إذ دخلت عَلَيْه أم سَلَمَة ،


 وَقَدْ كَانَ أَبُو الْعَبَّاس حَلَفَ أن لا يتخذ عليها ووَفَّى لها ،


 فَلَمَّا رأته مفكرًا مُتغيِّرًا ،


 قَالَتْ لَهُ :


 إني لأنكرك يا أمير الْمُؤْمِنِين ، 


فهل حدَّث أمر تكرهه أَوْ أتاك خبرٌ ارْتَعْتَ لَهُ ؟


 فَقَالَ لا ،


 والحمد للَّه ،


 ثُمّ لَمْ تزل تستخبره حَتَّى أخبرها بمقالة خَالِد


، قَالَتْ :


فَمَا قُلْتُ لابْن الفاعلة ؟ فَقَالَ لها :


 ينصحني وتشتمينه !


فخرجت إليّ مواليها من البخارية فأمرتُها بضرب خَالِد ،


قَالَ خَالِد :


 فخرجتُ إِلَى الدار مسرورًا بما ألقيتُ إِلَى أمير الْمُؤْمِنِين ،


 وَلَم أشك فِي الصِّلَة ،


فبينا أَنَا واقفًا إذ أقبلت البخارية تسأل عني ،


 فحققتُ الجائزة والصلة ، فقلت لهم :


هأنذا ،


 فاسْتَبَقَ إِلَى أحدُهم بخشبةٍ فَلَمَّا أهوى إليّ غمزتُ بِرْذَوني ولحقني ،


فضرب كفله ،


 وتنادى إليّ الباقون وغمزتُ البرذون فأسرع ،


ثُمّ راكضتهم فَفُتُّهم ، واختفيتُ فِي منزلي أيامًا مَعَ الصَّحابة قَالَ القاضي :


الصواب :


 اسْتخفيتُ


، ووقع فِي قلبي أني أُتِيت من قِبَل أم سَلَمَة ،


 فطلبني أَبُو العباس ، فلم يجدني ،


 فلم أشعر إِلا بقوم قَدْ هجموا علي ،


 فقالوا :


اجب أمير الْمُؤْمِنِين ،


فسبق إلى قلبي أَنَّهُ الموت ،


 فقلت :


 إنا للَّه وإنا إِلَيْهِ راجعون ،


 لَمْ أَرَ دَمَ شيخٍ أضْيع ،


 فركبتُ إِلَى دار أمير الْمُؤْمِنِين ، ثُ


مّ لَمْ ألبث أن أَذن لي فأصبته خاليًا فرجع إليّ عقلي ،


ونظرتُ فِي المجلس ببيتٍ عَلَيْه سُتُورٌ رِقاق ،


فَقَالَ :


 يا خَالِد لَمْ أراك


! قُلْتُ :


 كنتُ عليلا ،


 قَالَ


: ويحك !


إنك وَصَفْتِ لأمير الْمُؤْمِنِين فِي آخر دَخْلةٍ دخلتها


عليَّ من أمور النّساء والجواري صفةً لَمْ يخرق مسامعي


قطّ كلام أحسن منه ، فأعِدْهُ علي


، قَالَ


: وسَمِعْتُ حِسًّا خلف السِّتْر ،


 فَقَالَ


: نعم يا أمير الْمُؤْمِنِين ،


أعلمتك أن العرب إنما اشْتَقَّت اسم الضُّرَّتين من الضُّر ،


 وأن أحدًا لَمْ يَكُنْ عنده من النّساء أكثر من واحدة إِلا كَانَ فِي ضُرٍّ وتنغيص ،


 قَالَ لَهُ أَبُو الْعَبَّاس :


 لَمْ يَكُنْ هَذَا فِي الْحَدِيث ،


 قَالَ :


 بلى ،


 واللَّه يا أمير الْمُؤْمِنِين ،


 قَالَ :


 فأُنْسيت إذًا ،


 فأَتمم الْحَدِيث ،


قَالَ


: وأخبرتُك أن الثلاث من النّساء كأثَافِي الْقِدْرِ يُغْلى عليهن ،


قَالَ


: برئتُ من قرابتي من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إن كُنْت سَمِعْتُ هَذَا منك وَلا مرَّ فِي حديثك ،


قَالَ :


 وأخبرتك أن الأربع من النّساء شَرٌّ مجموع لصاحبهن يُشَيِّبْنَهُ ويهْرِمْنه ويحقرنه ،


 ويقسمنه ،


 قَالَ :


 لا والله ما سَمِعْتُ هَذَا منك وَلا من غيرك ،


 قُلْتُ :


بلى والله ،


 قَالَ : أفتكذِّبُني ؟ ،


قُلْتُ :


 أفَتَقْتُلُني !


 نعم واللَّه يا أمير الْمُؤْمِنِين ،


وأخبرتك أن أبكار الإماء رجال إِلا أنهن ليست لهن خُصًى ،


 قَالَ خَالِد :


 فسمعت ضحِكًا من خلف السِّتر ،


 ثُمّ قَالَتْ :


 نعم ،


أن عندك ريحانة قريش ،


 وأنك تطمح بعينيك إِلَى النّساء والجواري ،


 قَالَ :


فَقِيل لي من وراء الستر :


صَدَقْتَ واللَّه يا عمّاه ،


 بِهَذَا حدثته ولكنه غَيْر حديثك ونطق عَنْ لسانك ،


فَقَالَ أَبُو العباس :


 مالك قاتلك اللَّه ، 


وفعل بك وفعل ؟ ، 


قَالَ :


 وانسللت ،


 قَالَ :


 فبعثت إِلَى أم سَلَمَة بعشرة آلاف دِرْهَم ، وبرذون وتَختْ . 





ليست هناك تعليقات: