ابن صفوان ينصح السفاح بالاستمتاع بالنساء
عَلَى أَبِي الْعَبَّاس وليس عنده أحد ،
فَقَالَ :
يا أمير الْمُؤْمِنِين ،
إني واللَّه ما زلتُ منذُ قلَّدك اللَّه تعالى خلافة الْمُسْلِمِين
إِلا وأنا أحبّ أن أصير مثل هَذَا الموقف فِي الخلوة ،
فَإِن رَأَى أمير الْمُؤْمِنِين أن يأمر بإمساك الباب حَتَّى أفرغ فعل ،
قَالَ : فأمر الحاجبَ بِذَلِك ، فَقَالَ : يا أمير الْمُؤْمِنِين ،
إني فكرت فِي أمرك ، وأَجَلْتُ الفكر فيك فلم أر أحدًا لَهُ مثل قَدْرِك ،
وَلا أقل استمتاعًا فِي الاستمتاع بالنساء منك ، وَلا أضيق فيهن عيشًا ،
إنك ملكتَ نفسك امرأةً من نساء العالمين واقتصرت عليها ،
فَإِن مَرضَتْ مَرِضْتَ ،
وإن غابتْ غبت ، وإن عَرَكَتْ عَرَكْتَ ،
وحَرَمْتَ نفسك يا أمير الْمُؤْمِنِين التلذُّذ باستطراف الجَوَارِي ،
وبمعرفة اخْتِلاف أحوالهن ،
والتلذُّذ بما يُشتهى منهن ؟
إن منهن يا أمير الْمُؤْمِنِين الطويلة التي تُشتهى لجسماها ،
والبيضاء التي تحب لروعتها ،
والسَّمْراء اللَّعْسَاء ،
والصَّفراءُ العجزاءُ ،
ومولدات المدينة والطائف واليمامة ذوات الألسن العذبة والجواب الحاضر ،
وبنات سائر الملوك ،
وما يشتهى من نظافتهن وحسن هندامهن ، وتخلل بلسانه فأطنب فِي
صفات ضُروب الجَوَارِي وشَوَّقَهُ إليهن ،
فَلَمَّا فرغ خَالِد ،
قَالَ
: ويحك !
ما سلك مسامعي واللَّه كلامٌ قطّ أحسنَ من هَذَا ،
فأعدْ عليَّ كلامك فقد وقع مني موقعًا ،
فأعاد عَلَيْه خَالِد كلامه بأحسن مما ابتدأه ،
ثُمّ قَالَ :
انصرف ،
وبقي أَبُو الْعَبَّاس مُفكِّرًا فيما سَمِع من خَالِد يُقَسّم أمره ،
فبينا هُوَ يفكِّر إذ دخلت عَلَيْه أم سَلَمَة ،
وَقَدْ كَانَ أَبُو الْعَبَّاس حَلَفَ أن لا يتخذ عليها ووَفَّى لها ،
فَلَمَّا رأته مفكرًا مُتغيِّرًا ،
قَالَتْ لَهُ :
إني لأنكرك يا أمير الْمُؤْمِنِين ،
فهل حدَّث أمر تكرهه أَوْ أتاك خبرٌ ارْتَعْتَ لَهُ ؟
فَقَالَ لا ،
والحمد للَّه ،
ثُمّ لَمْ تزل تستخبره حَتَّى أخبرها بمقالة خَالِد
، قَالَتْ :
فَمَا قُلْتُ لابْن الفاعلة ؟ فَقَالَ لها :
ينصحني وتشتمينه !
فخرجت إليّ مواليها من البخارية فأمرتُها بضرب خَالِد ،
قَالَ خَالِد :
فخرجتُ إِلَى الدار مسرورًا بما ألقيتُ إِلَى أمير الْمُؤْمِنِين ،
وَلَم أشك فِي الصِّلَة ،
فبينا أَنَا واقفًا إذ أقبلت البخارية تسأل عني ،
فحققتُ الجائزة والصلة ، فقلت لهم :
هأنذا ،
فاسْتَبَقَ إِلَى أحدُهم بخشبةٍ فَلَمَّا أهوى إليّ غمزتُ بِرْذَوني ولحقني ،
فضرب كفله ،
وتنادى إليّ الباقون وغمزتُ البرذون فأسرع ،
ثُمّ راكضتهم فَفُتُّهم ، واختفيتُ فِي منزلي أيامًا مَعَ الصَّحابة قَالَ القاضي :
الصواب :
اسْتخفيتُ
، ووقع فِي قلبي أني أُتِيت من قِبَل أم سَلَمَة ،
فطلبني أَبُو العباس ، فلم يجدني ،
فلم أشعر إِلا بقوم قَدْ هجموا علي ،
فقالوا :
اجب أمير الْمُؤْمِنِين ،
فسبق إلى قلبي أَنَّهُ الموت ،
فقلت :
إنا للَّه وإنا إِلَيْهِ راجعون ،
لَمْ أَرَ دَمَ شيخٍ أضْيع ،
فركبتُ إِلَى دار أمير الْمُؤْمِنِين ، ثُ
مّ لَمْ ألبث أن أَذن لي فأصبته خاليًا فرجع إليّ عقلي ،
ونظرتُ فِي المجلس ببيتٍ عَلَيْه سُتُورٌ رِقاق ،
فَقَالَ :
يا خَالِد لَمْ أراك
! قُلْتُ :
كنتُ عليلا ،
قَالَ
: ويحك !
إنك وَصَفْتِ لأمير الْمُؤْمِنِين فِي آخر دَخْلةٍ دخلتها
عليَّ من أمور النّساء والجواري صفةً لَمْ يخرق مسامعي
قطّ كلام أحسن منه ، فأعِدْهُ علي
، قَالَ
: وسَمِعْتُ حِسًّا خلف السِّتْر ،
فَقَالَ
: نعم يا أمير الْمُؤْمِنِين ،
أعلمتك أن العرب إنما اشْتَقَّت اسم الضُّرَّتين من الضُّر ،
وأن أحدًا لَمْ يَكُنْ عنده من النّساء أكثر من واحدة إِلا كَانَ فِي ضُرٍّ وتنغيص ،
قَالَ لَهُ أَبُو الْعَبَّاس :
لَمْ يَكُنْ هَذَا فِي الْحَدِيث ،
قَالَ :
بلى ،
واللَّه يا أمير الْمُؤْمِنِين ،
قَالَ :
فأُنْسيت إذًا ،
فأَتمم الْحَدِيث ،
قَالَ
: وأخبرتُك أن الثلاث من النّساء كأثَافِي الْقِدْرِ يُغْلى عليهن ،
قَالَ
: برئتُ من قرابتي من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إن كُنْت سَمِعْتُ هَذَا منك وَلا مرَّ فِي حديثك ،
قَالَ :
وأخبرتك أن الأربع من النّساء شَرٌّ مجموع لصاحبهن يُشَيِّبْنَهُ ويهْرِمْنه ويحقرنه ،
ويقسمنه ،
قَالَ :
لا والله ما سَمِعْتُ هَذَا منك وَلا من غيرك ،
قُلْتُ :
بلى والله ،
قَالَ : أفتكذِّبُني ؟ ،
قُلْتُ :
أفَتَقْتُلُني !
نعم واللَّه يا أمير الْمُؤْمِنِين ،
وأخبرتك أن أبكار الإماء رجال إِلا أنهن ليست لهن خُصًى ،
قَالَ خَالِد :
فسمعت ضحِكًا من خلف السِّتر ،
ثُمّ قَالَتْ :
نعم ،
أن عندك ريحانة قريش ،
وأنك تطمح بعينيك إِلَى النّساء والجواري ،
قَالَ :
فَقِيل لي من وراء الستر :
صَدَقْتَ واللَّه يا عمّاه ،
بِهَذَا حدثته ولكنه غَيْر حديثك ونطق عَنْ لسانك ،
فَقَالَ أَبُو العباس :
مالك قاتلك اللَّه ،
وفعل بك وفعل ؟ ،
قَالَ :
وانسللت ،
قَالَ :
فبعثت إِلَى أم سَلَمَة بعشرة آلاف دِرْهَم ، وبرذون وتَختْ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق