........................................
المستغيثين بالله ................ 1 ..........................
...........................
.......................................................................
1
.......................................................................
كان رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأنصار، يكنى أبا معلق، وكان تاجرا يتجر بمال له ولغيره، ويضرب به في الآفاق، وكان ناسكا ورعا، فخرج مرة فلقيه لص مقنع في السلاح، فقال له:
ضع ما معك فإني قاتلك.
قال: ما تريد إلى دمي، شأنك بالمال.
قال: أما المال فلي ولست أريد إلا دمك.
قال: أما إذ أبيت فذرني أصلي أربع ركعات.
قال: صل ما بدا لك.
فتوضأ، ثم صلى أربع ركعات، فكان من دعائه في آخر سجدة أن قال: «يا ودود، يا ذا العرش المجيد، يا فعال لما يريد، أسألك بعزتك التي لا ترام، وملكك الذي لا يضام، وبنورك الذي ملأ أركان عرشك، أن تكفيني شر هذا اللص، يا مغيث أغثني» .
ثلاث مرات فإذ دعا بها ثلاث مرات، فإذا هو بفارس قد أقبل بيده حربة، وضعها بين أذني فرسه، فلما بصر به اللص أقبل نحوه حتى طعنه فقتله.
ثم أقبل إليه.
قال: قم.
قلت: من أنت بأبي وأمي؟ ّ! قد أغاثني الله بك اليوم.
قال:
أنا ملك من أهل السماء الرابعة، دعوت بدعائك الأول فسمعت لأبواب السماء قعقعة، ثم دعوت بدعائك الثاني فسمعت لأهل السماء ضجة، ثم دعوت بدعائك الثالث فقيل: دعاء مكروب.
فسألت الله أن يوليني قتله.
قال: أبشر واعلم أنه من توضأ وصلى أربع ركعات ودعا الدعاء، استجيب له مكروبا كان أو غير مكروب.
...........................................................................
2
...........................................................................
ان رجل بغلا إلى الطائف، اشترط عليه الكري أن ينزله حيث شاء.
قال: فمال بنا إلى خربة فقال له: انزل.
فنزل.
فإذا في الخربة قتلى كثيرة فلما أراد أن يقتله قال له: دعني أصلي ركعتين.
قال: صل؛ فقد صلى قبلك هؤلاء فلم تنفعهم صلاتهم شيئا.
قال: فلما صليت أتاني ليقتلني.
قال: فقلت: يا أرحم الراحمين.
قال: فسمع صوتا: لا تقتله.
قال: فهاب ذلك، فخرج يطلب، فلم ير شيئا فرجع إلي، فناديت: يا أرحم الراحمين.
فعل ذلك ثلاثا، فإذا أنا بفارس على فرس في يده حربة حديد، في رأسه شعلة من نار فطعنه بها فأنفذه من ظهره فوقع ميتا.
ثم قال لي: لما دعوت المرة الأولى: «يا أرحم الراحمين» ، كنت في السماء السابعة فلما دعوت في المرة الثانية: «يا أرحم الراحمين» ، كنت في السماء الدنيا فلما دعوت في المرة الثالثة: «يا أرحم الراحمين» ، أتيتك.
........................................................................
3
......................................................................
اجتمع فتيان وجالستهم امرأة جميلة، وكان قريبا منهم راهب في صومعة له، فبينا هم يتحدثون قالت لهم المرأة: أرأيتم إن فتنت هذا الراهب؟ فقال لها الفتيان: لا تستطيعين ذلك.
قالت:بلى أستطيع.
قالوا: وكيف ذلك؟ فقامت إلى الطيب، فتطيبت، ولبست من أحسن ثيابها، ثم أتت باب الصومعة ليلا، فنادت الراهب، فقالت: يا عبد الله، افتح لي الباب آوي إلى جنبه فإني أتخوف.
فلم تزل به، حتى نزل ففتح لها الباب، فدخلت فقعدت إلى جنب الباب، وصعد هو، ثم صعدت بعده ونزعت جميع ما عليها، ثم استلقت بين يديه عريانة، فنظر إلى أمر عظيم وفكر.
ثم قدم يده إلى المصباح فجعل عليه إصبعه الصغرى وهي تحترق حتى سقطت لم يحس ذلك من الشهوة.
ثم وضع إصبعه الأخرى حتى نفذت أصابعه، فلما رأت ذلك انفض فؤادها فماتت.
فلما أصبح الفتيان غدوا إليه فوجدوها عنده ميتة، فقالوا له: يا عدو الله كنت تغرنا والناس وقتلت هذه المرأة.
فأخذوه، وأوثقوه، وغسلوا المرأة وكفنوها، وقدموه ليضربوا عنقه، فطلب إليهم أن يتركوه يصلي ركعتين، ففعلوا.
فتوضأ وصلى ركعتين، ورفع يديه فدعا إلى الله، فإذا المرأة قد اضطربت في أكفانها واستوت قاعدة، فأخبرتهم بالذي رأت منه، ورد الله إليها نفسها وعاشت بعد ذلك.
وخلي الراهب، فعاد إلى صومعته، وابتنت إلى جنبه صومعة وتعبدت معه.
......................................................................
4
......................................................................
حدثني إسماعيل بن جعفر الجوهري، قال: كان عندنا رجل ببغداد يقال له: محمد بن عبيد، وكان يقاس من الزهد والعبادة إلى أحمد بن حنبل.
قال: وكانت عنده جارية، فباعها فاتبعتها نفسه، فسار إلى مولاها فقال: أقلني بيع الجارية.
قال: ما أفعل.
قال: فأربح علي عشرة دنانير.
قال: ما أفعل.
قال: بارك الله لك فيها.
فانصرف، فلما كان في الليل أراد فطره وأراد ورده من الليل، فلم يقدر عليه، وأجهد، فكتب اسمها في كفه، فكلما طرقه من أمرها طارق، رفع كفه إلى السماء وقال: يا سيدي، هذه قصتي فانظر فيها.
فلما كان في السحر فإذا الرجل يقرع الباب.
قال: من هذا؟ قال: أنا، صاحب الجارية.
قال: فخرج بالمال والربح، فقال الرجل: هذه الجارية بارك الله لك فيها.
قال: وهذا المال والربح بارك الله لك فيه.
قال: والله لا أخذت منك من ثمنها دينارا ولا درهما.
قال: ولم، يرحمك الله؟ قال: لأنه أتاني آت في منامي الليلة فقال: «رد الجارية على ابن عبيد ولك على الله الجنة» .
والحمد لله رب العالمين.
.........................................................................
5
..........................................................................
ان رجل بغلا إلى الطائف، فكان الرجل جلدا، فشرط على زيد: أن ينزل في كل مكان أراد أن ينزل فيه، فسار حتى بلغ خربة، فقال له الرجل: انزل.
فنزل، فإذا في الخربة قتلى كثيرة، فلما أراد أن يقتله قال له زيد: دعني حتى أركع ركعتين.
فقال: اركع فقد ركع هؤلاء قبلك فلم يغن عنهم شيئا.
قال: فركعت، فلما فرغت أتاني ليقتلني فناديت في صلاتي: يا أرحم الراحمين! فسمع صوتا: لا تقتله.
فخرج، فطلب، فلم ير شيئا وقال: ودنا مني فناديت: يا أرحم الراحمين! فإذا بفارس في يده حربة في طرفها نار تأجج فوضعها في صدره فقتله.
قال: فقال لي: لقد ناديت أول مرة، وأنا في السماء السابعة، ثم ناديت الثانية وأنا في السماء الدنيا، ثم ناديت الثالثة وأنا عبدك
..................................................................
6
.................................................................
عن الليث بن سعد، قال: حججت سنة ثلاث عشرة ومائة، وأنا حدث، فدخلت يوم الجمعة وقد كسفت الشمس هذا العصر، وكان بها ابن أبي مليكة وجماعة من الفقهاء، فقلت: ألا تصلون صلاة الكسوف؟ فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد صلاها وأمر بها.
فتعجبوا من جراءتي؛ قالوا لي: إن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس، وبعد الصبح حتى تطلع الشمس، والنهي منها يقطع الأمر.
ثم صعدت إلى جبل أبي قبيس لأخلو فيه وأدعو، فإذا بكهل قائم قد بسط يديه وهو يقول: «يا الله، يا الله» حتى انقطع نفسه؛ «يا رحمن، يا رحمن» حتى انقطع؛ «يا رحيم، يا رحيم» حتى انقطع نفسه؛ «يا أرحم الراحمين» حتى انقطع نفسه.
ثم قال: «اللهم، أنا جائع فأطعمني؛ اللهم، إني عريان فاكسني» .
فلم أشعر إلا وبين يديه سلة مملوءة عنبا أخضر، في غير أوان العنب، وعليها بردان جديدان.
فتقدمت إليه، فقلت: السلام عليكم ورحمة الله.
قال: وعليكم السلام ورحمة الله وبركته.
قلت: إني شريكك.
قال: في ماذا، يرحمك الله؟ قلت: أنت تدعو وأنا أُأَمِن.
قال لي: تقدم فكل.
فأكلت عنبا لا عجم له، والسلة لا تكاد تنتقص.
ثم قال لي: خذ أحب البردين إليك.
قلت: لا حاجة لي فيهما، أنا رجل موسر.
قال: قم فتوار عني.
فقمت فائتزر بأحدهما وارتدى بالآخر، وأخذ البردين الخلقين اللذين كانا عليه، فجعلهما على يده، ونزل ونزلت خلفه، فلما توسطنا سوق الليل لقيه سائل، فقال: اكسني، يا ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فأعطاه البردين الخلقين ومضى، فلحقت السائل، فقلت: من هذا؟ فقال: هذا جعفر بن محمد رضي الله عنه.
...............................................................................
7
..............................................................................
عن عبد الله بن أبي الوفاء الأسلمي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كانت له حاجة إلى الله تبارك وتعالى أو إلى
أحد فليقل: «لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين، أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كل بر، والسلامة من كل ذنب، ومن كل إثم، لا تدع لي ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا حاجة هي لك رضى إلا قضيتها، يا أرحم الراحمين» .
........................................................................
8
.........................................................................
قال توبة العنبري: عملت ليوسف بن عمر؛ قال: فحبسني حتى لم يبق في رأسي شعرة سوداء.
قال: فرأيت في المنام رجلا حسن الوجه أبيض الثوب.
فقال: يا توبة، لقد طال حبسك.
قال: قلت: أجل.
قال: قل «اللهم أسألك العفو والعافية، والمعافاة في الدنيا والآخرة» ، ثلاث مرات.
فانتبهت فكتبتها.
ثم قمت فتوضأت وصليت، فما زلت أقولها حتى السحر، وإذا رسل يوسف قد أخرجوني إليه في قيودي.
قال: أتحب أن أخليك؟ قلت: نعم.
فأطلق قيودي وخلاني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق