الثلاثاء، 8 يوليو 2014

لا تغتر بالدنيا











لا تغتر بالدنيا

.................................................................

وقيل: إن رجلين تخاصما في أرض، فأنطق الله تعالى لبنة في حائط، فقالت: يا هذان، إلى كم تتخاصمان؟ وعزة الله تعالى إنني كنت ملكاً من الملوك ملكت الدنيا ألف سنة، ثم مت وصرت ترابا ألف سنة، فأخذني خزاف فجعل مني إناء فاستعملت حتى انكسرت، ثم صرت تراباً ألف سنة، ثم أخذني رجل وضرب مني لبنة، وجعلت في هذا الحائط منذ ثلاثمائة سنة. فانصرف الرجلان ولم يتخاصما بعدها.
وقيل: مر عيسى عليه السلام بجب فتوضأ منه، وشرب، فإذا هو مُر، فسأل الله تعالى أن يكلمه الجب، فقال: يا روح الله، ما تريد مني؟ فقال: حدثني ما هذه المرارة التي فيك؟ فقال: يا روح الله، إنني كنت إنساناً، فلما قبضت
روحي وصرت تراباً رميما، ومرت علي السنين والأعوام جعلت جباً، فلم تنفك عني سكرة الموت ولا مرارته.

.....................................................................


وقيل: إن رجلاً كان خائفاً من الموت كثير الجزع والخوف، دائم الفكرة وكثير البكاء، قاداه الجزع إلى أن خرج يطوف في الأرض من غير حاجة، فلقيه ملك الموت، فقال له: يا هذا أتعرفني؟ فقال: لا أعرفك، فقال: أنا ملك الموت، فشخص الرجل وخر مغشياً عليه، فلما أفاق، قال له ملك الموت: إرجع إلى أهلك وعد المرضى، فإن رأيتني عند رجلي المريض فصف له الدواء فإنه يبرأ، وإن رأيتني عند رأسه فاعلم أن أجله قد قرب، فلا تصف له شيئاً من الدواء، وإنك عن قريب ستراني عند رأسك، فاستعد لذلك اليوم.
فرجع الرجل إلى أهله. فكان يعود المرضى ويأخذ في طبهم، فبينما هو ذات يوم عند أهله، إذ رأى ملك الموت عند رأسه، فشخص الرجل ببصره ونادى بأهله: عجلوا بصحيفة أكتبها لكم، فإني رأيت كل من كنت أخافه وأخوف الناس منه. فقال ملك الموت: الآمر أعجل من ذلك، وإنما كنت حذرتك قبل هذا اليوم لتنظر لنفسك، وألان قد انقضت مدتك، وانقطعت أيامك. فقبض روحه من قبل أن يكتب وصيته.

.............................................................................

يا ساهيا يا غافلاً عما يراد له ... حان الرحيل فما أعددت من زاد
تضن أنك تبقى سرمدا أبداً ... هيهات أنت غدا فيمن غدا غادي
مالي سوى أنني أرجو الإله لما ... أهمني فهو أرجو يوم ميعاد

............................................................................

وقيل: أوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام: يا داود، عجباً لمن أحبني، كيف يهوى قلبه سواي؟!! يا داود، قل لبني إسرائيل، لو رأيتم الجنة وما أعددت فيها لأوليائي من النعيم المقيم لما ذقتم طعاماً بشهوة، أين المشتاقون إلى لذيذ الطعام والشراب؟ أين الذين جعلوا موضع الضحك بكاء خوفا مني؟ فطالما صلوا والناس نيام.

يا داود، وعزتي وجلالي إني رضيت عنهم، ولولاهم ما رضيت على أهل الدنيا.

.......................................................................

وحياة من ملكت يداه قيادي ... لأخالفن على الهوى حسادي

ولأعصين عواذلي في حبه ... ولأهجرن لنائذي ورقادي

ولأجعلن نزاهتي فيه البكا ... ولأكحلن مدامعي بسهادي

ولأحفرن لسره بين الحشا ... قبراً ولم يعلم بذاك فؤادي

ولاحلفن يمين صدق أنني ... اخلصت فيه محبتي وودادي

هو غايتي هو منيتي هو بغيتي ... هو سيدي يا سادتي ومرادي

والحمد لله الذي خلق الورى ... حمداً له يبقى على الآباد


........................................................................





ليست هناك تعليقات: