الأربعاء، 16 يوليو 2014

حكاية الملك مع فيروز







..............................

حكاية الملك مع فيروز

..................................


يحكي ان احد الملوك طلع يوما الى اعلى قصره يتفرج فلاحت منه التفاتة فرأى امرأة على سطح دار الى جانب قصره لم ير الراؤون احسن منها فالتفت الى بعض جواريه، فقال لها: لمن هذه؟ فقالت: يا مولاي هذه زوجة غلامك فيروز قال: فنزل الملك وقد خامره حبها وشغف بها فاستدعى بفيروز وقال له: يا فيروز قال: لبيك يا مولاي قال: خذ هذا الكتاب وامض به الى البلد الفلانية وائتني بالجواب 
فأخذ فيروز الكتاب وتوجه إلى منزله فوضع الكتاب تحت رأسه وجهز امره وبات ليلته، فلما اصبح ودع اهله وسار طالبا لحاجة الملك ولم يعلم بما قد دبره الملك واما الملك فإنه لما توجه فيروز قام مسرعا وتوجه متخفيا الى دار فيروز فقرع الباب قرعا خفيفا فقالت امرأة فيروز: من بالباب؟ قال: انا الملك سيد زوجك،، ففتحت له فدخل وجلس فقالت له: ارى مولانا اليوم عندنا فقال: زائر فقالت: اعوذ بالله من هذه الزيارة وما اظن فيها خيرا فقال لها: ويحك انني الملك سيد زوجك وما اظنك عرفتني فقالت: بل عرفتك يا مولاي ولقد علمت انك الملك ولكن سبقتك الاوائل في قولهم
...........................

سأترك ماءكم من غير ورد ** وذاك لكثرة الـوراد فيـه 

اذا سقط الذباب على طعام ** رفعت يدي ونفسي تشتهيه 

وتجتنب الاسود ورود ماء ** اذا كان الكلاب ولغن فيه 

ويرتجع الكريم خميص بطن ** ولا يرضى مساهمة السفيه
...........................
وما احسن يا مولاي قول الشاعر
...............................................

قل للذي شفه الغـرام بنـا ** وصاحب الغدر غير مصحوب 

والله لا قـال قائـل ابـداً ** قد   اكل  الليث  فضلة  الذئب
......................................................
ثم قالت: ايها الملك تأتي الى موضع شرب كلبك تشرب منه

قال: فاستحيا الملك من كلامها وخرج وتركها فنسي نعله في الدار 

هذا ما كان من الملك، واما ما كان من فيروز فانه لما خرج وسار تفقد الكتاب فلم يجده معه في 

رأسه فتذكر انه نسيه تحت فراشه فرجع الى داره فوافق وصوله عقب خروج الملك من داره 

فوجد نعل الملك في الدار فطاش عقله وعلم ان الملك لم يرسله في هذه السفرة الا لامر يفعله 

فسكت ولم يبد كلاما واخذ الكتاب وسار الى حاجة الملك فقضاها ثم عاد اليه فأنعم عليه بمائة 

دينار فمضى فيروز الى السوق واشترى ما يليق بالنساء وهيأ هدية حسنة واتى إلى زوجته 

فسلمعليها، وقال لها: قومي الى زيارة بيت ابيك 

قالت: وما ذاك؟ 

قال: ان الملك انعم علينا واريد ان تظهري لاهلك ذلك 

قالت: حبا وكرامة 

ثم قامت من ساعتها وتوجهت الى بيت ابيها ففرحوا بها وبما جاءت به معها فأقامت عند اهلها 

شهر فلم يذكرها زوجها ولا الم بها فأتى اليه اخوها، وقال له: يا فيروز اما ان تخبرنا بسبب 

غضبك واما ان تحاكمنا الى الملك 

فقال: ان شئتم الحكم فافعلوا فما تركت لها علي حقا 

فطلبوه الى الحكم فأتى معهم وكان القاضي انذاك عند الملك جالسا الى جانبه 

فقال اخو الصبية: ايد الله مولانا قاضي القضاة اني أجرت هذا الغلام بستانا سالم الحيطان ببئر 

ماء معين عامرة واشجار مثمرة فأكل ثمره وهدم حيطانه واخرب بئره 

فالتفت القاضي إلى فيروز، وقال له: ما تقول يا غلام؟ 

فقال فيروز: ايها القاضي قد تسلمت هذا البستان وسلمته اليه احسن ما كان 

فقال القاضي: هل سلم اليك البستان كما كان 

قال: نعم ولكن اريد منه السبب لرده 

قال القاضي: ما قولك؟ 

قال: والله يا مولاي ما رددت البستان كراهة فيه وانما جئت يوما من الايام فوجدت فيه اثر 

الاسد فخفت ان يغتالني فحرمت دخول البستان اكراما للاسد 

وكان الملك متكئا فاستوى جالسا، وقال: يا فيروز ارجع الى بستانك آمنا مطمئنا فوالله ان 

الاسد دخل البستان ولم يؤثر فيه اثرا ولا التمس منه ورقا ولا ثمرا ولا شيئا ولم يلبث فيه غير 

لحظة يسيرة وخرج من غير بأس ووالله ما رأيت مثل بستانك ولا اشد احترازا من حيطانه على 

شجره فرجع فيروز الى داره ورد زوجته ولم يعلم القاضي ولا غيرهشيء من ذلك

 .........................................................

ليست هناك تعليقات: