الثلاثاء، 10 يونيو 2014

حوارالصدق و الكذب








حوارالصدق و الكذب





قال الكذبُ للصدق:

· كم لوناً لك؟

* لماذا تسأل؟ لي لونٌ واحد، لون الصدق والصراحة. أنا ثابت في لوني. وأنت هل لك أكثرُ من لون؟

· بالطبع إني أتلون وأتغير حسب الظروف. أما سمعت بالكذبة البيضاء؟

* هذا يعني بالتأكيد أن لك ألواناً عديدة. لأنهم فيما يتكلمون عن كذب أبيض، فهذا أكبر دليل على وجود كذب أسود وغيرِ أسود أيضاً. وأريد أن أسألَك ما الفرقُ بين الكذبة البيضاء والكذبة السوداء؟

· إنهم يسمونها بيضاء لأنها تنجي صاحبَها، وتستر عليه، وتخفف من حدة النقاش والتساؤلات بين الأطراف، ولكن، لوقت قصير.انهم يستعملونها وقد تعودوا عليها وليست سوى مدخلٍ لكذب أخطر.

* لقد سألتك عن الفرق فرحتَ تشرحُ بإسهاب, فإني أكررُ السؤالَ، ما الفرق بينهما؟ ما الفرقُ بين الكذبة البيضاء والكذبة السوداء؟

· كله كذب. 

* هذه هي الحقيقةُ. فالفرقُ بينكما كما الفرقُ بين هرٍ أبيضَ وآخر أسود، أو كلبٍ أبيض وكلب أسود، فكلاهما كلب. فلماذا التلون؟

· إني أتلون لأسهّلَ عملية الكذب على الكثيرين ولأغري الكثيرين.

* هذه عادةُ معلمِكَ إبليس فهو كذّابٌ منذ البدء.

· هذا ذكاء. هذا دهاء. وتجارتي رابحة وزبائني لا يُحصون، أما أصحابُك فقليلون.

* إسمح لي أن أقول: إن أصحابي، مع قلّتهم، كلّ واحد منهم يساوي ألف كذاب وكذاب. لأن رجلَ الثقة لا يُقدّرُ بثمن ومن يجده؟ الإنسان الصادقُ يُفرّح القلب، يُريح البال، يُثلجُ صدورَ محبيه. هو مصدرُ سعادةٍ وارتياح. 

· وأنت، اسمح لي أن أقول: كم من عداوةٍ سبّبتها لك صراحتُك وصدقُك.

* إني أوافقُك ولا أوافقك في الوقت ذاته.

· ما معنى كلامِك؟

* سأشرح لك. إن التقى صريحٌ صادقٌ مع كذاب، فلن يتفقا، وبالطبع ستنشأُ العداوةُ بينهما. أما إذا التقى صريحان صادقان فإنهما سيتوافقان، حتماً، مهما توسعت صراحتهما.

· لماذا لا توافقني على أن الكذبةَ البيضاء لها طابعُ المزاح أكثرُ من الكذب.

* سوف أناقشك بأسلوب آخر. ماذا لو مزح قلبُك معك وتوقف لعدة دقائق مثلاً؟ ماذا لو توقفت رئتاك عن التنفس بعضَ الوقت؟ مهما أطلقت على نفسِك من أسماء لن تكونَ سوى مجرّد كذب.

· لقد ضخمت الأمور، فالكذبةُ البيضاء ليست الا كذبةً صغيرة لا تقدّم ولا تؤخّر.

* كلُ شيء يبدأُ صغيراً لينتهيَ كبيراً وخطراً.

· لا يهمُني. سأحافظُ على ألواني طالما أكثريتُهم يفضّلونني ولا يميّزون.

* مع الأسفِ إنهم جاهلون، وإن أصرّوا على جهلهم سيُحاسبون. إن الحقيقةَ ستفضحُك عاجلاً أم آجلاً وينتهي عملك.


للحوار قصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة

بينما كان حطاب يحطب ويجمع الحطب ويصنع منه أكواماً قبل نقله إلى بيته ، إذا بشاب يركض ويلهث من التعب ، فلما وصل إليه طلب منه أن يخبئه في أحد أكوام الحطب كي لا يراه أعداؤه الذين هم في أثره يريدون قتله ،
فقال الحطاب : أدخل في ذلك الكوم الكبير ، فدخل وغطاه ببعض الحطب كي لا يرى منه شيء .
وأخذ الحطاب يحتطب ويجمع الحطب .
وبعد قليل أبصر الحطاب رجلين مسرعين نحوه ، فلما وصلا سألاه عن شاب مر به قبل قليل ووصفاه له ، وإذا به الشاب نفسه المختبئ عنده ، فقال لهم :
نعم لقد رأيته وخبأته عنكما في ذلك الكوم ابحثوا عنه فأنكم ستجدونه ، والشاب في كوم الحطب يسمع الحديث ، فكاد قلبه يقف لشدة الخوف والهلع عندما سمع الحطاب يخبرهم بمكانه .
فقال أحدهما للآخر :
إن هذا الحطاب الخبيث يريد أن يشغلنا في البحث عنه في كوم الحطب الكبير هذا ليعطيه فرصة للهرب ، لا تصدقه ، فليس من المعقول أن يخبئه ثم يدل عليه ، هيا نسرع للحاق به .
ومضيا في طريقهما مسرعين .
ولما ابتعدا واختفيا عن الأنظار خرج الشاب من كوم الحطب مذهولاً مستغرباً ، وقد بدت عليه آثار الاضطراب والخوف والغضب ، فقال معاتباً الحطاب : كيف تخبئني عندك وتخبرهم عني ، أليس لك قلب يشفق ؟ !
أليست عندك رحمة .. أليس .. أليس ... ؟
فقال الحطاب :
يا بني إذا كان الكذب ينجي فالصدق أنجى ، ووالله لو كذبت عليهم لبحثوا عنك ووجدوك ...
سر على بركة الله وإياك والكذب .
وأعلم أن الصدق طريق النجاة 
.

 

وقد ورد عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما
أنه قال:
أربع من كنَّ فيه فقد ربح:
الصدق ..والحياء.. وحسن
الخلق.. والشكر.






ليست هناك تعليقات: