نداء من القلب
أما الوقفة الثالثة نداء اهديه من قلبي إلى قلوبكم فأقول أيها الغافل يا من تسير في طريق الغفلة والضياع ألا تتقي الله أما تستحي من الله تعالى وهو ينظر إليك أما تخشى من عقابه وعذابه كما سمعت أنفا ألا تخاف أخذه إن أخذه اليم شديد إلى متى تبقى على وقفتك ولا تحيد أما تستوحش من كثرة الذنوب أما تغار وأنت ترى عباد الله يسارعون بالخيرات والطاعات وأنت غارق في غفلتك أيها المغرور لا تغتر بالدنيا فإنها ذاهبة ولا تنفعك بها شهوة زائلة ألا تعلم أن غفلتك عن الله من أعظم العقوبة. أناديك أخي الغالي وأناديكِ أختي الغالية فأقول ألا تستجيبون لنداء الله، من هو ارحم من الأم بابنها انه الرحمن الرحيم انه الكبير المتعال ينادي (( يا بني ادم لا يفتتنكم الشيطان كما اخرج أبويكم من الجنة )) فأين المستجيب لنداء الله الناس في غفلة والموت يوقظهم ينقضي العمر يشيعون أهاليهم بجمعهم وينظرون إلى ما فيه قد قدروا ويرجعون إلى أحلام غفلتهم كأنهم ما رأوا شيئا أو نظروا فيا أيها الغافل إن كنت من الذاكرين المصلين العابدين فاستمع لما أعده الله لهم من أهل النعيم وما اعد الله للذاكرين الشاكرين قال سبحانه وتعالى (( اعد الله لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك الفوز العظيم)) وقال عز من قائل (( تحيتهم يوم يلقونه سلام واعد لهم أجرا كريما)) فأبشر يا خائف وابشر يا طائع فابشر بجنة طابت وطاب نعيمها ونعيمها بباق وليس بفاني فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر فلتكن أنت من أهلها بإذن الله تتمتع بحورها ونعيمها وأنهارها وخيرها وقصورها وأنت تأكل من ثمارها وتشرب من مائها. أخي الغالي ربما تساءلت عن نعيمها ففيها الحور الحسان حور مقصورات في الخيام والطعام الكريم ولحم طير مما يشتهون آنيتهم الذهب والفضة عاليهم ثياب خضر سندس وإستبرق وحلو أساور من فضة وسقاهم ربهم شرابا طهورا. اللهم اجعلنا منهم يا رب العالمين. أرضها المسك والزعفران تأمل يا غافل وتأمل يا من ترجو رحمة عرضها السموات والأرض تأمل في ارض الجنة أرضها المسك والزعفران وسقفها عرش الرحمن فابشروا يا معشر المؤمنين وابشروا يا معشر التائبين وابشروا يا معشر الصالحين (( وبشر الذين امنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار كلما رزقوا فيها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأوتوا به متشابها ولهم فيها أزواجا مطهرة وهم فيها خالدون )) وان سالت عن أنهارها فأنهارها من ماء غير آسن وانهار من لبن لم يتغير طعمه وانهار من عسل مصفى وانهار من خمر لذة للشاربين وان سالت عن شراب أهل الجنة فالتسنيم والزنجبيل. وان سالت عن بناء الجنة فلبنة من فضة ولبنة من ذهب. وان سالت عن سعتها فأدنى أهلها يسير في ملكه وسروره وقصوره وبساتينه مسيرة ألفي عام. وان سالت عن وجوه أهلها فوجوه ناضرة إلى ربها ناظرة. وان سالت عن غلمانها فولدان مخلدون كأنهم لؤلؤ مكنون. وان سالت عن يوم المزيد فاستمع يوم ينادي المنادي يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعدا يريد أن يلجئكموه فيقولون الم يبيض وجوهنا ويثقل موازيننا ويدخلنا الجنة ويزحزحنا عن النار وبينما هم كذلك إذا سطع لهم نور أشرقت له الجنة فرفعوا رؤوسهم فإذا الجبار جل جلاله وتقدست أسمائه قد اشرف عليهم من فوقهم وهو يناديهم يا أهل الجنة سلام عليكم بما صبرتم فلا يرد عليه بأحسن من قولهم اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام ثم ينادي الرحمن أين عبادي الذين أطاعوني بالغيب ولم يروني فهذا يوم المزيد فاسألوني فيجتمعون على كلمة واحدة أرنا وجهك ننظر إليه فيكشف لهم الرب جل جلاله الحجب ويتجلى لهم فيغشاهم من نوره ما لولا أن الله تعالى قضى إلا يحترقوا لاحترقوا ولا يبقى في ذاك المجلس احد إلا حاضره ربه محاضرة فيا لذة الإسماع بتلك المحاضرة ويا قرة عيون الأبرار بالنظر إلى وجهه ((ووجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ووجوه يومئذ باسرة تظن أن يفعل بها فاقره)) حينما شاء كرم الجبار جل جلاله أكرمهم بالنظر الى وجهه فإذا بالجبار جل جلاله يحاضرهم فيا حبذا تلك المحاضرة فيدخلهم جنته جل جلاله فينادون الجبار يا ربنا هل رضيت علينا فيقول جل جلاله يا عبادي لو لم ارض عنكم ما أدخلتكم جنتي. الله اكبر هذا كرم الرحمن جل جلاله فماذا أعددت يا أخي وماذا اعددتي يا اخية لجنة عرضها السموات والأرض؟ وماذا أعددتم يا عباد الله لكرم الرحمن جل جلاله؟
أخي وحبيبي / أختي الغالية إن الله جل جلاله اعد جنات غالية هي جنة غالية وليست برخيصة
يا جنة الرحمن لست رخيصة بل أنتِ غالية على الكسلان
يا جنة الرضوان ليس ينالها في الألف إلا واحد لا اثنان
هذه جنة الرحمن وهذا بعض ما اعد الله جل جلاله لعباده المؤمنين لعباده الذاكرين لعباده المصلين في جنة الرضوان
فحيا على جنة عدن فإنها منازلنا الأولى وهي المخيم ارض لها ذهب والمسك طينتها والزعفران حشيش نابت فيها. اللهم اجعلنا من أهل الجنة يا ارحم الراحمين اللهم تب علينا واعف عنا يا ارحم الراحمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق