اتقِ اللهَ .. فإنّكَ ستموتُ !!
بهذه العبارة كانَ الرعيّةُ يخاطبون الخليفة الأموي عمرَ بن عبد العزيز - رحمه الله - فيبكي حتى يكاد يُغشى عليه !
واللهُ سبحانه وتعالى سمّى الموتَ (مصيبةً)
وكان أبو بكر - رضي الله عنه - يقول : كل مصيبة دون الموت تهون .
ومن أقوال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - : كفى بالقرآن والموتِ واعظًا .
الموتُ (مكتوبٌ) على كلّ حيّ .. وولادةُ الإنسانِ تعني أول ما تعني أنه (سيموتُ)
ولا يمكن لكائن من كان أن يفرّ من الموتِ
(قل إن الموت الذي تفرّون منه فإنه ملاقيكم)
(أينما تكونوا يدرككم الموتُ ولو كنتم في بروج مشيّدة)
والموتُ سابقٌ للحياةِ ولاحقٌ لها .. فهو الأصلُ وهي الفرع :
(خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسنُ عملًا)
إنّه الموتُ !!
قاصِم القياصرة ..
وكاسر الأكاسرة ..
مُذِلّ الجبابرة !
كم من ملوكٍ ،
وحُكّامٍ ،
وطواغيتَ أفناهم الردى ،
وطواهم الثرى !
كم من أغنياء ،
وفقراء ،
ووزراء ،
وأمراء ،
وحقراء ،
وكبراء ،
ومغمورين ،
ومشهورين ،
وسعداء ،
وأشقياء ..
سكنوا الأجداث ،
وأنستهم الأحداث !!
لولا :
الموتُ ،
والمرض ، والفقر ..
لما وقف أمام الإنسان شيء !
إنّه الموتُ !!
إنّه الرعب الذي يلاحقنا صباحَنا ومساءَنا ،
وفي يقظتنا ومنامنا !
إنّ اللغز المخيفُ ، والبابُ الذيْ دونه الأهوال !
والإنسانُ ذلك المخلوقُ الضعيفُ رهينُ
(الفزع)
يولَدُ صارخًا باكيًا ، ويموتُ متألّمًا شاكيًا !
(يا أيها الإنسان إنك كادحٌ إلى ربك كدحًا فملاقيه)
إنّه الموتُ !!
كم من أناسٍ شهدتُ احتضارَهم ،
وخروجَ الروح من أجسادِهم ..
فإذا هم خلقٌ غير الخلقِ ..
تتغيّر ملامحُ وجوههم ،
وتتقلّص شفاههم عن أسنانهم ..
وتصصكّ الأسنان
، ويشتدّ النزع ..
وتحين
(سكراتُ)
الموتِ ..
فيا لهولِ الموقفِ حين تغرغر الروحُ ،
وتتعالى الأنفاس ، وتعلنُ الشهقة الأخيرة ..
انتهاء (فترة) الحياة الدنيا !!
بعدَ جهدٍ جهيدٍ ، وعذابٍ شديدٍ !!
فمن منّا يتمنّى الموتَ ؟!!
يا الله !!!!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق