: المقارنة بين علماء الدنيا و علماء الآخرة
: المقارنة بين علماء الدنيا و علماء الآخرة
تأملت التحاسد بين العلماء ،
فرأيت منشأه من حب الدنيا ،
فإن علماء الآخرة يتوادون و لا يتحاسبون ،
كما قال عز و جل :
و لا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا .
و قال الله تعالى :
والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا و لإخواننا الذين سبقونا بالإيمان و لا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا .
و قد كان أبو الدرداء :
[ يدعو كل ليلة ل إخوانه ] .
و قال الإمام أحمد بن حنبل لولد الشافعي :
[ أبوك من الستة الذين أدعو لهم كل ليلة وقت السحر ] .
و الأمر الفارق بين الفئتين :
أن علماء الدنيا ينظرون إلى الرياسة فيها ،
و يحبون كثرة الجمع و الثناء .
و علماء الآخرة ،
بمعزل من إيثار ذلك ،
و قد كانوا يتخوفونه ،
و يرحمون من بلي به .
و كان النخعي ،
لا يستند إلى سارية .
و قال علقمة :
أكره أن يوطأ عقبي .
و يقال علقمة .
و كان بعضهم
، إذا جلس إليه أكثر من أربعة ،
قام عنهم .
و كانوا يتدافعون الفتوى ،
و يحبون الخمول ،
مثل القوم كمثل راكب البحر ،
و قد خب ،
فعنده شغل إلى أن يوقن بالنجاة .
و إنما كان بعضهم يدعوا لبعض ،
و يستفيد منه لأنهم ركب تصاحبوا فتوادوا ،
فالأيام
والليالي مراحلهم إلى سفر الجنة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق