استسقاء النملة
روي انه خرج سليمان يستسقي ومعه الجن والانس فمر بنملة عرجاء ناشرة جناحها ،
رافعة يديها ،
وتقول
اللهم انا خلق من خلقك ، لا غنى بنا عن رزقك ، فلا تؤاخذنا بذنوب بني آدم ،
واسقنا
فقال سليمان عليه السلام لمن كان معه : ارجعوا فقد شفع فيكم غيركم ، وفي خبر
آخر : قد كفيتم
بغيرك
يَا مَنْ يَرَى مَدَّ الْبَعُوضِ جَنَاحَهَا في ظُلْمَةِ اللَّيْلِ الْبَهِيمِ الألْيَلِ
وَيَرَى نِيَاطَ عُرُوقِهَا في نَحْرِهَا وَالْمُخُّ مِنْ تِلْكَ الْعِظَامِ النُّحَّلِ
فالمولى سبحانه يسمع ويرى دبيب النملة السوداء، في الليلة
الظلماء، تحت الصخرة
الصماء؛ فهذه هي القدرة الإلهية والعظمة
الربانية، فهو الله ذو
الجلال والإكرام سبحانه،
وأنت، أخي المسلم، إما تعي أن الله أكبر من كل
كبير، وأعظم من
كل عظيم، وأقدر من أي
شيء وأي مخلوق، هو وحده يقدر، هو وحده يعطي
ويمنع، هو
وحده يُعِزُّ ويُذِلُّ، هو وحده
يَنصُر ويُفَرِّج الكرب والهم والغم، فلِمَ
لا نلجأ إليه كما لجأت إليه
النملة؟!
إخواني، يا من تطلبون العزة والنصرة؛ لئلا نُمْنَع الخير، ونمنع
النصرة، ونمنع العزة والكرامة
والتمكين.
هيَّا - أيها المسلمون - لنجدِّد العهد مع الله من جديدٍ، ونلجأ إليه
ونستعين به وحده، وسيرينا
الله من آثار ذلك الخير الكثير، كما منح النملة
ومَن معها، ومنَح
سليمان ومن معه، ونحن
عبيدُه، وأكرَم عنده من كل مخلوقٍ آخر.
اللهم، إنَّا نسألك نَصرَك الذي وَعَدْت للمسلمين، اللهم، انصر دينك
وكتابك وسنَّة نبيِّك وعبادك
الموحِّدين، اللهم، فرِّج الكروب والهمُوم
والغمُوم، وانصر كل مسلم
مظلوم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق