الأربعاء، 24 أبريل 2013

القصة الحقيقية للسلطان العثماني سليمان القانوني (العصر الذهبي)




       القصة الحقيقية للسلطان العثماني سليمان القانوني (العصر الذهبي)













القصة الحقيقية للسلطان العثماني سليمان وليس كما حرفها الكفار وجعلوا مسلسل حريم السلطان هي الرواية

 

 


في البدايه هي قصه من تاريخنا المشرف العظيم وللاسف كثيرا منا لايعرف هذا التاريخ والاغرب ان قصتنا اليوم عن ملك هو من اعظم ملوك الاسلام واعظم سلاطين الارض على مر العصور يكفي ان اقول لكم ان دولته ومملكته هي الاكبر والاقوى والاعظم في تاريخ البشريه بإستثناء ملك سليمان عليه السلام تخيل ان 99 بالمائه من المسلمين لا يعلمون شيء عن هذا السلطان ولا حتى يعلمون اسمه لذلك اطلب منك ان تقرا القصه كامله وهذا السلطان هوالسلطان سليمان القانونى من خلفاء الدولة العثمانية وهو من اعظم سلاطين الاسلام واعدلهم واكثرهم جهادا

وللأسف الشديد شُوهت صورة الدولة العثمانية من الغربيين والمناهج التعليمية لصرف أمة الأسلام عن عظيم تاريخها وأترككم الآن مع الموضوع:

السلطان سليمان القانونى ... أكبر ملوك الإسلام !!

هو أكثر سلاطين المسلمين جهاداً وغزواً في أوروبا - ووصلت جيوش المسلمين في عهده الى قلب أوروبا عند أسوار فيينا مرتين !! - مجدد جهاد الأمة فى القرن العاشر - أقام السنّة وأحيا الملّة وقمع البدعة والروافض - صاحب انتصار المسلمين في معركة موهاكس التى كانت من أيام الله الخالدة وتُعد غرة المعارك الإسلامية فى شرق أوروبا بعد معركة نيكوبوليس وفتح القسطنطينية - وهو أعظم سلاطين الدولة العثمانية وأكثرهم هيبة ورهبة فى قلوب النصارى وأشدهم خطرا عليهم - وكان من خيار ملوك الأرض !!
حكم المسلمين قرابة ثمانية وأربعين سنة وامتدت دولة الخلافة الاسلامية في عهده في ثلاث قارات وأصبحت القوة العظمى في العالم بأسره بلا منازع وتمتلك أعتى الجيوش والأسلحة وصاحبة السيادة في البحار والمحيطات !!
يقول المؤرخ الألماني هالمر " كان هذا السلطان أشد خطرا علينا من صلاح الدين نفسه" !!!
ويقول المؤرخ الانجليزي هارولد " إن يوم موته كان من أيام أعياد النصارى "!!!
فمن كان السلطان سليمان الأول "القانونى" !!! - دعونا نسرد سيرته

نبدأ باسم الله وبه الثقة وعليه الاتكال :-
المولد والنشأة :-هو عاشر سلاطين الدولة العثمانية وثاني خليفة للمسلمين في الدولة العثمانية - وُلد السلطان سليمان خان الأول بن السلطان سليم الأول عام 900هـ - كان طويل القامة حسن الوجه - وكان أبوه هو السلطان سليم الأول الذى ضم مصر والشام للدولة العثمانية - والذى تنازل له آخر خليفة عباسي فى القاهرة عن الخلافة وأرسل له مفاتيح الحرمين - وأصبح أول خليفة من الدولة العثمانية ولُقب بخادم الحرمين الشريفين .

وكان ميلاد السلطان سليمان الأول – رحمه الله – خير وبركة على الأمة الاسلامية واستبشر به المسلمون خيرا - وظل السلطان سليمان الأول – رحمه الله – في كنف أبيه السلطان سليم يربيه ويرعاه ويدربه على أمور السياسة والحكم - فكان أميرا على بعض الولايات فى الأناضول أثناء خلافة أبيه وظل على ذلك الأمر حتى توفى أبيه السلطان سليم الأول عام 926هـ - وتولى الخلافة سليمان الأول ودخلت الدولة الإسلامية في عهد جديد - عهد السلطان الفاتح الغازى المجاهد سليمان الأول..... !!

السلطان سليمان الأول خليفة المسلمين :-تولى السلطان سليمان الأول الخلافة وهو ابن 26 سنة !! - أول شيء فعله السلطان سليمان – رحمه الله – أنه أقام السنّة وأعلى منارها وقمع البدعة وأهلها وقضى على الروافض وأحيا الملة ونشر العدل في ربوع الدولة الاسلامية فاستبشر الناس خيرا بعهده - وكان السلطان سليمان يستفتح رسائله بقول الله تعالى (إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم ) تيمنا بنبى الله سليمان – عليه السلام - حتى قال عنه المؤرخون انه " سليمان زمانه " لكثرة جنده ولعظيم هيبته ولنفاذ أمره في ملـوك الأرض- ولإقامته للسنّة ولجهاده ضد النصارى - وقـال أحدهم شعرا حين تولى الخلافة :

قل للشياطين البغاة اخسأوا *** قد أوتى المُلك سليمانُ

خوذة حرب كان يضعها المجاهدين فى عهد الدولة العثمانية


واجمع المؤرخون من المسلمين وغيرهم ان ذروة مجد الدولة العثمانية وأعظم أيامها كان فى أيام السلطان سليمان القانونى - وأنه كان آخر سعد الدولة العثمانية - وكان رحمه الله روؤفا برعيته وترأف بحال الناس فأطلق سراح 600 مسجون من مأسوري مصر ...
وردع الظالمين عن المظالم - وردع أهل الشرور والمفاسد - وأمن الناس في أيامه وانتشر العدل فيسائر الأركان - واندثر الظلم - واجتهد رحمه الله فى أول جلوسه فى نفى الزنادقة والمبتدعين في الدين .. !!

حتى قال الشاعر فى قصيدته العصماء التى ساوردها كلها فى نهاية الموضوع :-

مليكٌ يرى أن ليس فى الأرض مشتهى *** سوى منع دين الله مما يُغيّرُ

الله أكبر والعزة لله ... افلح من كان هذا هدفه وتلك غايته !!!
وعمل السلطان سليمان تعديلات إدارية في إدارة الدولة الاسلامية وشؤون أفرادها من مختلف الديانات والجنسيات والأعراق والأقليات - فجلب السلطان سليمان العلماء الربانيين وجلس معهم ووضع قوانين إدارية مستمدة من الشريعة الإسلامية - وبالفعل كان من أهم أعمال السلطان سليمان الإدارية انه وضع قانون الدولة العثمانية المسمى " قانون سليمان نامه" اى "قانون السلطان سليمان " وكان الذى شاركه في وضع تلك القوانين من القرآن والسنة هو العالم الجليل أبو السعود أفندي المفسر الكبير وصاحب التفسير العظيم " إرشاد العقل السليم الى مزايا الكتاب الكريم" المشهور بـ "تفسير أبى السعود" .....
فانظروا كيف كان حكام المسلمين يستعينون بالعلماء ولا يستغنون عن مشورتهم - وجعل السلطان سليمان منصب الفتوى أعلى المناصب قاطبةً بعد منصب الخلافة !!!
وبعد وضع تلك القوانين الإدارية التي تحكم الدولة الاسلامية - أخذ السلطان سليمان بتطبيقها بكل عدل ومساواة وبكل حزم - فكما قيل : الحزم سياج العدل !!
ومن هنا جاءت تسمية السلطان سليمان الأول بـ"القانوني" - ليس لأنه من وضع القوانين - بل لتطبيقه تلك القوانين بكل صرامة لا يفرق بين كبير او صغير ولا بين عامة وخاصة !!
الله أكبر .. منذ تولى السلطان سليمان القانوني الخلافة - لم يركن الى الدعة والراحة - بل لبس لامة الحرب من أول يوم وظل مجاهدا الى آخر يوم في عمره وما ترك الجهاد قط - ما كان ينزل من على صهوة جواده إلا ليمتطي جوادا آخر ليمضي مجاهدا في سبيل الله ولإعلاء كلمة الله !!
ولا عجب من ان معظم الحديث عن السلطان سليمان القانوني سيكون عن جهاده - لأنه لا يوجد جانب أعظم ولا أروع في سيرة السلطان سليمان إلا جهاده ضد المشركين فى أوروبا وفتوحاته المجيدة !!

جهاد السلطان سليمان القانوني :استطاع السلطان سليمان القانوني ان يوسع رقعة الدولة الإسلامية في ثلاث قارات حتى أصبحت دولة مترامية الأطراف - وكان سبيله في تحقيق هذا الهدف هو سيفه ودرعه !!
لكم ان تعلموا ان المؤرخين ذكروا ان عدد ما افتتحه السلطان سليمان القانوني فى حياته من الحصون والقلاع والمدن ما يناهز 360 حصنا !!
وما علمنا ان من قادة المسلمين قديما وحديثا افتتح مثل هذا العدد !!

تعالوا نرى نبذا من جهاد السلطان سليمان القانوني وسأكتفي بالمحطات الرئيسية ...

فتح بلجراد ( 25 رمضان 926هـ - 31 أغسطس 1521م)
عندما جلس السلطان سليمان القانوني على كرسي الخلافة - كان أول ما فعله هو إرسال رسالة الى ملوك أوروبا يُعلمهم بتوليه الخلافة ويأمرهم بدفع الجزية المقررة عليهم كما كانوا يفعلون في عهد أبيه السلطان سليم الأول .
فما كان من ملك المجر إلا أن قتل رسول السلطان سليمان !!
فاستشاط السلطان سليمان غضبا وانفعل قائلا : أيُقتل سفير دولة الإسلام !!! .. أيهددنى ملك المجر !!
فما أصبح الصباح إلا وقد أعدّ السلطان سليمان جيشا جرار مدعوما بالسفن الحربية وكان السلطان سليمان بنفسه على رأس هذا الجيش وكان قاصدا مدينة بلجراد المنيعة والتى تُعد بوابة أوروبا الوسطى وحصن المسيحية كما كانوا يطلقون عليها !!
ولكم أن تعلموا ان محمد الفاتح رحمه الله حاول أن يفتح بلجراد ولكنه فشل - بل وأصيب إصابات خطيرة أثناء حصارها ... ولما انصرف عنها قال : عسى ان يخرج الله من أحفادى من يفتح تلك المدينة على يديه !!
بلجراد كانت لها مكانة عظيمة في قلوب النصارى وخصوصا بعد سقوط القسطنطينية وسمّوها (حصن المسيحية) !!

حصار محمد الفاتح لبلجراد 1456م

ويذكر المؤرخون ان السلطان سليمان عندما كان وليا للعهد كان يمنّي نفسه بفتح بلجراد التى عجز أجداده ( مراد الثانى - محمد الفاتح - بايزيد الثانى ) من فتحها !!
توجه السلطان سليمان القانوني على رأس جيش عرمرم مكوّن من كتائب الإنكشارية الذين ما ان يسمع النصارى في أوروبا باسمهم يأخذ الرعب منهم كل مأخذ وترتعد فرائصهم -ومزود بأعتى المدافع والأسلحة يمدهم 3 آلاف جمل محمل بالأسلحة و30 ألف جمل محمل بالمهمات وسفن تحمل الخيول و50 سفينة حربية و مئات من المدافع العملاقة الفتاكة التس كانت فخر الجيوش الإسلامية ..
وبالفعل يبدأ السلطان سليمان في حصار قلعة بلجراد - وبعد شهرين ونصف من الحصار تسقط قلعة بلجراد فى 2 رمضان 927هـ - ثم دخل السلطان سليمان القانونى المدينة نفسها فاتحاً يوم 26 رمضان 927هـ ... !!

وكان يوماً مشهودا - وأمر السلطان سليمان أن يرفع الآذان من القلعة - ويذكر صاحب كتاب "تاريخ
بلجراد الاسلامية" نقلاً عن صاحب يوميات السلطان سليمان الى بلجراد " بعون الله تعالى تم اليوم فتح قلعة بلغراد ... وارتفع صوت المؤذن من القلعة" - ونزل خبر سقوط بلجراد على النصارى والبابا فى روما كالصاعقة وارتعدت فرائصهم من الرعب !!
وعلموا وقتها أنهم أمام سلطان من طراز فريد - وعلموا أنه سيعيد لهم سيرة بايزيد الأول ومحمد الفاتح - فوقعت هيبته في قلوب ملوك أوروبا قاطبةً - وبعث اليه ملك روسيا والبندقية وسائر ملوك أوروبا يهنئونه بالفتح ويعطونه الجزية عن يد وهم صاغرون !!
ومن يومها سمّى المسلمون بلجراد (دار الجهاد) وكان منها القاعدة الحربية لانطلاق جيوش المسلمين لغزو باقى أوروبا - واهتم المسلمون بالأوجه الحضارية فى بلجراد حتى سمّاها المؤرخون (أندلس البلقان) وكانت تنعم بأوجه الحضارة بينما كانت سائر بلاد أوروبا لا تعرف شيئا عن أوجه الحضارة ولا عن تخطيط الشوارع ورصفها وإنارتها ليلا !!
مَن مِن المسلمين الآن يعرف شيئاً عن بلجراد الاسلامية !!!
فقد ضاعت كما ضاعت الأندلس - فصدق من سمّاها (أندلس البلقان) فهى شبيهة الأندلس فى حدث إقامتها وحدث نهايتها !!
وظل السلطان سليمان القانونى فى بلجراد حتى عيد الفطر وأقام صلاة العيد فى أكبر كنائسها بعد تحويله الى مسجد ولم ينزل السلطان سليمان من جواده حتى امتطى جوادا آخر مجاهدا فى سبيل الله رافعا كلمة الله خفاقة ...

فتح جزيرة رودس (13 صفر 929هـ - 1 يناير 1523م)

كانت جزيرة رودس هى الشوكة المنيعة التي في حلق الدولة العثمانية - والتي تمتاز بمناعة وتحصين نادر جدا ورهيب - حتى ان سلاطين المسلمين فى صدر الدولة العثمانية ما استطاعوا فتحها ابدا كمحمد الفاتح !!
وكان يسكن جزيرة رودس نصارى الروم الصليبين المسمون
(فرسان القديس يوحنا) الذين طُردوا من بلاد الشام بعد الحملات الصليبية - وكانوا تحت سلطة البابا في روما - وكانوا على عصبية شديدة جدا ضد المسلمين - فكان طوال مكثهم يغيرون على سفن المسلمين المتجهة للحجاز يقتلون رجالهم ويأسرون أطفالهم ويهتكوا عرض نسائهم وينهبوا أموالهم ويقتلون الحجيج ويحرقون سفن المسلمين وكانوا يبغضون المسلمين جدا - ويستغلون حصونهم فى الجزيرة المنيعة - فكانوا على اطمئنان بأن المسلمين لن يستطيعوا ان يصلوا اليهم ..
نهب الصليبيين فى رودس أحد السفن الإسلامية التى تُقلّ الحجيج والتجار المسلمين فقتلوهم وحرقوا سفنهم - وعلم السلطان سليمان القانوني بهذا الخبر - فاستشاط غضبا لله وأقسم أنه لن يركن للراحة حتى يفتح جزيرة رودس ويطرد الكفار الملاعين منها !!
وبالفعل أخذ السلطان سليمان استعداده لفتح جزيرة رودس براً وبحراً - واستغل انشغال ملوك أوروبا بالحروب بينهم - وانشغال بابا الفاتيكان بالتصدي لدعوة مارتن لوثر وقيام المذهب البروستانتي - فأرسل حملة عسكرية بقيادة مصطفى باشا قوامها 200 ألف جندى مزودين بأعتى المدافع ومعهم 700 سفينة حربية وبدأ الهجوم على أسوار رودس إلا أنهم لم يصيبوا منها شيئا لمناعتها ...
فغضب السلطان وسافر بنفسه ومعه كتائب من المجاهدين وتولى القيادة بنفسه أمام أسوار جزيرة رودس وحاصرها السلطان 6 أشهر كاملة وضيّق عليها الخناق وكان طوال تلك المدة يواصل إطلاق المدافع - حتى بلغ عدد ما أطلقوه من المدافع 220 ألف مدفع !!
والمصادر التاريخية تذكر لنا حالة الطقس أثناء حصار المسلمين لردوس أنها كانت سيئة للغاية فالأمطار تتساطق على المجاهدين - والسماء تبرق والرعد يصمّ صوته الآذان - ومع ذلك لم يفت ذلك فى عضدهم ...
فاستسلم فرسان القديس يوحنا - وأمهلهم السلطان مدة 12 يوما يخرجون من الجزيرة - وأعطاهم أمانا على كنائسهم ودينهم كان هذا ديدن السلطان في فتح بلاد النصارى بأوروبا ..

إحدى قلاع جزيرة رودس

ودخل السلطان سليمان القانوني جزيرة رودس فاتحاً يوم 13 صفر عام 929هـ الموافق 1 يناير 1523م - وهنا اهتز عرش النصرانية في روما والعالم النصراني كله - وخرج فرسان القديس يوحنا منكسين روؤسهم من الذل والهوان متجهين الى جزيرة مالطا - فسكنوها وسموا أنفسهم فرسان مالطا ...
ويحكي لنا المؤرخ عبد الرحيم العباسى الذى شارك فى هذه الحملة ان المسلمون وجدوا فى الجزيرة أكثر من 3 آلاف أسير فى حالة يُرثى لها من التعذيب والقهر والذل - ويقول بأن المجاهدين العثمانيين بكوا عندما رأوا حال الأسرى !!!
وعندما دخل السلطان سليمان المدينة أمر جنوده بتجهيز الكنيسة لصلاة الجمعة - فأُزيلت الصور والتماثيل وصُنع منبر خشبى بسيط لهذه الغاية - وبالفعل أُقيمت صلاة الجمعة وخُطب للسلطان وغص المسجد بالمصلين ولله الحمد والمنة ...
دعوني أنقل لكم ما قاله ووصفه عبد الرحيم العباسي عند دخول المسلمين رودس بعد الحصار – وكان شاهدا هذا الفتح :-
يقول – رحمه الله – فى كتابه
(منح رب البرية فى فتح رودس الأبية) :- ( اقراواها بتمعن )
ثم برز الأمر الشريف بإرسال السَنْجق السنجق " لواء الفتح عند العثمانيين" المنصور - واللواء الذى هو لطىِّ الكفار منشور - ليوضع على سور القلعة - بشامخ العزة والرفعة - فذهبوا به على نهاية التعظيم وغاية الإجلال والتكريم - والعساكر الإسلامية به محدقة - وعيون المسلمين اليه مُحَدَّقة - وعيون المشركين مطرقة - وأصوات الطبول والبوقات قد ملأت النواحي والجهات - والأصوات المرتفعة بالتهليل والتكبير - والصلوات والتسليم على سيدنا ومولانا محمد البشير النذير - والسراج المنير - وقلوب أعداء الله من ذلك فى أحرّ من نار السعير - ولم يزالوا به سائرين - وقد أصبحوا على أعداء الله ظاهرين - إلى أن وضعوه من الحصن بأعلى مكان - وأعلن المؤذنون للظهر بالآذان - وأجابهم من المسلمين الثقلان - أعنى الجن والبشر حتى الشجر والحجر والمدر - وكانت ساعة مشهودة - وفى مواسم الأيام معدودة - وليس الخبر كالعيان - ولا يقدر على تأدية وصف ذلك بديع بيان - ولما أُدخل السنجق الشريف دخل معه كثيرٌ من العساكر - وجمُ غفير من القبايل والعشائر - واتخذوه من أحب المواطن - واقتسموا منه المساكن - وذهب ما كان يضمره المشركون - فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون - وبرز الأمر الشريف بأخذ أسلحة الكفار - وإلباسهم شعار الذلة والصغار - فسُلِبوها بأسرها - وقُلِّها وكُثرِها - حتى أُخذت منهم السكاكين - وصاروا بعد العز المكين - الى ذل الخايف المستكين - وانتقل بعد بكاء العيون منهم الى ضحك الأفواه - وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله - ولم يسع طاغيتهم من ذلك إلا إظهار الطاعة ...... ) أ.هـ
ومن عجيب المصادفات أن خلال هذه الأيام كان البابا أندريانوس الثاني يجري مراسم أعياد الميلاد في كنيسة سان بيترو في روما ، فتدحرجت حجارة سقطت من حافة سقف الكنيسة نحو قدميه ، فتشأمالبابا ، وقال (سقطت رودس) !!
وسبحن الله - أرخوا لذلك الفتح بقوله تعالى (يفرح المؤمنون بنصر الله) - فكان هذا من عجيب الموافقات ..
ومما قيل في هذا الفتح المجيد من الأشعار - أورد لكم جزأ بسيط من القصيدة :

قل لبنى الكفر مضت رودس *** فليخزأوا بالرغم وليخنَسوا
وليحزنوا حزن الثكول الت
ي *** أصيب منها الأكرم الأنفسُ
كانت لهم حصنا فلم يُحرزوا *** بها من السوء ولم يُحرسوا
يُركسُ
معركة موهاكس الخالدة (21 من ذي القعدة 932هـ= 29 من أغسطس 1526م ):إن فى تاريخ المسلمين معاركة كانت من أيام الله الخالدة كاليرموك والقادسية وحطين وعين جالوت وملازكرد والزلاقة وشانت يعقوب و.....ألخ
وكانت من تلك الأيام التى أنزل الله فيها النصر على جند الإيمان وقذف الرعب في قلوب حزب الشيطان - هو يوم معركة
(موهاكس) التى من أشرس معارك المسلمين - وأشد قهرا وذلا فى قلوب المشركين الى يوم الناس هذا !!
لو قدّر الله ان تذهب يوما الى دولة المجر - فأنصحك ألا تذكر اسم السلطان سليمان القانونى - ولا اسم معركة موهاكس ابداااااا !!
الى الآن يوجد مثّل شعبى فى المجر يتناوله أهلها اذا حدث أمر سيىء فيقول : أسوأ من هزيمتنا بموهاكس !!
وبعض الكتّاب سمّى هذه المعركة بأنها المعركة التى أدخلت الرعب على أوروبا !!

يالله .. الى هذا الحد !!
والله يا إخوة أصابنى الكمد والحزن والغمّ والهمّ كلما سألت أحد الشباب عن موهاكس او عن السلطان سليمان - ولا يكاد يعرف شيئا !!!!!!
ما تفاصيل تلك المعركة الخالدة ...
كانت في هذه الفترة ظهرت قوة مملكة إسبانيا بصورة رهيبة جدا يقودها رجل مشهور وذائع الصيت فى أوروبا وهو شارل الخامس أو شارلكان - وكان هذا الخبيث النجس هو حفيد إيزابيلا وفردناندو الذين دخلوا غرناطة عام 1492م وأسقطوا الحكم الإسلامي في الأندلس الى الأبد وقادوا حملات محاكم التفتيش ضد المسلمين ...

شارلكان أو شارل الخامس
هذا الخبيث شارلكان استطاع ان يبسط نفوذه على إسبانيا والبرتغال وألمانيا والنمسا وهولندا - وأسس إمبراطورية ضخمة وقوية جدا - وكان هذا الخبيث يحاول أن يفرض سيطرته على المجر لتكون حاجزا له ضد الدولة العثمانية والمسلمين .. !
فانتبه لذلك السلطان سليمان - وعلم خطورة سيطرة شارلكان على المجر - وما يترتب عليه من أوضاع خطيرة للمسلمين في أوروبا الوسطى !!
وهنا ظهر جانب آخر وخيانة خلدها التاريخ لأحفاد بن سبأ الملاعين - وهي الدولة الصفوية الرافضية الخبيثة !!

اتفقت الدولة الصفوية مع المجر ضد الدولة العثمانية - وعندما علم السلطان سليمان بهذا الأمر استشاط غضباً - وبدأ في التحرك لغزو المجر وضمها للدولة العثمانية الإسلامية - وأراد ان تكون تلك المعركة شرسة وعنيفة ليلقن الأوروبين درسا وخصوصا شارلكان حتى يصرف أبصاره عن المسلمين !!
وبالفعل خرج السلطان سليمان القانوني من عاصمة الخلافة وحاضرة الدنيا اسلامبول "اسطنبول" فى 11 رجب عام 932هـ - 23 ابريل 1526م - على رأس جيش عرمرم من المجاهدين قوامه 100.000 ألف مقاتل مزودين بـ 300 مدفع عثمانى عملاق ومعهم 800 سفينة بحرية لتسهيل تحرك المسلمين بين الأنهار - ووصل السلطان الى بلغراد المسلمة ومكث هناك يستقبل التهاني بعيد الفطر - ثم تحرك رحمه الله حتى وصل الى نهر طونة "الدانوب" وأمر بتشيد جسر يعبر عليه المسلمون - وبالفعل تم تشييد الجسر في مدة زمنية قليلة - وظل عبور الجيش الإسلامي عليه لمدة 4 أيام - وهنا أمر السلطان سليمان أمرا عجيبا !!
أمر السلطان سليمان رحمه الله بهدم الجسر !!!يقول صاحب كتاب (أخبار الدول وآثار الأول) معلقا على هذا الأمر : " ثم أمر السلطان برفع الجسر فرُفع - فبقى المسلمون فى بلاد الكفار - وذلك لشهامته وقوة عزيمته - وقطع أطماع العسكر من الفرار الى بلادهم ... " أ.هـ
الله أكبر والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين ...
وفي أثناء مسير السلطان سليمان رحمه الله افتتح عدة قلاع تقع على نهر الدانوب ولها أهمية حربية كبيرة - ثم يواصل السلطان سليمان القانوني تقدمه حتى وصل الى وادي موهاكس في 20 ذى القعدة عام 932هـ - 28 أغسطس عام 1526م - وبات السلطان والجنود ليلتهم في الدعاء والتهليل والتكبير - وتضرع السلطان سليمان الى الله سبحانه وتعالى وسأله النصر - وكان يمر بين صفوف الجند فيخطب فيهم عن الجهاد وعن فضل الشهادة - وفى اليوم الثاني - وبعد ما صلى السلطان صلاة الفجر دخل بين الجنود وحمسهم وكان مما قال لهم : وكأني برسول الله ينظر اليكم الآن !! ...
فلم يتمالك احد من الجند دموعه - وبكى السلطان وبكى كل من حضر ....
انظروا يا إخوة - على مثل هؤلاء ينزل النصر ورب الكعبة .. وااااااااه يا أيام العزة !!
أما على الجانب الآخر - عندما علم ملك المجر لايوش "لويس" الثانى بقدوم المسلمين اليه - فأعدّ جيشا جرارا واستعان ملوك أوروبا فأمدته ألمانيا بـ 38000 ألفا من خيرة الفرسان لديها - فوصل عدد جيوش الكفار الى 200.000 ألف مقاتل ... - وبات الكفار ليلتهم في سهل موهاكس ومعهم القساوسة والرهبان يحثونهم على قتال المسلمين وأتوا بالصلبان يرفعونها أمام الجند ..

لويس الثانى ملك المجر

وعند الصباح صُفّت الصفوف وبرز الشجعان - وكان السلطان سليمان وضع خطة مع أركان الجيش وهي :
ان يصطف جيش المسلمين فى ثلاثة صفوف - وأن يكون السلطان ومن معه من الإنكشارية فى الصف الثالث ومن ورائهم مدافع المسلمين - حتى اذا بدأ القتال يتقهقر الصفوف الأولى من المسلمين ويتراجعوا خلف السلطان ومن معه من الإنكشارية - وبالتالي سيفسح المجال للمدافع ان تحصد الكافرين حصدا !!
وبالفعل التزم المسلمون بالخطة - وظل المسلمون واقفون فى أرض المعركة على الهيئة التى أمرهم بها السلطان وقادة الجيش - وطال انتظار الفريقين - حتى بدأ الملك لويس الثانى فى الانقضاض على المسلمين وقت العصر ...
وبدأ القتال - ووالله كان القتال فى شدته وضراوته يشبه معاركنا الحديثة فى شدتها وضرواتها مع اختلاف نوع السلاح المسخدم !!
والتزم المسلمون بالخطة وتراجعوا الى الوراء - فسارع الكفار خلفهم وظنّوا ان النصر سيكون حليفهم - وتقدم الكفار حتى وصلوا الى المكان الذى يقف فيه السلطان - وحاولوا قتل السلطان وبالفعل أصابوه فى صدره بسهم إلا أن السهم لم ينفذ الى صدره ولله الحمد - والتحم الفريقين وذهب ثلاثة من شجعان المجر الى السلطان سليمان - إلا أنه قتلهم ولله الحمد - وكان مشهورا بالشجاعة رحمه الله
وهنا أعطى السلطان الأمر بإطلاق المدافع !!!
الى الآن يروي المؤرخين الأوروبين هذه المعركة بشيىء من الذهول - وعندما يصلون الى هذه النقطة يصيبهم الدهشة والعجب !!
يا أخوة يُروى ان مدافع المسلمين أُطلقت بسرعة ومهارة فائقة للغاية وكأن المسلمين استعانوا بالجن فى هذا الأمر - ولا عجب أن يكون هذا حال من استعان بالله واستمد قوته من الله !!!
كان إطلاق المدافع بصورة سريعة جدا وبدقة كبيرة - مما أصاب الجيش المجري بحالة من الذهول والهلع والرعب - فولوا أدبارهم - والمسلمون ورائهم يركبون أذنابهم ويضعوا سيفهم فيهم كما أرادوا ...
وفرّ المجريون المعروفين ببسالتهم وضراورتهم أمام طلقات المسلمين وسيوفهم - وفرّ ملكهم لويس الثانى - بل أنه غرق أثناء فراره ومات !!
وانتصر المسلمون انتصارا لم يُسمع بمثله فى أقطار الدنيا - وكان نصراً مؤزرا ولله الحمد والمنة ..
والعجيب يا إخوة الآتى :
أن مدة المعركة كانت ساعة ونصف فقط !!
وكان قتلى المسلمين لم يتجاوز 150 شهيد – نحسبهم كذلك ان شاء الله
وعدد ما أسر المسلمين من الكفار 25000 ألفاً - والباقى 175000 ألفاً ما بين قتيل وجريح !!!
بعد هذه المعركة أصبح الجيش المجري فى ذمة التاريخ وسقطت إمبراطورية المجر التي دامت قرابة 6 قرون (637 سنة ) - وانتفضت النصرانية من أقصاها الى أقصاها ...

وكانت هذه المعركة هي أسوأ هزيمة للنصارى في أوروبا قاطبةً بعد سقوط القسطنطينية وهزيمتهم فى نيكوبوليس ايام بايزيد الأول ..
الله أكبر والعزة لله
صلى السلطان صلاة المغرب مع الجنود فى أرض المعركة - ثم واصل مسيره الى عاصمة المجر وهى مدينة "بودا" فدخلها بدون اي مقاومة تذكر في 3 من ذي الحجة 932هـ - 10 من سبتمبر 1526م- ومكث فيها 13 يوما - واستقبل التهاني بعيد الأضحى المبارك فى سراى الملك هناك - فكان العيد عيدين - عيد فتح المجر وعيد الأضحى - فلله الحمد والمنة ...
وبعد هذه المعركة تبدلت حسابات أوروبا - وتغيرت خريطة المنطقة - وما اجترىء أحد من نصارى أوروبا ان يقوم بأى عمل ضد المسلمين بعد هذه المعركة الفاصلة فى تاريخ أوروبا ...


جهاد السلطان سليمان ضد الروافض والدولة الصفوية : قاد السلطان سليمان القانوني ثلاث حملات حربية ضخمة ضد الدولة الصفوية التي ارتكبت مجازر في أهل السنة في فارس والعراق !!
ولكم أن تعلموا ان الروافض نبشوا قبر الإمام أبى حنيفة - ودفنوا في تربته جثة كلب أسود - ونُودي فى الشوارع ان من أراد ان يقضي حاجته ان يقضيها فى قبر ابى حنيفة !!!
الى هذا الحد من التعصب والبغض لأهل السنة !!
بل أنهم تحالفوا مع الصليبيين في جزيرة رودس تارة ومع دولة المجر والنصارى تارة ضد الدولة العثمانية - ليسقطوا تلك الدولة التى ترفع راية الدفاع عن الإسلام والدفاع عن مذهب أهل السنة والجماعة !!
ويوجد مثل دارج فى أوروبا أيامها : لولا الشاه ، لوصلت العثمانية إلى الراين ...
بمعنى لولا تعاون الروافض في الدولة الصفوية مع الصليبين النصارى بأوروبا - لاستطاع المسلمون العثمانيون ان يصلوا الى نهر الراين فى المانيا ولاستطاع المسلمون اجتياح أوروبا الغربية كلها - ولربما أعادوا الأندلس مرة أخرى !!
وقد أفتى علماء الدولة العثمانية بضرورة قتال الروافض - بالفعل يخرج السلطان سليمان القانوني على رأس حملة عسكرية من المجاهدين لقتال الروافض من الدولة الصفوية ....
وكانت أول الحملات عام 941هـ واستطاع ان يدخل العراق فاتحا ودخل بغداد وطرد منها الروافض وأسقط مذهبم الخبيث ونفى علماؤهم وطهر بغداد من آثارهم - واتجه السلطان سليمان الى قبر الإمام ابى حنيفة فغضب علي ما رآه هناك من النجاسات - فأمر بتطهير التربة وبنى فوقها قبة !!
ثم كانت حملته الثانية عام 955هـ والتي استطاع ان يهزم الروافض - ودخل عاصمة ملكهم "تبريز" وفرّ شاه طاهمسب من أمامه وتوغل فى بلاد أذريبجان - فلم يستطع السلطان سليمان ان يتعقبه لوعورة الطريق ولتساقط الثليج - واكتفى بدخول عاصمة الدولة الصفوية ...
وكانت الحملة الثالثة والأخيرة عام 962هـ واستطاع ان يخلص أذريبجيان وإقليم القفقاس "القوقاز" وشرق الأناضول من الروافض نهائيا - وبهذه الحملات استطاع السلطان سليمان ان يدرء عن المسلمين خطورة النفوذ الشيعي تحت زعامة الدولة الصفوية الرافضية النجسة ..


المسلمون يدخلون إقليم أذريبيجان ويخلصونه من الروافضانظروا يا إخوتي - لولا أن منّ الله علينا بهذا السلطان الجليل لتغلغل المد الشيعى فى الدولة العثمانية بأكملها ولدخل الروافض مصر والشام مرة أخرى ...
فجزى الله خيرا السلطان سليمان ونسأل الله تعالى ان يتقبل جهاده ..

معركة "بروزة" البحرية الخالدة .. ( 4 جمادى الأولى 945هـ - 28 سبتمبر 1538 ):قليلا ما نسمع عن المعارك البحرية الإسلامية - ولا نتذكر إلا معركة ذات الصواري او معارك المسلمين فى العصور الأولى !!
أولى المسلمين عناية فائقة بصناعة السفن وبناء اسطول اسلامي قوي لصد هجمات النصارى في البحر المتوسط - ولصد هجمات الفايكنج أو المجوس كما كان يسميهم المسلمون فى الأندلس ..
وكانت الدولة العثمانية تهتم جدا ببناء قوة بحرية عسكرية ضخمة لصد هجمات النصارى فى البحر المتوسط ..
فاهتم السلطان سليمان القانوني بالبحرية الإسلامية - وأولى قيادتها لرجل من المجاهدين - هو أفضل من جاهد فى البحر من المسلمين فى التاريخ الإسلامى !!
تُرى هل يعلم المسلمون عنه شيئا !!
تُرى هل سمع المسلمون عن المجاهد البطل المسلم
(خير الدين بربروس) !!
نعم هو خير الدين بربروس - وأطلق عليه الأوروبين لقب (باربروسا) أى "ذو اللحية الحمراء" - كان هذا البطل وبالا على النصارى فى العالم كله قاطبةً - حتى ان سكان السواحل الأوروبية فى إيطاليا أو اسبانيا عندما يريدون إسكات أطفالهم يقولون : اسكت وإلا جئنا لك ببربروسا خير الدين !!
كان ذعرا للنصارى على السواحل المطلة على البحر المتوسط ..
المجاهد البحرى خير الدين بربروس ... يصفه الأوروبين بالقرصان !!
وُلد خير الدين بربروس رحمه الله فى جزيرة لسبوس باليونان المسلمة عام 857هـ - ونشأ خير الدين على البحرية وشارك مع أخوه فى قيادة سفن للمجاهدين المتطوعين لصد هجمات الأسبان عن الجزائر والمغرب وإنقاذ مسلمي الأندلس من الهلاك ...
وذاع صيت "عُرّوج" أخو خير الدين وكان مصدر قلق للنصارى في البحر المتوسط ولنصارى جزيرة رودس - وفي أحد المعارك قُتل "عُرّوج" فى أحد معاركه ضد الأسبان الصليبين عام 924هـ عن عمر يناهز الخمسين سنة واحتل الأسبان مدينة تلمسان بالجزائر - وتولى خير الدين رحمه الله قيادة اسطول المجاهدين واستبشر المسلمين به خيرا ...
وقاد حملات حربية رائعة ضد النصارى على السواحل الاسبانية والإيطالية وحرر مدينة تونس وتلمسان وغيرها من مدن السواحل الإسلامية التى احتلها النصارى !!

سفن المسلمين تفرض سيادتها فى البحر المتوسط ...
وفى عام 925هـ استطاع خير الدين بربروس ان ينتقم لأخية من الأسبان انتقاما بالغا دمّر فيه سفن النصارى وأسر منهم عددا امام سواحل الجزائر - وفى عام 935هـ استطاع خير الدين بربروس ان يدمّر معقل الصخرة بالجزائر وحاميته الأسبانية - وفى عام 936هـ انتصر خير الدين على الأسبان أمام جزر الباليثار - وفي عام 937هـ استطاع ان يهزم النصارى بقيادة قائدهم المغوار أندريا دوريا هزيمة ساحقة فى شرشال ...
وكان خير الدين رحمه الله كلما خرج من معركة دخل معركة أخرى مع النصارى وفي إحدى معاركه لصد هجمات الأسبان على الجزائر قال ( أن من كان يؤمن بالله ورسوله - ويريد الجنة فى الآخرة - فعليه ان ينضم الى جيشه بكل سرعة - وذلك لمهاجمة وهران والمرسى الكبير )
وأصبح خير الدين بربروس مصدر رعب وهلع للنصارى على السواحل - حتى ان خير الدين رحمه الله أخذ 36 سفينة فقط واتجه بها الى الساحل الغربي للأندلس ولم تستطع الأساطيل الأسبانية او اي اسطول نصراني آخر ان يتدخل خوفا من خير الدين رحمه الله ..
واستطاع خير الدين بربروس ان ينقذ 70.000 ألفا من مسلمي الأندلس الذي نزل عليهم جام غضب شارلكان بعد خسائره أمام خير الدين بربروس وسليمان القانوني في موهاكس !!!
وكان خير الدين يكمن في السواحل الغربية للسفن القادمة من الأمريكتين محملة بالذهب والأموال - فكان يتصدى لها ويأخذ كل ما فيها من ذهب وأموال ويعطيها للمسلمين حتى تقوى بها شوكتهم ضد الأسبان ..
الله أكبر والعزة لله ...
رحمك الله يا خير الدين وأسكنك فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ...
اللهم إنا نشهد بجهاد خير الدين ضد المشركين والنصارى فاغفر له وارحمه .....آمين آمين آمين

كيف يُعقل ان يجهل شباب المسلمين سيرة هذا البطل !!!

هنا جنّ جنون النصارى وحتى البابا بولس الثالث فى روما !! - وسمّوا أعمال خير الدين بربروس بالقرصنة ... وللأسف الشديد مازالت الكتابات عن خير الدين بربروس تصفه بالقرصان خير الدين - حتى المؤلفون من العرب والمسلمين مازالوا يسمّون خير الدين بالقرصان ولا حول ولا قوة الا بالله .. وهنا انتهز السلطان سليمان الفرصة وكتب لخير الدين يستدعيه بصفته خليفة المسلمين ..
فاتجهت أنظار الدولة العثمانية الى جهاد هذا البطل وأرادت ان تكافئه وان تعينه رسمياً ضمن أسطولها البحرى - ليُصبغ جهاده ضد النصارى صبغة رسمية وشرعية - وحتى يعلم الجميع ان الدولة العثمانية هى حامية الدول الإسلامية فى أى مكان - حتى ولو لم تكن تتبع السيادة العثمانية ..
وأكبر دليل على هذا ما فعله السلطان سليمان من إرسال أسطول بحرى بقيادة سليمان باشا الى الهند لصد هجمات البرتغاليين - وأرسل كذلك أسطوله الى البحر الأحمر وعدن لصد هجمات البرتغاليين الذين زاد خطرهم جدا ..
وفى عام 939هـ - 1533 م عيّن السلطان سليمان القانونى المجاهد البطل خير الدين بربروس أميرا للبحر أو قبودان البحر بمعنى أنه أصبح منذ الآن قائد عام الأسطول الإسلامى ...
واستقبل السلطان سليمان القانونى في اسطنوبل خير الدين بروبرس استقبال الملوك وكان فرحا جدا بقدومه ..
نزل هذا الخبر على النصارى فى أوروبا كالصاعقة وذُهل أمراء أوروبا وجُن جنونهم ولو رأيتهم كأنهم سكارى وما هم بسكارى !!
وهنا قام خير الدين بربروس بأعباء المنصب الجديد كوزير البحرية وقائد عام الأسطول الإسلامي العثماني - فظلّ فى جهاده فى البحر المتوسط حتى فرض سيطرة المسلمين تماما من أول اسبانيا الى البلقان ولم يكن فى البحر المتوسط كله أي قوة بحرية تضاهي قوة المسلمين إلا قوة هذا القائد النصراني الصليبي الخبيث الشهير جدا فى أوروبا وهو (أندريا دوريا) الذى ذاق طعم الذل على يدي خير الدين رحمه الله ...

أندريا دوريا ... أشهر قائد بحرى عرفته أوروبا فى القرون الوسطىوهنا انتفض البابا فى روما بولس الثالث وعلم خطورة هذا البطل المجاهد - وأصبح خطرا يهدد النصارى في البحر - كما ان السلطان سليمان خطرا يهدد النصارى على البر ..
فاجتمع البابا بولس الثالث مع ملوك وأمراء أوروبا - وأعلن حربا صليبية جديدة ...
ولكن هذه المرة الحرب الصليبية لن تكون على البر ضد السلطان سليمان لأنهم بعد خسارتهم فى موهاكس ما تجرأوا ان يعلنوا الحرب على المسلمين لحين من الدهر ... إنما الحرب الصليبة ضد قوة المسلمين البحرية : ضد خير الدين بربروس - ورٌفع الصليب واجتمع الأمراء ووافقوا على الحرب ...
ففى عام 945هـ اجتمع على المسلمين فى البحر أكثر من 600 سفينة حربية للنصارى من كافة دول أوروبا ( أسبانيا - النمسا - البندقية - جّنوة - فرسان القديس يوحنّا ....) عليها 60.000 ألف صليبى - ويقود الأسطول القائد النجس الصليبى الملعون أندريا دوريا ..
وكان عدد أسطول المسلمين 122 سفينة فقط عليها 20.000 ألف مسلم !! يقودهم خير الدين بربروس رحمه الله - وفى يوم 4 جمادى الأولى 945هـ - 28 سبتمبر 1538 وأمام سواحل مدينة "بروزة" او "بريفيزا" غربى اليونان - دارت أعنف معارك المسلمين البحرية ...
هذه المعركة الى الآن يتذكرها النصارى فى أوروبا بالألم والحسرة والضيق ...
والتقى الفريقان - ووضع خير الدين بربروس خطة حربية رائعة كالعادة - وبدأت المعركة وحمى الوطيس واحترقت السفن وارتفع دخان المدافع الى عنان السماء ...
وضع خير الدين بربروس أسطوله على شكل هلال، وعيَّن على رأس جناحه الأيمن القائد المجاهد صالحرئيس. وعلى رأس جناحه الأيسر سيدي علي رئيس. وقاد خير الدين الجناح الأيسر بنفسه،وأمر القائد الفذ المجاهد طورغود بأن يقود احتياطى الأسطول ويبقى في الخلف. واستعمل خير الدين بربروسعنصر المباغتة، ولم يكن أسطول الصليبيين مستعدّا ؛ مما أدى إلى اختلال نظامه؛ فما لبث أن تفرق، وهرب قائده أندريا دوريا؛ نجاة بحياته. ولم تستمر المعركة أكثر من خمس ساعات تمكَّن فى نهايتها "خير الدين" من حسم المعركة لصالحه، وصارت العزة والسيادة للعثمانيين فى البحر المتوسط.
شكل المعركة والخطة التى وضعها خير الدين - خلدها له التاريخ

وانتهت المعركة : معركة بروزة "بريفيزا" البحرية بالانتصار الساحق للمسلمين وهزيمة مخزية للمشركين فلله الحمد والمنة ..
واستولى المسلمون على أكثر من 36 سفينة وأسروا حوالى 3000 أسير - وغرق واحترق للكفار 123 سفينة !!
نزل خبر انتصار المسلمين على النصارى فى روما وأوروبا كالصاعقة على مسامعهم - فأُخرسوا من هول الخبر !!
وبهذا الانتصار فرضت الدولة العثمانية قوتها وسيطرتها على كل البحر المتوسط ولم ينازعها أحد ولله الحمد والمنة ..
انتصار المسلمين فى معركة بريفيزا البحرية
ولعلى ان شاء الله أقوم بكتابة نبذة عن خير الدين بربروس فى موضوع مستقل ان شاء الله ...

ملخص لجهاد السلطان سليمان القانونى رحمه الله :
استطاع السلطان سليمان القانونى فى خلال 48 سنة ان يبسط نفوذ المسلمين من بغداد شرقا الى فيينا غربا ومن موسكو شمالا الى بلاد إفريقيا جنوبا - وكانت ملوك أوروبا وأمرائها تدفع الجزية عن يد وهم صاغرون ...
وواصل السلطان سليمان رحمه الله جهاده ضد النصارى حتى وصلت جيوش المسلمين الى أسوار فيينا مرتين ولم يقدّر الله الفتح إما لتساقط الثلوج وطوال مدة الحصار وإما لتعاون الرافضة واستغلال توغل المسلمين فى غرب أوروبا فيعبثوا فى مناطق الأناضول والقوقاز ويحاولون نشر المذهب الرافضى الخبيث .
ولكن هيهات هيهات فقد كان السلطان سليمان رحمه الله سدا منيعا ضد أطماع الروافض في الشام ومصر والاناضول وضد أطماع الصليبين في القسطنطينية وشرق أوروبا ..
ووصلت الدولة فى عهده أقصى اتساع لها ولم تصل حركة الفتوحات الإسلامية اقصى من ذلك - ووصلت من هيبة السلطان سليمان ان بعث اليه ملك فرنسا يستجديه ويرجوه ان يساعده ضد هجمات شاركان على موانىء فرنسا - فأجابه السلطان سليمان وبعث اليه خير الدين بربروس فى سفن حربية حتى استعاد له الميناء المحتل .. !!


الدولة العثمانية فى عهد السلطان سليمان القانونى رحمه الله ..


كانت ملوك فرنسا تستعين بنا وتستجدينا ان ننقذها ونمدها بالمساعدة !!

كم صرفتنا يد كنا نصرفها *** وبات يملكنا شعب ملكناهُ
استرشد الغرب بالماضى فأرشده *** ونحن كان لنا ماض نسيناهُ

اكتفى بما ذكرته من جهاد السلطان سليمان القانونى رحمه الله حتى لا أطيل ...
أوجه الحضارة في عهد السلطان سليمان القانوني :

كان عهد السلطان سليمان القانونى رحمه الله هو العهد الذهبى للدولة العثمانية على الإطلاق - وشهد عهد السلطان سليمان حركة علمية في شتى مجالات الحياة ...
ونبغ فى عهده وظهر نجم كثير من المبدعين .. ولعل الحديث سيأخذنا أكيد الى أعظم مهندسين المسلمين المعماريين وهو (معمار سنان) رحمه الله .. سنرتب له موضوع مستقل ان شاء الله
هذا الرجل هو مبدع بحق - وكان مثال للمسلم الذى خدم الإسلام بعلمه فى الهندسة والعمارة ...
استطاع معمار سنان ان يبني مساجد الدولة العثمانية الشاهقة وان يبني القصور والمستشفيات والحمامات والمدارس الفخمة ..

معمر سنان

ذكر نجم الدين الغزّى في الكواكب السائرة أن السلطان سليمان رحمه الله رأى رسول الله فى الرؤيا يأمره ببناء مسجد جامع وأشار الى المكان - فاستيقظ السلطان سليمان من نومه وأمر معمر سنان ان يبنى في هذا المكان مسجد جامع كبير - فبنى له مسجد السليمانية ...

وهو آية في الجمال وروعة الإتقان - وبنى بجوارها مدارس منها أكبر مدرسة في اسطنبول وهي المدرسة الحديثية وكانت خاصة بتدريس علوم الحديث ...

وكان السلطان سليمان مشهورا ببناء المدارس - وكذلك رممّ السلطان سليمان رحمه الله سور القدس القديم الموجود الى الآن - وهو صاحب العيْن الموجودة بعرفة لخدمة الحجيج - وكانت له نفقات على أهل الحرمين وكانت مادة حياة أهل الحرمين من تلك الأموال فجزاه الله خيرا - وبنى بمكة أربع مدارس لتعليم علوم الدين - وكذلك بنى فى دمشق المدرسة والتكيّة السليمانية ومازالت موجودة تعرف باسم (التكية السليمانية) .. وأمر تشييد القلاع فى طريق الحج لحماية المسلمين .
واهتمامه بالعمران والجمال كان السبب الذى جعل اسطنبول أو الآستانة عاصمة الخلافة وحاضرة الدنيا ولم يكن لها في الدنيا نظير ..
دعونى أنقل لكم وصف اسطنبول في عهد السلطان سليمان من وصف عبد
الرحيم العباسيّ الذى شاهد السلطان سليمان وعاش فى اسطنبول - يقول رحمه الله :

ذات المحل الأرفع والمقام الأسمى - مدينة العلم وقرارة الحلم - ومحط الرجال - ومنتهى الترحال - وكعبة الكرم - وقبلة النِّعم - ومعدن الفخار - وموطن السنن والآثار - ومنبع الإقبال - ومربع الآمال - ومنتهى المطالب - ومشتهى القاصد والطالب - مَظهر شموس السيادة - ومقر السعادة - آياتُ محاسنها لم تزل بألسن السُّمار مملوَّه - وعرائس بدائعها لم تبرح على أعين النظار مجلُوّه - أجلّ ما فُتح من البلاد - وأعظم ما استخلصته يد الصلاح من الفساد - كم خَطبها عظيمٌ من ملوك الزمان وأمهَرَها مواضى المشرفية وعوالى المُرّان - وهى أشد ما يكون إباء - وأوفى ما يتصور منعة واستعصاء - إلى أن قصدها من ادُّخر له ذلك الفتح - فى خبر طويل الشرح - وهو المرحوم السعيد الشهيد السلطان محمد خان بن مراد خان بن عثمان - بوّأهُ الله غُرف الجنان - بمزيد من العفو والغفران - فذلت له صِعابُها - وخضعت لعزته رقابها -ولان جماحها - وتسنّى انفتاحها - وأُعلن فيها بالتهليل والتكبير - وصُرّح بالصلاة على البشير النذير - واعتدلت بعد انحنائها قامات المناير - وارتفعت بعد خفضها درجات المنابر - وأُخرست النواقيس - ونُطق بالتأذين على رغم أنف إبليس - وخُطّت المساجد والمدارس - ومعّرت بأوقات الخيرات بعد ما كانت دوارس - ونَطَقَت خطباء الإسلام - فسكتت القساوسة اللئام - ونَصَب الدين المحمدى بها خيامه - ورفع الشرع الأحمدى على قُللها أعلامه - وبُدلت من الإنجيل بالقرآن - وعُوّضت من الرهبان بعلماء الإيمان - فأصبحت شموس الدين بأفاقها مشرقة - وسحب اليقين بروضاتها مغدقة ...........

ولعمرى إنها لمدينة العمران - والمشار اليها دون سائر البلدان - إذ هي تخت الملك الأعظم - ومقر المجد المعظم وموفد الوفود - ومنبع الكرم والجود - وبها العمارات العظيمة - ذوات الصدقات الجسيمة - والمبرّات العميمة - والقصور المنيفة - والمتنزهات اللطيفة - والرياض النضرة - والمروج الخضرة - فهي نزهة النفوس - ومسرّة العبوس - وبُهجة الخواطر - وقُرّة النواظر - وبها من الآثار العجيبة - والأبينة الغريبة - ما تذهل له الألباب - ويستولي عليها منه العجب العجاب - وبها من الأئمة الأعلام - وقضاة الإسلام - ما يتحمل به الزمان - ويفتخر بمجده العصر والأوان - إذ كلٌ منهم علّامة العصر - وفرد الدهر - وعالم الوقت - والمبرّأ من الشّين والمقْت - وبحر العلوم - ومالك أزمّة المنطوق والمفهوم - ونُعمان (أبو حنيفة) زمانه - وأبو يوسف (ابو يوسف القاضى) أوانه - وكنز الطالبين - وهداية الراغبين - ومختار الحق - واختيار الغرب والشرق - ومجمع الفضائل - ونُقاية الأماثل - وصدر الشريعة - ذو الفنون البديعة - دام فخرهم - وسما قدرهم - ولا برح نير سُعدهم مشرقا فى الأكوان - والانتفاع ببركتهم - وبركة علومهم دائما مدى الأزمان - فكل فرد منهم نيّر قطرها الأعظم - ورئيس مجدها المكرم - تفتخر به على سائر الأمصار - وتسمو به عصره على غابر الأعصار - فهي الآن مصر الدنيا - والمنفردة بالمرتبة العليا - جعلها الله دار الإسلام والإيمان - ومحل الأمنية والأمان - ومقر الدولة والسلطان .... ) أ.هـ

قطوف من سيرة السلطان سليمان القانونى رحمه الله :

فى يوم من الأيام ظهر فن الرقص فى فرنسا فى زمن السلطان سليمان القانونى - وكانت فرنسا حليفة للدولة العثمانية وكان المسلمون يطلقون عليها (ولاية فرنسا) وكأنها تابعة للمسلمين ...
انزعج السلطان سليمان القانوني جدا من ظهور هذا المجون والفسق - فتدخل السلطان سليمان في شوؤن فرنسا الداخلية كما يُقال - وأوقف هذا المجون خشية ان ينتشر فى بلاد المسلمين .. !!
دعوني أسرد لكم ما قاله رئيس اللجنة الأوربية عام 1923 عند سقوط الخلافة الإسلامية فى تركيا - وتكريم أول مسلمة فى مسابقة ملكة جمال العالم والذى روّج لها العلمانيون في تركيا - وكانت الفتاة المتقدمة للمسابقة هى
"كريمان خالص" .. يقول رئيس اللجنة الأوربية فرحا بهذه المناسبة - وانظرا الى الحقد الدفين 
أيها السادة، أعضاء اللجنة، إن أوروبا كلها تحتفل اليوم بانتصار النصرانية، لقد انتهى الإسلام الذي ظل يسيطر على العالم منذ 1400م، إن "كريمان خالص" ملكة جمال تركيا تمثل أمامنا المرأة المسلمة.. ها هي "كريمان خالص" حفيدة المرأة المسلمة المحافظة تخرج الآن أمامنا "بالمايوه"، ولا بد لنا من الاعتراف أن هذه الفتاة هي تاج انتصارنا.. ذات يوم من أيام التاريخ انزعج السلطان العثماني"سليمان القانوني" من فن الرقص الذي ظهر في فرنسا، عندما جاورت الدولة العثمانية حدود فرنسا، فتدخل لإيقافه خشية أن يسري في بلاده، ها هي حفيدة السلطان المسلم، تقف بيننا، ولا ترتدي غير "المايوه"، وتطلب منا أن نُعجب بها، ونحن نعلن لها بالتالي: إننا أُعجبنا بها مع كل تمنياتنا بأن يكون مستقبل الفتيات المسلمات يسير حسب ما نريد، فلتُرفع الأقداح تكريماً لانتصار أوربا ... " أ.هـ ...... نقلا عن مقال لأميمة بنت أحمد الجلاهمى فى موقع اسلام واى ..

مختصر رسالة السلطان سليمان القانونى الى قاضى بروصة بعد انتصار المسلمين فى رودس ..

" منذ بداية تسلمنا للسلطة ونحن سائرون على إعلاء ونصرة هذا الدين بتوفيق من الله تعالى - وجعل همنا واهتمامنا رفع أعلام هذا الدين لقلع وقمع آثار الكفر والظالمين - وسيرا على هذه العادة الحسنة - والسنة المرضية - صدرت أوامرنا بضرورة استخلاص قلعة رودس من ايدى الكفرة - وقد أعددنا أسباب القتال - والرجال الأبطال - والسفن والمراكب - وقد أرسلنا وزيرنا مصطفى باشا لإنجاز هذه الغاية - كما شاركنا شخصيا فى هذه الحملة من القسطنطينية المحروسة الى اسكودار ....
وكان أهالى رودس يقطعون طريق المسافرين بالبحر - ويسفكون دماء التجار - وذلك منذ ان سكنوا الجزيرة وحتى هذا الوقت - ورودس جزيرة فى غاية المتانة - وأسوارها طويلة وعريضة - وخندقها عميق ....
وفى اليوم الثالث من ذى القعدة سنة 928هـ تم إطلاق قذائف كالمطر وهجمت العساكر المنصورة على الأسوار ... - ولم يتصور أن يستسلم أحد من الكفار - ولكن بتوفيق من الله تعالى زادت عساكرنا من تخريب قلاعهم يوما بعد يوم .... ثم قامت عساكر الإسلام المظفرة بتطهير قلعة رودس المنيفة من دنس أهل الكفر و وتحولت معابد الأصنام والأوثان الى مساجد لأهل الإيمان - وأضحت معابر بيت الله الحرم آمنة من عبث الكفرة الفجرة - وبالإضافة الى القلعة المزبورة فقد فتحت ايضا كل من استانكوى - وتخته لو - وبوردوم - وغيرها من القلاع التى بلغ مجموعها 11 قلعة - وشملت كذلك كافة الجزر والأراضى وتوابعها - وأضيفت الى الممالك المحروسة - والحمد لله حمدا دائما الذى يسر لى ما لم ييسر لغيرى ... " أ.هـ
 






الأفعى روكسلان ويهود الدونمة
أسر التتر المسلمون في القرم في إحدى غاراتهم على الروس فتاة بالغة الجمال تدعى روكسلان، فأهدوها إلى الخليفة الذي اتخذها زوجة له، وقيل إنها كانت يهودية روسية، فعكفت على التدخل في شئون الحكم، فطلبت من الخليفة أن يسمح لليهود الذين طردوا من الأندلس مع المسلمين بالاستيطان في أرجاء الدولة العثمانية، والذين يطلق عليهم يهود الدونمة، والذين لم يحفظوا الجميل للعثمانيين بعد أن رفضهم العالم وضاقت بهم الأرض بما رحبت، فلم يجدوا إلا الدولة العثمانية تفتح لهم أحضانها، وتظلهم بظلها، وسيكون لهم دور رئيسي فيما بعد في سقوط الخلافة العثمانية، كما سنعلم في الأحداث التالية.
وتوسطت أيضًا لدى الخليفة ليمنع التتر في القرم من محاربة الروس، برغم أن الروس في ذلك الوقت كانوا قد سيطروا على أكثر بلاد التتر، وارتكبوا فيها أبشع الجرائم التي تدل على حربهم الصريحة للإسلام.
ولم تكتف روكسلان بذلك، بل اجتهدت لتولي ابنها من السلطان سليمان -والذي سمِّي بسليم- الخلافة بعد أبيه برغم وجود أخيه الأكبر مصطفى القائد العظيم الذي حظي بحب الجيش والشعب له، فقامت بعمل دسيسة نفذها الصدر الأعظم رستم باشا (المعيّن) بواسطتها وهو في نفس الوقت (زوج ابنتها من السلطان)، فحرّض رستم باشا الخليفة ضد ابنه، وكتب إليه يحذره أن ابنه مصطفى يريد عزله وتنصيب نفسه على السلطنة فخرج إليه الخليفة، وكان مصطفى يحارب الدولة الصفوية فاستدعاه أبوه إلى خيمته، فما إن جاء ابنه حتى انقض عليه بعض الخدم فخنقوه، ولم تكتف الأفعى بقتل مصطفى فأرسلت من يقتل ابنه الرضيع.

ليست هناك تعليقات: