|
الأحد، 29 أبريل 2012
راحلون
كلمات خلدها التاريخ
|
__________________
في الظلم وشؤمه
في الظلم وشؤمه
قال كعب الأحبار
لأبي هريرة رضي الله عنه:
في التوراة من يظلم يخرب بيته.
قال أبو هريرة:
وذلك في كتاب الله تعالى "
فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا "
فالظلم أدعى شيء إلى سلب
النعم وحلول النقم.
عن النبي صلى الله عليه وسلم
فيما يروي عن ربه سبحانه
أنه قال:
يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي
وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا.
يا عبادي كلكم ضال إلا من
هديته فاستهدوني أهدكم.
يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته
فاستطعموني أطعمكم.
يا عبادي كلكم عار.
إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم
يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار
وأنا أغفر الذنوب جميعاً
فاستغفروني أغفر لكم،
يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري
فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني.
يا عبادي لو أن أولكم وآخركم
وأنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد
منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئاً.
يا عبادي لو أن أولكم وآخركم
وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر
قلب رجل واحد منكم
ما نقص ذلك من ملكي شيئاً.
يا عبادي لو أن أولكم وآخركم
وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد
فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته،
ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص
المخيط إذا أدخل البحر.
يا عبادي إنما هي أعمالكم
أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها،
فمن وجد خيراً فليحمد الله،
ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه،
لا تظلمن إذا ما كنت مقتدراً ... فالظلم مصدره يفضي إلى الندم
تنام عيناك والمظلوم منتبه ... يدعو عليك وعين الله لم تنم
لا شك دعوة مظلوم يحل بها ... دار الهوان ودار الذل والنقم
وأنشدنا أبو عبد الله الدامغاني قاضي القضاة ببغداد:
إذا ما هممت بظلم العباد ... فكن ذاكراً هول يوم المعاد
فإن المظالم يوم القصاص ... لمن قد تزودها شر زاد
قال كعب الأحبار
لأبي هريرة رضي الله عنه:
في التوراة من يظلم يخرب بيته.
قال أبو هريرة:
وذلك في كتاب الله تعالى "
فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا "
فالظلم أدعى شيء إلى سلب
النعم وحلول النقم.
عن النبي صلى الله عليه وسلم
فيما يروي عن ربه سبحانه
أنه قال:
يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي
وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا.
يا عبادي كلكم ضال إلا من
هديته فاستهدوني أهدكم.
يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته
فاستطعموني أطعمكم.
يا عبادي كلكم عار.
إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم
يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار
وأنا أغفر الذنوب جميعاً
فاستغفروني أغفر لكم،
يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري
فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني.
يا عبادي لو أن أولكم وآخركم
وأنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد
منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئاً.
يا عبادي لو أن أولكم وآخركم
وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر
قلب رجل واحد منكم
ما نقص ذلك من ملكي شيئاً.
يا عبادي لو أن أولكم وآخركم
وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد
فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته،
ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص
المخيط إذا أدخل البحر.
يا عبادي إنما هي أعمالكم
أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها،
فمن وجد خيراً فليحمد الله،
ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه،
لا تظلمن إذا ما كنت مقتدراً ... فالظلم مصدره يفضي إلى الندم
تنام عيناك والمظلوم منتبه ... يدعو عليك وعين الله لم تنم
لا شك دعوة مظلوم يحل بها ... دار الهوان ودار الذل والنقم
وأنشدنا أبو عبد الله الدامغاني قاضي القضاة ببغداد:
إذا ما هممت بظلم العباد ... فكن ذاكراً هول يوم المعاد
فإن المظالم يوم القصاص ... لمن قد تزودها شر زاد
كيف أصلى بالصور للأطفال والكبار
____________
|
حوار بين شقي وسعيد
حوار بين شقي وسعيد
السعيد من سعد بالناس وسعد الناس به، والشقي من أشقى نفسه أو أشقاه زمانه.
السعيد : أنا مثل ذاك الفراش الذي يحوم في الحقول..يستعذب رحيق الأزهار ويسكن في الورود ،
ويتنعم بالأشعة الذهبية المنبعثة من شمس الحياة.
الشقي : أنا مثل ذاك الفراش الذي يحوم حول الضوء، لا هو تاركه ولا هو مقترب منه، ففي كلتا
الحالتين كتب عليه الهلاك، فهو لا يقدر على فراقه وإن اقترب منه احترق.
السعيد : أنا مثل ذاك المزن الذي يتربع في السماء، يحمل في طياته ماء الحياة ليجود به هنا
وهناك.. فيحيا به النبات والعباد.. وأرسم سجادة خضراء على وجه الأرض.
الشقي : أنا مثل ذاك المزن الذي يتربع في السماء، تتقاذفه الريح من مكان الى مكان، حتى تضربه
صاعقة فينهمر الماء منه هنا وهناك حتى آخر قطرة فتنتهي حياته.
السعيد: أنا مثل تلك الأرض الخضراء ذات المنظر البهيج والحسن البديع.. للناس كالأم أحملهم في
حياتهم، وأحضنهم عند مماتهم، وأعطيهم بلا حدود.
الشقي : أنا مثل تلك الأرض الجرداء التي تتطلع الى قطرة ماء تسقط عليها من سحابة، فلا تحيا
الأرض بها ولا تغرقها لتقتل الحياة فيها.
السعيد : أنا مثل ذاك التائه في الصحراء قد أحرقته شمس السماء بحرها فوجد شجرة ذات أوراق
مخضرة، وأثمار مكتظة، وظلال منها منتشرة، فأدركته الحياة بها.
الشقي : أنا مثل ذلك التائه في الصحراء قد أحرقته شمس السماء بحرها فما وجد سوى شجرة
عارية الأوراق معدومة الثمر فاقدة الظل فلا استظل بها ولا أكل منها.
السعيد : أنا كذاك البحر في الجود والكرم، فإن غرق بي أحدهم كان شهيداً، عيشهم من خيراتي
وأحملهم مع الأفلاك، جُعلتُ حياة لكل حي منهم، وطهارة لكل متطهر فيهم.
الشقي : أنا كذاك البحر في هيجانه واضطرابه، فإن غرق به أحدهم وشموه بالغدر وختموه باللعن.
السعيد : أنا كذاك البدر المتربع في عرش الفضاء، الذي يوحي بالطمأنينة وهدوء النفس، مُلهم
الشعراء، ومؤنس العشاق، وصديق المسافر.
الشقي : أنا كذاك البدر الذي تحجبه سحابة سوداء، ما إن يحل نور النهار حتى أتلاشى من الوجود
وأغيب عن العيون.
السعيد: من أشقاك يا شقي؟ الشقي: أشقاني الدهر! السعيد: الدهر لا يشقي أحداً.
الشقي: هل جربت لسعة الزمن أيها السعيد؟ السعيد: الأيام متقلبة لك وعليك.
الشقي: أراها كلها عليّ!
السعيد: تعيب الزمان والعيب فيك.
الشقي: ويحك.. على رسلك، فلا تكن أنت والزمن والأيام عليّ، يكفيني ما أنا فيه.
السعيد: يبدو أنك لم تأخذ من الدنيا إلا جانب السواد، فلِمَ لا تنظر بعين التفاؤل ونور الأمل ؟
الشقي : دع عنك نصحي يا صديقي.. ألم تسمع قول الشاعر :
إن من أشقاه ربي
..............كيف أنتم تسعدوه
فمنهم شقي وسعيد
فمنهم شقي وسعيد
يا سعادة هؤلاء ..
أبوبكر _ رضي الله عنه ـ بآية : وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى ﴿١٧﴾ الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّىٰ ﴿١٨﴾ الليل
عمر _ رضي الله عنه _ بحديث : ( رأيت قصراّ أبيض في الجنة , قلت : لمن هذا القص ؟ قيل لي : لعمر بن الخطاب )
...
و عثمان _ رضي الله عنه _ بدعاء : ( اللهم اغفر لعثمان ما تقدَّم من ذنبه و ما تأخَّر )
و علي _ رضي الله عنه _ ( رجل يحب الله و رسوله , و يحبه الله ورسوله )
و سعد بن معاذ _ رضي الله عنه _ ( اهتزَّ له عرش الرحمن )
و عبدالله بن عمرو الأنصاري _ رضي الله عنه _ ( كلَّمه كفاحاّ بلا ترجمان )
و حنظلة _ رضي الله عنه _ ( غسَّلتهُ ملائكة الرحمن )
و با شقاوة هؤلاء :
فرعون : النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا ۖ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ﴿٤٦﴾غافر
و قارون : . فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّـهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنتَصِرِينَ ﴿القصص: ٨١﴾
و الوليد بن المغيرة : سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا ﴿المدثر: ١٧﴾
و أُميَّة بن خلف : وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ ﴿الهمزة: ١﴾
و أبو لهب : بَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ﴿١﴾ المسد
و العاص بن وائل : كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا ﴿مريم: ٧٩﴾
شقــي .. وسعيــد ..
شقــي .. وسعيــد ..
يروى أن زوجا غاضب زوجته فقال متوعّدا
: لأشقينّك .
قالت الزوجة في هدوء :
لا تستطيع أن تشقيني ،
كما لا تملك أن تسعدني !
فقال الــزوج :
وكيف لا أستطيع ؟
فقالت الــزوجة :
لو كانت السعادة في راتب لقطعته عني ،
أو زينة من الحلي والحلل لحرمتني منها ،
ولكنها في شئ لا تملكه أنت ولا الناس أجمعون !
فقال الزوج في دهشة
: ما هـــو ؟
قالت الزوجة في يقين :
إني أجد سعادتي في إيماني ..
وإيمانــي في قلبي ..
وقلبي لا سلطان لأحد عليه غير ربــي .. !
ورحم الله المنفلوطي عندما قال : "
حسبك من السعادة في الدنيا :
ضمير نقي ..
ونفس هادئة ..
وقلب شريف .. " .
إن الحديث عن السعادة والشقاء سيظل باقيا ما دام في الدنيا حياة وأحياء ..
وإن كل إنسان على هذه البسيطة ليبحث عنها جاهدا ..
ويود الوصول إليها والحصول عليها ولو كلّفه ذلك كل ما يملك .
ألا وإن جمعا من الواهمين يهرفون بأن السعادة لا حقيقة لها وأنها خيال يبتدعه الوهم ويكذبه الواقع .
إن هؤلاء جاهلون أو مخادعون إذ لا يعقل البتّة أن يخلقنا الله ثم يريد لنا أن نشقى جميعا . . كيف ذلك وهو القائل عز وجل لنبيه : ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ".
السعادة جنة الأحلام التي ينشدها كل البشر .. مثقفهم وعاميهم ، سلطانهم وصعلوكهم ، ولم يعلم أحد يبحث عن الشقاء لنفسه ، ويرضى لها التعاسة .
قفوا وتأملوا في كتاب الله سبحانه وتعالى لتعرفوا نماذج ممن سعدون في حياتهم وسطروا للأجيال صفحات وضّاءة المعالم لا يعتريها شك ولا يكدر صفوها مكدر .
تأملوا في قصة ابراهيم عليه السلام - خليل الرحمن - وقد قذف في النار " قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على ابراهيم " ، فعاش أجمل لحظات السعادة في هذا الموقف العصيب .
يونس بن متّى - عليه السلام - عاش سعيدا وهو في ظلمات ثلاث : ظلمة بطن الحوت ، وظلمة البحر ، وظلمة الليل ، ونادى " لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين" فكانت النتيجة : " فاستجبنا له ونجيناه من الغمّ وكذلك ننجي المؤمنين " .
يوسف - عليه السلام - عاش سعيدا في غياهب الجبّ وبين جدران السجن ، لأن الله معه " رب السجن أحبّ إليّ مما يدعونني إليه " .
محمد صلى الله عليه وسلم يلتفت إلى صاحبه وهما في الغار فيقول بلهجة السعيد الواثق بربه : " لا تحزن إنّ الله معنا " ، وإذا كان الأمر كذلك فوالله لو سارت مع قريش كل الأحياء ما قدروا على اثنين الله ثالثهما .
أين الباحثون عن السعادة من سيرة فاروق الأمة - رضي الله عنه - ثيابه مرقعة ، والزيت أدم له - أي طعامه - والكوخ مأواه ، ومع ذلك تخافه ملوك الأرض وتخشاه .
أين نحن من سيرة بلال - رضي الله عنه - رفض أن يقضي حياته منحنيا لسوط وحجر ، كان يرمي جسده كأنّه يقول : خذوه فهو لكم ... لكنكم لن تنالوا من روحي وإرادتي شيئا ما دمت مع الله .
إن النماذج كثيرة وكثيرة لمن عاش لحظات الصفا والنقاء ، ولكن كما قيل : " يكفي من القلادة ما أحاطت بالعنق " .
لقد طلب أقوام السعادة في غير مسارها فكان ذلك سببا في هلاكهم وشقائهم .
لقد طلبها فرعون وأعوانه في الملك والشهرة والتسلط بعيدا عن الإيمان فكان جزاؤهم الشقاء والهلاك .
طلبها قارون في الكنوز ، فكانت كالجبال فما شكر ربه بل سعى في الأرض فسادا ، فكانت شقاؤه " فخسفنا به وبداره الأرض .. "
وطلبها الوليد بن المغيرة في الولد والجاه فآتاه الله عشرة من الولد فكفر بنعمت الله فنزلت فيه : " ذرني ومن خلقت وحيدا ، وجعلت له مالا ممدودا ، وبنين شهودا ، ومهدت له تمهيدا ، ثم يطمع أن أزيد ، كلا إنّه كان لآياتنا عنيدا ، سأرهقه صعودا ... "
كم شقي أناس بأموالهــم ؟
كم شقي أناس بعواقب مناصبهــم ؟
كم شقي أناس بأولادهــم ؟
ولماذا شقوا ؟ .. لأنهم استغنوا عن ربهم ، جعلوها غايتهم وهمهم ، سعوا في الحصول عليها لأجل السمعة والشهرة والمتعة فكانت وبالا عليهم إذ فتحوا على نفوسهم أبوابا حرمتهم السعادة .
رضي الله عن ابن عباس إذ قال : " إنّ للحسنة ضياء في الوجه .. ونورا في القلب .. وسعة في الرزق .. وقوة في البدن .. ومحبة في قلوب الخلق .. .. .. وإنّ للسيئة سوادا في الوجه .. وظلمة في القلب .. ووهنا في البدن .. ونقصا في الرزق .. وبغضة في قلوب الخلق ..
و ما أجمل أن نردد قول الشاعر :
أنا لست إلا مؤمنا بالله في سري وجهــري ..
أنا نبضة في صدر هذا الكون .. كيف يضيق صدري ..
أنا نطفة أصبحت إنسانا .. فكيف جهلت قدري ..
ولم الترفع عن تراب منه سوف يكون قبري .. ؟
إني لأعجب للفتى في لهوه .. أوليــس يـــدري ؟
أن الحيــاة قصيرة .. والعمر كالأحـلام يسري ..
نقف مع أنفسنا وقفة محاسبة .. ونقل بكل صراحة لكل من يقف أمامنا ويصدنا عن طريق السعادة .
إنّ صلاتي .. ونسكي .. ومحياي .. ومماتي .. لله رب العالميــــن ..
جعلني الله وإيّاكم وجميع المسلمين من أهل السعادة .. وجنبنا دار الشقاوة .
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)